الرئيسية > آراء > وداعا… وطني
01/07/2015 03:30 آراء

وداعا… وطني

وداعا… وطني

كود : بدرالدين أوسليم==

ما يقع كل يوم في هذه البقعة المسماة مجازا وطنا مسبب رئيس للاكتئاب و الإحباط، فقبل قليل و بعد تردد كبير شاهدت فيديو همجي لقطيع من الهمج كان تجمعهم حول شخص يقاسمهم الأرض و الجنسية و الانسانية قبل كل هذا وذاك، أشبه بما وصلنا من مظاهر محاكم التفتيش، أو المحاكم الشعبية في إيران او بلاد طالبان…
في البداية سمعت عن الشريط الذي أذيع على نطاق واسع، و بعد استجماع الإرادة اللازمة لمشاهدة العنف في الواقع و أنا الذي لا يتحمله حتى في الأفلام، لم اكمل منه 10 ثوان حتى سارعت لإغلاقه و أنا أرتعد لهول ما رأيت، فكان أول رد فعل أن شرعت في قراءة التعاليق، و ليثني ما فعلت…
جل التعاليق كانت فخورة بما أقدم عليه “رجالات فاس”، و مثمنة طريقة محاربة الفتنة و الرذيلة لفرض الأخلاق…
معظمها كانت تزغرد لانتصار الشرع على الابتذال، و فوز الشريعة على المنكر…
أغلبها طبلت باعتزاز لنزوح المجتمع نحو العنف و زيغانه عن سكة الاحترام الواجب للانسان…
تعاليق عبرت صراحة عن وجهنا الحقيقي وقد أسقطت كل أقنعته، وجه بأعين التماسيح التي تبكي دموعا مزورة، و آذان الحمير التي تسمع وصايا الموتى من قبورهم و بعضا من عذاباتهم، ، و أنوف البعوض المشمشمة للدم كطعام مفضل، و أسنان دراكولا، مع احترامي لكل الحيوانات و الحشرات و حتى الشخوص من المخيال كونها أرقى من ممارساتنا…
تذكرت أيضا نداء كنت قد أطلقته لتتحمل الدولة و مؤسساتها مسؤولياتها اتجاه “الوطن” و المواطن…
تذكرت تشفينا في ما وقع لفتاتي انزكان و تأييد أغلبية تدفع البلاد نحو حفرة عميقة، لما لقياه من تعنيف لفظي و جسدي و نفسي…
تذكرت الأطفال، جيل المستقبل المعول عليه للتغيير يطوفوت بكلب أو قط في الشارع على مرآى من أسلافهم و هم يرجمون تلك الحيوانات المكبلة حتى الموت…
تذكرت فراغ المناهج التعليمية من كل بعد إنساني و من جميع القيم الكونية من بينها التعدد و الاختلاف و الانفتاح…
تذكرت أيضا خلوها من كل بعد فني يرقى بالذوق العام…
تذكرت الاحترام الغائب في ممارساتنا اليومية من البيت إلى البيت مرورا بالشارع و العمل و المقهى و الحانة و المسجد…
تذكرت الوصاية التي يفرضها القوي أو المستقوي بما شرعنه المجتمع على الضعيف أو المستضعف على اعتباره آخرا مختلفا يشكل خطرا ما…
تذكرت وجود أقطار أخرى من المعمور لا تحوي شيئا من كل المظاهر السلبية المجتمعة هنا…
تذكرت أن هناك قوة خفية مربوطة لأرجلنا تجرنا نحو قعر محيط هاجت أمواجه بفعل نفخ البعض فيها…
تذكرت جواز سفري، أخذته، تأملته، و أنا في حيرة بين أمرين: أتركه مجرد وثيقة رسمية تذكرني بانتمائي لهذه البقعة الجغرافية التي هي في حاجة لقوتي كاملة في السباحة نحو الشط ليتغلب الجسد المنهك بالأثقال المحبط بمجريات الواقع عن فكرة الغرق استسلاما؛ أو أحمله بعناية وحده دون حقيبة لتكون آخر جملة أنطق هنا بحسرة: “وداعا وطني”؟؟؟

موضوعات أخرى

07/05/2024 10:44

القضاء بمراكش حكم على ضابط ديال البوليس بـ5 سنين دالحبس فقضية وفاة ياسين الشبلي بمفوضية الشرطة بنجرير

07/05/2024 10:30

اللي بغا الرضا ديال الجنرالات يجبد الصحرا.. بوق العسكر بن قرينة تا هو كيهضر فالصحرا مع سفيرة بريطانيا فالدزاير وها شنو كال

07/05/2024 10:29

شبهة تزوير محاضر وتبديد فلوس عمومية قالب جماعة “غياثة الغربية”: الوكيل العام ففاس كيدرس شكاية جديدة طاحت عندو

07/05/2024 10:27

إحالة الرئيس السابق لجماعة “آيت بن يعقوب” على قاضي التحقيق ففاس مع عدد من المسؤولين وها شنو دار معاهوم

07/05/2024 09:30

الجيش الإسرائيلي علن سيطارتو على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. ورفع الراية ديال بلادو