حميد زيد كود /////
جئتك يا سيادة الرئيس بأحمد ويحمان في يدي، وبغصن الزيتون في يدي الأخرى.
فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي.
أنا معتدل. وكنت مؤمنا بمسلسل السلام. وبحل الدولتين.
وأحب أمريكا. وأدبها. وأفلامها. وأدخن سجائرها. وآخذ أولادي دائما إلى الماكدونالد.
ولست أحمق كي أدعو إلى مقاطعتها
وحتى لو أردت فإن ذلك مستحيل.
لكنك دمرت كل شيء يا ترامب.
ولخبطت العالم.
وأشعلت فيه النار.
ودمرتنا نحن هنا أيضا في المغرب.
وبسببك خرج أحمد ويحمان وخالد السفياني، حتى أن الأول قال لك شكرا، لأنك منحته معنى للوجود.
وجعلته يظهر في الإعلام من جديد.
ولا أخفيك أن بيننا من يشبهك كثيرا، ولهم نفس طريقة تفكيرك، وقد تلقفوك كهدية ثمينة.
وبعد أن غابوا عنا.
وبعد أن زالت الأنظمة القومية البشعة. وبعد أن عم الخراب. بعثت فيهم الروح من جديد.
فماذا أقول لك يا ترامب. وكيف أشرح لك ماذا تعني القدس لكل المسلمين والعرب والمسيحيين.
ويقولون عنك عبيط.
ويقولون عنك أهبل.
لكن الأكيد هو أنك رئيس أمريكا. وأنا لا أنكر الواقع. وكنت منذ البداية أتوقع نجاحك. على عكس الكثيرين من العقلاء. لأني كنت مقتنعا أن العالم كله صار مجنونا.
وكل شيء صار ممكنا.
وحين كان العقلاء يقولون إن الولايات المتحدة دولة مؤسسات. ودولة أجهزة. ولن تسمح إدارتها بوصول رجل بمواصفاتكم.
كنت أنا مؤمنا بك.
وأحدس أن العالم اقترب من نهايته. وأن المجانين سيحكموننا.
وأنك واحد من العلامات.
وقد جئتك اليوم يا سيادة الرئيس بأحمد ويحمان في يدي، وبغصن الزيتون في يدي الأخرى.
ولا أهددك.
ولا أتحداك. فأنا ضعيف وعاجز ومستسلم.
لكن أطلب منك أن تتخيل عالما عربيا وإسلاميا كله يتحول إلى ويحمانات.
تخيل معي ويحمانات في كل مكان
وأنت في أمريكا.
وربما لن تفهم ماذا تعني أن تكون القدس مدينة مقدسة.
وربما لا يهمك أن يزول العرب والمسلمون.
وربما عنت لك هذه الفكرة يوما.
وربما ناقشتها مع مستشاريك. لكننا كثر يا ترامب. وصعب أن تزيلنا جميعا من هذه الأرض.
وربما تعلم أن الناس اختلطوا. وأننا في أمريكا. وفي إسرائيل. وفي كل مكان.
وأفكر أن أشرح لك. ولا أعرف كيف.
ولا أعرف ما هو المقدس بالنسبة إليك. وهل تعني لك الروح شيئا. وهل يعني لك الإيمان شيئا. وهل يعني لك الحق شيئا.
وأعلم أنك رجل مال وأعمال. وتقدس العقار.
لكن القدس بالنسبة إلينا أكثر من عقار.
وأكثر من أرض. وأكثر من مدينة. كأنك تطلب منا أن نغادر هذه الأرض.
كأنك تطلب منا جميعا أن نكفر.
وأن نتخلى عن الله.
وأن نصبح شعوبا لا دين لنا.
وربما ثروتك مقدسة بالنسبة إليك. لكن القدس لا تقدر بمال.
إنها في أغنية فيروز.
وفي كتابنا.
وفي القلب.
وفي ثقافتنا. وفي ديننا. وحتى الكافر منا. لن يسمح بالتخلي عنها.
وربما المقدس بالنسبة إليك هي ابنتك إيفانكا. فهل ترضى أن نأخذها منك. ونمنحها للأغيار.
ولشخص يحتلها. ويتخذها عاصمة له.
وربما حرمك ميلانيا.
وأحاول أن أقرب الصورة إليك وأعجز. وأحاول أن أفهمك. لكن عبثا.
وقد كنت دائما مع السلام.
ومع حل الدولتين
وكنت دائما أعتبر فلسطين قضية أرض وشعب محتلين. وليست قضية دينية.
كما أن لي إخوة مغاربة يهود في إسرائيل.
ولي عرب فلسطينيون أشترك معهم في اللغة وفي الثقافة وفي الدين.
وأعترف أن لا طاقة لي
وأننا جميعا عاجزون
وها أنا يا سيادة الرئيس أجيئك بأحمد ويحمان في يدي، وبغصن الزيتون في يدي الأخرى.
فلا تسقط الغصن الأخضر من يدي
ولا تجعلنا في المغرب مضطرين
إلى العودة إلى خيار المواجهة
والمقاومة
والمؤامرات
ولا ترغمنا على استعمال سلاح أحمد ويحمان
وربما وصلك أنه قال لك شكرا
وأنه كان ينتظرك مثل المهدي
لتنقذه
وتمنحه معنى للحياة وللوجود.
