حميد زيد كود ////

كم من الوقت تحتاجه حركة التوحيد والإصلاح لتطلق من جديد حملة”حجابي عفتي”، بعد أن تأكد لها بالملموس أن حجابي ليس عفتي، وأن حتى الكفار والفجار لا يخطر لهم أن يقوموا بما قام به قياديوها.

لا بد أنها ستشعر بالحرج وهي تطلق هذه الحملة من جديد، وأظنها لن تقدم على هذه الخطوة.

ولو بعد قرن
ولو بعد قرنين.

مستحيل أن تقوم بذلك، بعد أن تبين للجميع، وبالدليل، أن حجابي ليس عفتي.
ولحيتي أيضا ليست عفتي، وأن مشهر الخطاب الأخلاقي هو أول من يسقط في فخه، عند أول اختبار.
ولا أتخيل حركة التوحيد والإصلاح قادرة على ذلك، ولن تجرؤ مرة أخرى على مجرد التفكير في مثل هذه الحملة، أما إذا تجرأت وفعلتها، فلن تزيد إلا من سخرية الناس منها.

ومن سيصدقها بعد ما حصل.
من هذا المغفل الذي مازال يصدق فعلا أن حجابي عفتي، بعد أن صار حجابي فضيحتي.
وكم سيشفق الناس على هذه الحركة في القادم من الأيام، بعد أن حرمهم الشيخ والشيخة من سلاحهم الفتاك، وأسقط في يدهم.

وكم سيتردد بنكيران قبل أن يحاول طرد صحفية من البرلمان كما فعل في الماضي، حيث الرد سيكون جاهزا على لسانها، وعلى لسان جميع الخصوم.
وأنتم أيضا تعرفون الرد:
والذي لا حيلة له ولا جواب سيذكرهم بقصة الجمل وحدبته.

وهل يمكن للشوباني أن يعيد الكرة ويتدخل هو الآخر، كما كان قد فعل، ويهاجم صحفية أخرى بسبب لباسها، وفي نفس القبة.
طبعا لن يستطيع، بعد أن أصبح هو نفسه عاريا وبلا ملابس، بسبب الكوارث التي تحل به، والفضائح الكثيرة التي يرتكبها دون أن يرف له جفن.
لكنها ليست نهاية العالم.

ولن تعدم الحركة أفكارا جديدة وحملات مختلفة غير حجابي عفتي.

وما عليها إلا أن تفكر في الأمر بتأن وتستشير الفقيه أحمد الويسوني، فالحملات الأخلاقية مرمية في الطريق، وبالجملة، ولا تحتاج إلا إلى من يلتقطها.
ولا يوجد سوى الحجاب، ولا يوجد إلا شتم الناس وتوجيه اللعنات إليهم، كما يفعل الفقيه المقاصدي.

أما إذا أصروا في الحركة، وتشبثوا بتلك الحملة، ولم يجروا عليها أي تحيين ولا تعديل، فإنهم سيتحولون، دون شك إلى نكتة، بعد أن ثبت أن لا علاقة للحجاب بالعفة.

ولا بأس أن نساعد هذه الحركة العفيفة.
ولنكن متسامحين، ولنغفر لها، بعد أن اكتشفنا أنهم بشر مثلنا، وأنهم مثل كل الناس يحبون، ويخونون، ويخطئون.
ولا بأس أن نقترح عليها حملات من نوع آخر.
وحذائي عفتي حملة مقبولة.
وسيارتي عفتي

وربطة عنقي عفتي
وسوتياني عفتي
وجواربي عفتي
وصايتي عفتي
وماكياجي عفتي
ولساني عفتي
أي شي
أي شيء

لكن حذار يا حركة التوحيد من أن تقعي في المحظور
وتنسي الفضيحة
حذار أن تصدعي رؤوسنا مرة أخرى بحجابي عفتي
وبمهاجمة الفنانات والمهرجانات والعري وأن تقحمي أنفك في حياة الناس واختياراتهم
إلا هذه الحملة

إلا حجابي عفتي
شوفي غيرها
غيري المهنة
خذي عطلة
ولا تمنحي الفرصة للخصوم كي يسخروا منك
فأي حجاب
وأي عفة
وأي قيم

بعد أن حصل ما حصل
فلا تزايدي على المغاربة بعد الآن
لا تحاولي الظهور بمظهر العفيفة الطاهرة النقية
بينما نحن فاسدون
متفسخون ولا أخلاق لنا

ولا توجهي خطابك للمغاربة
تحدثي مع السلاحف
تحدثي مع الأرانب
وجهي النصيحة للقطط
قومي بحملة من أجل حجاب الزرافات

أما الناس
فلا تجربي معهم ذلك
لأنهم سيموتون من الضحك
لو فعلت ذلك

وليس من القيم في شيء
أن تتسببي في موت الناس
ولو كان القاتل هو الضحك،
فمن يصدقك بعد الآن
يا حركة

من هذا الغبي الذي مازال يعتقد
أن
حجابي
عفتي
فعلا
وأن

اللباس يصنع الراهب
وأن الخطاب الأخلاقي
يكفي
لصنع الأخلاق.