حميد زيد كود ////
من أنت يا مخزن حقيقة.
قل لنا من أنت.
قل لنا ما هو سرك. وكيف تفكر. وكيف تنجو بجلدك.
دائما. دائما. يشتد عليك الخناق. وفي الأخير. تخرج منتصرا. أو بأقل الخسائر.
من أنت يا مخزن.
بحق. بحق. نريد أن نعرف.
ونعلم أنك عتيق. ومجرب. وقديم. ولك خبرة. وتجارب في الحياة. لكننا. وفي كل مرة. نقول إنك في ورطة.
نقول هذه نهايتك. نقول إنك تختنق.
ونظنك شخت. وهرمت. وأيامك صارت معدودة. بينما. وفي كل مرة تجدد شبابك.
وتلعب بالحداثة. وتلعب بالديمقراطية. ثم تعود كما كنت.
وتلعب بالدين. وتلعب بالأصالة. وتلعب بالمعاصرة.
وصراحة أنت أذكانا يا مخزن.
ووحدك من يتصرف حسب المصلحة.
وحسب السياق.
وحسب ميزان القوى.
وتتغير. وتتطور. وتتراجع. وتكشر عن أنيابك. وتطأطئ الرأس. وتنحني للعاصفة. لكنك سرعان ما تعود.
وكم عارضوك يا مخزن.
كم حاولوا القضاء عليك.
وهناك من قال واهما إنك مت. وقالها في تلفزيونك. واثقامن نفسه.
وفي كل مرة ينضم إليك معارضوك.
وتشغلهم. وتطبطب عليهم. وتعتني بهم.
فيظهر معارضون آخرون.
ويظهر ثوار جدد.
ويظهر من يريدون رأسك.
فتستدرجهم إليك. وتستعمل نفس التقنيات. ونفس الأساليب. وينتهون هم أيضا في حضنك.
وتتكرر هذه القصة دائما. منذ ظهر اسمك وهي تتكرر.
فمن أنت يا مخزن حقيقة.
قل لنا من أنت.
عرفنا عليك. أخبرنا هل أنت الاسم الآخر للمغرب. هل أنتمرادف للدولة. أم أنت سلطة فقط.
وأنت الذي تحكم هذا البلد منذ قرون.
قل لنا لنفهم.
قل لنا
هل هذه الأحزاب. وهذا المشهد السياسي المغربي. وهذهالمعارضات. مجرد زينة.
أم أنها فعلا موجودة.
ولا ننكر أنك كريم يا مخزن.
وتصنع سلطا صغيرة للجميع.
وتمنح موقعا لأتباعك. وتمنح حيزا لمعارضيك. وأعطيات.
وحتى الذين يسعون إلى الثورة عليك تخلق لهم ريعهم وسلطتهم ورواتبهم ليثوروا عليك. كي يعودوا إلى بيوتهم في المساء،
محافظين على مكاسبهم في ظل الثورة عليك.
كلنا نعيش تحت جناحك يا مخزن.
رغم أن كثيرا منا يظن العكس.
فما أدهاك. ما أقدرك على الخروج من عنق الزجاجة. وعلى التأقلم مع كل الأوضاع.
قل لنا من أنت. لنطمئن عليك يا مخزن.
فالكل يحتج عليك اليوم.
لكنها أول مرة تظهر فيها بلا أحزاب. و وحيدا.
ولا أصدقاء ولا أحزاب يمكنك التعويل عليها
ولا معارضة تعرفها حق المعرفة. وتعرفك حق المعرفة.
لأول مرة
ليس لك زعيم سياسي واحد تعتمد عليه
وليس لك حكومة
فمن ستعول عليه
لا أحد
لا أحد
وهل ستعول على حميد شباط
وهل ستعول على إدريس لشكر
وهل ستعول على سعد الدين العثماني
وهل على عزيز أخنوش
وهل على إلياس العمري
وهل على امحند العنصر
وهل على نبيلة منيب
قل لنا من أنت
من أنت حقيقة يا مخزن
لنطمئن
قل لنا هل أنت قادر على التحكم في الوضع لوحدك
دون مساعدة من أحد
قل لنا هل لا تشعر مثلنا بهذا الفراغ الغريب
وهل أنت متأكد أنه يمكننا التعويل على”البلطجية” فقط
للحفاظ على الاستقرار.
قل لنا
هل أنت واثق من قدراتك
وأن لا خوف على المغرب.
