كود : ///
تبعا للمعطيات الجديدة المتواترة حول استدعاء قاضي المحكمة الإسبانية العليا بمدريد “خوان دي ماتا” لزعيم جبهة البوليساريو “ابراهيم غالي” للمثول أمامه بالتزامن وزيارته المرتقبة لإسبانيا قصد المشاركة بندوة التنسيقية الأوروبية للتضامن مع البوليساريو المقامة خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و19 نونبر الجاري ببرلمان كتالونيا في مدينة برشلونة الإسبانية، التقت “كود” أحد رافعي الدعوى القضائية ضد زعيم البوليساريو و كذا ضحية من ضحايا جبهة البوليساريو “داهي اكاي” رئيس جمعية مفقودي البوليساريو، حيث كشف خلال اللقاء عن عديد المعطيات حول عمل الجمعية وأعداد المفقودين إلى جانب التهم الموجهة لقياديي البوليساريو الضالعين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق صحراويين وأجانب خلال حقبة السبعينيات التي وصفت بحقبة الموت.
كود : حبذا لو تضع الرأي العام المحلي والوطني في صورة عمل الجمعية من خلال كرونولوجيا تأسيسها وأهدافها ؟
يجيب “داهي اكاي” رئيس جمعية مفقودي البوليساريو، وواحد ممن تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب على يد “ابراهيم غالي” وغيره، أن جمعية مفقودي البوليساريو تأسست سنة 2005 ومقرها بالعيون، وتعنى أساسا بتوضيح الجرائم المرتكبة من لدن البوليساريو في حق الصحراويين والأجانب على حد سواء، حيث تروم البحث عن المفقودين بمخيمات تندوف و الدفاع عن ضحايا الإبادة الجماعية والجرائم اللا إنسانية بغية تقديم “الجلادين” للعدالة في أفق محاكمتهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تجردوا من الإنسانية.
كود : كم يقدر عدد المفقودين و ضحايا جبهة البوليساريو إلى حد الآن ؟ و هل هناك معطيات واستدلال حقيقي حول الحقبة الزمنية التي تعرضوا فيها لتلك الإنتهاكات الجسيمة ؟
يرد “داهي اكاي” : ضحايا البوليساريو كثر منذ سنة 1974، حيث أحصينا ما يناهز 800 شخص مابين مفقود لم يوجد له أثر، وأشخاص آخرين تعرضوا لإعتداءات جسدية بمناطق وسجون متعددة، بمراحل متعددة أطلقت عليها البوليساريو تسميات خاصة لتحديد الضحايا والمستهدفين.
أول مراحل هذه الإنتهاكات وثقت سنة 1974 وكان ضحيتها أحد الأشخاص يدعى “الثوري” الذي أعدم رميا بالرصاص أمام أعين أزيد من 150 فردا، إثر قرار صادر عن زعيم البوليساريو آنذاك ”الولي مصطفى السيد” ونائبه المساعد “المحفوظ اعلي بيبا”.
وفيما يخص المرحلة الثانية فقد أطلقت عليها البوليساريو تسمية “حزب تكنة”، حيث مارس مجموعة من قادتها أبشع أشكال التعذيب الذي يصعب وصفه على 70 فردا من الشباب والإطارات.
وعن المرحلة الثالثة، فقد كانت سنة 1974 أيضا، وسماها قادة البوليساريو بمرحلة “مندسي المخابرات الفرنسية” ولم تدخر خلالها البوليساريو جهدا في التلذذ بممارسة أبشع أنواع الترهيب والتعذيب الجسدي والنفسي على ما يقارب 70 شخصا.
أما المرحلة الرابعة فقد أسمتها جبهة البوليساريو ب”حزب مندسي اكليبات الفولة” تعرض خلالها ما يناهز 150 فردا للسجن والتصفية الجسدية.
وعن المرحلة الخامسة فقد سميت آنذاك باسم “مندسي موريتانيا وفرنسا”، وكان ضحيتها 150 فردا منهم حاملون للجنسية الموريتانية أمهاتهم صحراويات والكل يعي حجم الإحترام والتقدير الذي يحظى به أبناء الصحراويات من الأجانب الذين تمنحهم التقاليد والعادات والمجتمع مكانة خاصة، خالفتها للأسف البوليساريو آنذاك.
كود : نعي جيدا حجم إلمامك بالملف كونك احد ضحايا “ابراهيم غالي” صفة واسما، هل بإمكانك أن توضح للمتابعين أول تحرك قانوني لكم وحيثياته ؟
“داهي اكاي” : بالفعل لقد كنت ضحية ل”ابراهيم غالي” شخصيا، بحيث قام بتكبيلي وتعذيبي نفسيا بأحد التلال شرق تندوف، ابتداءا من الساعة التاسعة ليلا وحتى الساعة السابعة صباحا، عندما تفاجئ أحد الرعاة الجزائريين بوجودي بتلك الأرض الخلاء، وقدم لي يد العون من خلال فك وثاقي.
وبخصوص اول تحرك لنا على الصعيد الدولي لفضح الإنتهاكات وجرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في حق الإنسانية، قمنا بالتواصل مع محامين إسبان مختصين، ليقوموا بعد ذلك بزيارة ميدانية لمدينة العيون، أين التقوا الضحايا و استمعوا لشكواهم، متعهدين بالترافع عنا.
إثر ذلك قمنا بوضع شكاية ودعوى رسمية باسم إحدى الجمعيات الإسبانية يدعى رئيسها ب”رمضان المسعودي” الذي لم يكن يوما من ضحايا الإنتهاكات، بالمحكمة العليا الإسبانية رقم 5 بالعاصمة الإسبانية مدريد، ليتم استدعاؤنا للمثول أمامها، وجرى استقبالنا من طرف القاضي لبحضور محامينا “خوسيه مانويل روميرو”، ليطلب القاضي إجراء خبرة طبية على الضحايا من طرف أطباء مختصين بالمجال تابعين للمحكمة العليا والذين أثبتوا تعرضنا للتعذيب.
لقد استمرينا لأشهر عدة في جلب الشهود للمثول امام المحكمة العليا الإسبانية بطلب من القاضي الذي تفاعل بما يكفله القانون مع الشكوى وعلى رأسهم “لحبيب الخرشي والكبش والشويعر ومصطفى عباد”، والذين كانوا أيضا ضحايا لتلك الجرائم المرتكبة في حق الإنسانية، إذ رأى القاضي بأم عينه آثار التعذيب الممارس فس حقهم، ليعملوا بدورهم على رفع دعوى قضائية ضد العديد من المتورطين في تعنيفهم.
كود : عندما نتحدث عن جرائم مرتكبة لابد من الحديث عن المسؤولين عنها، إذا كم عدد المسؤولين عن تلك التجاوزات ؟ ومن هم ؟
لقد وصل عدد المتورطين في جرائم الإبادة تلك ل 28 “جلادا” من مسؤولي البوليساريو، أبرزهم زعيم جبهة البوليساريو الآن”ابراهيم غالي”، وأذكر اسمه لأنه عذبني بشكل شخصي، وتورط في تعذيب أشخاص آخرين من بينهم “الصاروخ أحمد و حسم لمدكري وعبد الله الزبير”، فيما يتعذر علي ذكر أسماء أخرى لأن الأمر مرتبط بمختلف المفقودين وهم المخولون بذكر أسماء معذبيهم.
كود : ماهو أول تحرك قامت به المحكمة العليا الإسبانية في حق المتورطين في تلك الجرائم ؟
يجيب “داهي اكاي”: لقد علمنا من لدن محامينا أن المحكمة قامت ببعث رسائل تحمل أسماء المتورطين لتمثيلية البوليساريو بإسبانيا، بحيث حاولت المراوغة عبر إجابة المحكمة أن الأسماء الموردة بالرسالة غير موجودة لديها البتة.
ويردف “اكاي” : تلك كانت لعبة من طرف البوليساريو نعيها جيدا، إذ يقوم المتورطين بالتلاعب بأسمائهم وألقابهم، ففي حالة حيازة المتورط لجواز سفر اسباني يكون باسم معين، بينما يختلف اسمه أيضا في جواز السفر الجزائري إن كان يحوزه وهكذا دواليك، غير أننا مستعدون لكشف تلك اللعبة التي لم ولن تنطلي علينا، ف “الشاة تعرف أن الذئب آكلها والذئب يعرف مافي الشاة من طيب”.
كود : هل ستتواجدون ببرشلونة الإسبانية خلال زيارة غالي المرتقبة لها يوم غد ؟
“داهي اكاي”: سنبذل قصارى جهدنا لنكون متواجدين بمدينة برشلونة، ونحن مستعدون للمواجهة وجها لوجه مع “ابراهيم غالي” وغيره ممن مارسوا علينا أبشع أصناف التعنيف والتعذيب الممنهج، فنحن أصحاب حقوق وماضاع حق ورائه مطالب، وحقنا يكفله القانون والأعراف الدولية.
كود : هل تثقون بالقضاء الإسباني ؟
دون أدنى شك نحن نثق في القضاء والعدالة الإسبانية ونتأمل منه خيرا، كما نتوقع أن يأخذ القانون مجراه، وأن يقتص من كل “الجلادين” من قيادات البوليساريو الضالعة في الجرائم