الرئيسية > آراء > ساعة في راديو النظام الجزائري! ما أجمل العيش في القوة الضاربة
04/11/2021 15:00 آراء

ساعة في راديو النظام الجزائري! ما أجمل العيش في القوة الضاربة

ساعة في راديو النظام الجزائري! ما أجمل العيش في القوة الضاربة

حميد زيد – كود//

العالم كله هذا الصباح يتربص بالجزائر.

العالم كله يحسد الجزائر.

العالم كله يريد بالجزائر السوء.

العالم كله ضد الجزائر في الراديو هذا الصباح.

وخاصة نحن.

خاصة نحن جار السوء.

خاصة نظامنا المخزني.

ولذلك تسأل المذيعة ضيفها عن دور الأحزاب الجزائرية.

فيقول لها إنه علينا أن نترك كل خلافاتنا جانبا.

يقول هذا وقت رص الصفوف.

هذا وقت الحرب.

يقول لها نحن قوة ضاربة.

يقول لها نحن بلد عملاق في صناعة الأدوية.

ويحدثها عن كم من مليار دولار متحصلة من هذه الصناعة.

ويحدثها عن الفوسفاط الجزائري.

ويحدثها عن الإنجازات الخارقة.

ويشرح لها لماذا كل العالم يتآمر على الجزائر.

والمذيعة توافقه على كل كلمة يقولها.

المذيعة تقوم بدورها كما يجب.

المذيعة منتشية بالصعود الصاروخي للنظام الجزائري.

بينما الضيف يستمرئ اللعبة ولا يتوقف ثانية عن قصف المستمعين الأعزاء بالملايين وبالثروة وسهم النمو الذي وصل إلى عنان السماء.

ولأن الجزائر رائدة. ولأنها متقدمة. ولأنها قوية. ولأن الدولة الجزائرية حققت ما لم تحققه أي دولة أخرى. يقول لها.

والمذيعة موافقة.

و البروباغندا شغالة كما يجب.

وكما في عصر بعيد.

بينما أتخيل المواطن الجزائري يسمع هذا الكلام كل يوم.

وفي الصباح.

وفي المساء. وفي سهرة الأخبار.

أتخيله كل يوم يفتح الراديو على القوة الضاربة.

وعلى النجاحات.

وعلى المليارات التي يجنيها اقتصاد الدولة الجزائرية.

أتخيل ينظر في كل اتجاه ولا يجد شيئا.

أتخيله كم يكره أن يسمع راديو بلاده.

أتخيل أن لا أحد له القدرة في الجزائر على سماع كل هذا الكم الهائل من الكذب.

أتخيل المواطن الحزائري وهو يسمع النظام يتحدث كل مرة عن اعتداء مغربي.

أتخيله يتوفر على ما يكفي من الذكاء ليعرف الغرض من ذلك.

وليحدس عما يبحث شنقريحة. وماذا يريد.

وأنه في أمس الحاجة إلى سقوط مواطن جزائري.

وبأي طريقة.

كي يصنع به حربا يلهي بها الجزائريين.

ويحافظ بها على وجوده وعلى مصالح النظام.

وكم هو ممتع بالنسبة إلى شخص غير جزائري أن يخصص وقتا يستمع فيه إلى الراديو الراديو الرسمي الجزائري.

مرة في الشهر.

أو مرة في السنة.

ما أمتع أن تزور حقبة بائدة مازال النظام الجزائري يحتفظ بها. كما هي. وبلغتها. و بدعايتها. و بشعاراتها. وبكذبها.

لأن فيها مؤامرات كثيره.

فيها خيال.

فيها العالم كله يعادي الجزائر و يحسدها على نجاحاتها. وعلى قوتها. وعلى اقتصادها. وعلى نموها

فيها قرع لطبول الحرب.

فيها بلاغات تليق بأدب الواقعية الاشتراكية الذي كان يصلنا مترجما من الصين والاتحاد السوفياتي.

فيها أدب ألبانيا الشعبية الاشتراكية.

فيها رخاء يشبه رخاء هذه الدولة في ثمانينيات القرن الماضي.

فيها نظام يشبه نظام أنور خليل خوجا والإنجازات التي حققها.

فيها عالم مغلق.

وكما لو أنك في متحف.

وكما لو أنك في رحلة داخل آلة زمن تسافر بك إلى ما قبل سقوط أنظمة المعسكر الشرقي.

وهذا كله ليس متوفرا إلا في الراديو الجزائري.

وحصريا.

وفي هذا الراديو كلام لا تتخيل أنه مازال من الممكن ترويجه في أي مكان في الكرة الأرضية.

فيه تهديدات متخيلة للجزائري.

فيه دول كثيرة تساعد المغرب.

فيه” وفي غمرة احتفال الشعب الجزائري بالذكرى 67 لاندلاع ثورة التحرير الوطني المجيدة، في جو من البهجة والسكينة، تم اغتيال ثلاثة رعايا جزائريين. بشكل جبان”.

فيه ما يجعلك لا تتوقف عن الضحك.

فيه ما يجعلك لا تتوقف عن البكاء.

فيه مسرحة للأحداث.

فيه نظام يفتح ورشة كتابة سيناريو حرب ضد جار السوء.

ولذلك وأنا أفتح راديو النظام الجزائري لأسمع وجهة نظرهم. كما لو أني أفتح عالما قديما.

كما لو أني أدخل إلى منغوليا الاشتراكية. أو ليبيا القذافي.

كما لو أني في القرن الماضي.

كما لو أن النظام الجزائري يعيش في عالم ما قبل 9 نونيز 1989.

وتشعر أنهم في الراديو يبحثون عن عدو.

تشعر أنهم في حاجة إلى المغرب.

وإلى حرب.

وأنهم في ورطة حقيقية.

تشعر أنهم يتمنون أن ننجر إليهم ونجاريهم.

تشعر أن المذيعة لا تصدق أي كلمة تقولها.

والضيف كذلك.

وتشعر أن لا أحد يسمع هذا الراديو

وأنه موجه للفراغ

موجه للا أحد

أما المواطن الجزائري فهو في مكان آخر

أما المواطن الجزائري فهو يعرف أن نظامه يكذب عليه

ويختلق القصص. ويختلق الاعتداءات. تماما كما كانت تفعل النازية.

تماما كما كانت تفعل الأنظمة الشمولية

التي تفشل في الداخل

وتبحث عن عدو في الخارج تحاربه لتستمر في السلطة. إلى الأبد.

وأي شخص لا يعرف النظام الجزائري

وأي شخص لا يعرف العسكر هناك

ولا يعرف السعيد شنقريحة

ولا يعرف الرئيس عبد المجيد تبون

وقام بفتح الراديو الحزائري

فإنه لن يخرج منه. ولن يغير الموجة. وذلك للرخاء الموجود فيه. وللإنجازات المتحققة فيه.

وسيتمنى العيش في القوة الضاربة.

والهجرة والاستقرار في جنة القوة الإقليمية التي يهابها الشرق والغرب.

ويعاديها كل العالم.

موضوعات أخرى

05/05/2024 01:00

شيباني حصل فاسبانيا بسباب محاولة تهريب آلات مسروقة ساوية بزاف دالفلوس للمغرب

05/05/2024 00:00

موريتانيا حذرات مالي بعدما تعاودات الإعتداءات على مواطنيها.. ودارت مناورات عسكرية على الحدود

04/05/2024 23:00

دياز بعدما ربح لاليگا: حنا الريال ديما باغيين نربحو الالقاب وغانقاتلو فماتش البايرن

04/05/2024 22:30

محكمة ميريكانية حكمات على جهادي مغربي ب 12 العام ديال الحبس. مشا لسوريا وانضم لداعش

04/05/2024 21:30

المال السايب كيتبذر على الكرا فجهة الرباط…وكالة تنفيذ المشاريع خسرات كثر من مليار سنتيم فست سنين على الكرا واخا مقر الجهة فيه مكاتب غي مسدودة