حتى أنه قرع حلفاءه. ولامهم. على ترك مصالح المواطنين. والانشغال بانتخابات بعيدة. ونتائجها في علم الغيب.
وبرجاحة عقله. وبحكمته المعهودة. وبوقفته الصنمية. لم يستوعب كل هذه العجلة.
ولم يفهم كيف يسابقون الزمن. ويهدرون الطاقة.
ولأنه صاحب تجربة كبيرة.
ولأنه يملك خبرة في هذا المجال. اكتسبها من الصمت.
فهو غير مستعجل. ويعرف أن لكل شيء أوانه. ومهما سيحدث فهو واثق أن للحركة الشعبية نصيبها. ولها حصتها المكتوبة. ويرفض أن يدخل معهم في هذا السباق الشرس. وهذا الجري في اتجاه 2021.
وبحكم تجربته الطويلة يقدم لهم النصح. ويخبرهم تلميحا أن ما يقومون به منهك.
وأنهم قد لا يصلون.
وأنهم قد يتعثرون في منتصف الطريق.
وأن 2021 هذه قد لا تأتي. وقد لا تكون هذه السنة التي يركضون نحوها موجودة أصلا.
لكن من يسمعك يا امحند العنصر.
من يستفيد من خبرتك. ومن مسارك السياسي الحافل بالإنجازات والنجاحات.
دون جلبة تذكر. ودون تنافس مع أحد. ودون استعراض عضلات.
أما حين يجد الجد.
وفي اللحظة الحاسمة. وفي الآن وهنا. تكون في الموعد. ومعك الحركة الشعبية.
فائزا.
وبين الأحزاب الأولى. ومشاركا في الحكومة. أي حكومة. وكيفما كان لونها. وتوجهها.
وما يؤكد أنهم مبتدئون في التجمع الوطني للأحرار وفي العدالة والتنمية.
وما يبين أنهم عديمو الخبرة. ولا يحترمون من سبقهم.
وفي حمى التنافس في ما بينهم.
لم يطمئنوك.
ولم يقولوا لك إن مكانة الحركة الشعبية مضمونة.
وإن لا شيء سيتغير.
وإن الحرب قائمة على من سيكون الأول. ومن سيكون منه رئيس الحكة.
وإنهم حريصون على أن لا يقضموا من حزبك. وألا يأكلوا من حصته. وألا يقتحموا قلاعه المحروسه.
لكنهم لم يفعلوا ذلك للأسف.
وتعاملوا مع الحركة الشعبية كما لو أنه حزب طارىء.
ومثل أي شاب متهور. ومندفع. يزعقون. ويصرخون. ويستعرضون عضلاتهم.
وينسون حزب الحركة الشعبية.
وينسون وجود زعيم حكيم وأبدي مثل امحند العنصر.
لا يستعجل الأمور. ولا يستبق الأحداث. ولا يبدد طاقاته في الاستعداد لانتخابات بعيدة جدا.
ويعرف أنه لن يحصل إلا على ماكتبه الله له.
وأن نصيبه مقدر.
وأنه لن يظلم. ولن يتغير الموقف منه. ولن يتخلى عنه. وأن الوطن مازال في حاجة إليه.
حتى أنهم وهم يلهثون للوصول قبل غيرهم لانتخابات 2021.
أثاروا شكوك نواب الاتحاد الدستوري.
وريبة حزب الاستقلال.
وحيرة الاتحاد الاشتراكي.
ودون احترام للمقامات. وللحصص. وللمنافسة الشريفة. أرغموا امحند العنصر على الكلام.
ولأول مرة منذ عقود يتحدث
ويرفض شيئا
وهو الذي عودنا دائما على الصمت. وعلى قبول أي شيء.
وهذا خطير
وغير مقبول
وقد يؤدي إلى خروج حزب الحركة الشعبية إلى المعارضة.
وإلى رفض اللعبة من الأساس
وإلى رفض المشاركة في حكومة لا تحكم
وإلى المطالبة بملكية برلمانية
وإلى ظهور يوم الحشر مباشرة بعد ذلك.