عبد الرحمان البصري – كود//

معطيات مثيرة كشفت عنها الأبحاث الأمنية التي أجراها المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، بعد توقيف شقيقي وقريب رضوان التاغي، الرأس المدبر لجريمة مقهى “لاكريم” بمراكش.

روى جمال التاغي (51 سنة) للمحققين ظروف التحاقه بالشبكة الدولية المختصة في تهريب المخدرات، التي يتزعمها شقيقه رضوان، موضحا بأن هذا الأخير كلفه ،منذ مطلع 2014، بربط الاتصال بمزارعي القنب الهندي بمنطقة “أسيفان”، ضواحي شفشاون، الذين يقتني منهم مسحوق الكيف، ويخزّنه بمستودع بمنزل أسرته بدوار “الواديين”.

وتابع بأنه كان يتلقى من شقيقه مبالغ تتراوح بين 200 مليون ومليار سنتيم لاقتناء محصول الكيف من المزارعين، وأن عمولته تصل إلى 100 درهم عن الكيلوغرام الواحد، مشيرا إلى أنه كان حين يجمع كمية يتراوح وزنها ما بين 300 كيلوغرام وطن واحد يتم نقلها من طرف أحد الأشخاص، يُدعى “العياشي”، الذي يمتلك معملا صغيرا يحتوي على آلات ضغط تقوم بتحويل المسحوق إلى صفائح من مخدر الشيرا، تزن كل واحدة منها 100 غرام، و تُطبع عليها عبارة “راسطا” لتمييزها عن المواد الأخرى من المخدر نفسه التي تُباع بهولندا، قبل أن يتم لفها بواسطة أوراق “السلوفان” وتوضع داخل أكياس، زنة كل واحد منها تصل إلى 30 كيلوغرام، يقوم العياشي بنقلها، مجددا، إلى منزل “آل التاغي”.

ومباشرة بعد انتهاء تلك العملية، يربط جمال الاتصال بشقيقه، عبر رسالة هاتفية نصية قصيرة، ليمكّنه هذا الأخير من كلمة السر و رقم هاتفي لشخص يجهل اسمه، يحل على متن سيارة رباعية الدفع لنقل المخدرات التي يشحنها شقيقه إلى خارج المغرب، مؤكدا بأنه شارك في عشر عمليات لتهريب المخدرات، اثنتان منها تمتا في شهري فبراير ويونيو 2018، أي بعد شهور قليلة من وقوع جريمة “لاكريم”.

وفي إطار الاحتياطات التي تتخذها الشبكة لتفادي الملاحقات الأمنية، أوضح بأنه لا يتم التعامل بالأسماء الشخصية بين أفرادها ويكتفون بكلمات السر، كما أنهم كانوا يستعملون هواتف من نوع “بلاك بيري”، التي يصعب التجسس عليها وإخضاعها للتنصت.

وصرّح جمال بأنه تابع دراسته بهولندا،التي هاجر إليها برفقة والديه وهو في الثامنة من العمر، إلى أن حصل على شهادة في المحاسبة، ليشتغل هناك بمجموعة من الشركات، إلى أن قرر العودة نهائيا إلى المغرب في سنة 2007 بإيعاز من شقيقه رضوان، الذي كلف بالإشراف على تسيير مزرعة في ملكيته بمنطقة “ماسة”، ضواحي أكَادير، تبلغ مساحتها 36 هكتارا، ثم انتقل لتطوان التي كلفه شقيقه بتسيير مقهيين بها في ملكيته يحملان الاسمين التجاريين BLUE INN و BLUE SKY لمدة سنتين، ليعود مجددا للاستقرار بأكَادير، ويدخل في عطالة مترفة،إ ذ كان يتلقى من أخيه، الذي يصغره بسبع سنوات، إعانات تتراوح بين 3 و5 مليون سنتيم شهريا، قبل أن يلتحق بشبكة الاتجار الدولي في المخدرات.

وبعد توقيفه مع شقيقه مراد، بتاريخ 26 غشت 2018، حجزت الشرطة لدى جمال 16 مليون سنتيم، وسيارتين رباعيتا الدفع من نوع “مرسيديس” قال بأن شقيقه ومشغله هو من اقتناهما له، كما اشترى له شقة بتجزئة “كَولف سيتي” بمراكش، و ضبطت الشرطة، أيضا، سيارة ثالثة رباعية الدفع، من نوع “جيب رينيجيد”، صرّح بأنها تعود لزوجته.