الرئيسية > آراء > ما أسعد المغاربة لأنهم يتوفرون على زعيم سياسي بقامة محمود عرشان! وهو متقاعد، وهو يلعب رياضة الكرة الحديدية، استطاع أن يجمع كل الملل والنحل والمذاهب والتيارات المتصارعة في حزب واحد
27/05/2015 15:55 آراء

ما أسعد المغاربة لأنهم يتوفرون على زعيم سياسي بقامة محمود عرشان! وهو متقاعد، وهو يلعب رياضة الكرة الحديدية، استطاع أن يجمع كل الملل والنحل والمذاهب والتيارات المتصارعة في حزب واحد

ما أسعد المغاربة لأنهم يتوفرون على زعيم سياسي بقامة محمود عرشان!  وهو متقاعد، وهو يلعب رياضة الكرة الحديدية، استطاع أن يجمع كل الملل والنحل والمذاهب والتيارات المتصارعة في حزب واحد

حميد زيد كود/////

كان محمود عرشان يتوقع أي شيء، إلا أن يجد نفسه يلعب دورا جديدا في مغرب اليوم.

لقد رحل أصدقاؤه القدامى، ورحل ادريس البصري، وحتى خصوم عرشان لم يعودوا يذكرونه، ولا أحد صار ينعته بالجلاد السابق، ولا أحد يتذكر الكوميسير في عزلته، ولا أحد يراسله.

عرشان نفسه اقتنع بأن مغربه لم يعد هو، وأن وجوها جديدة عوضت تلك القديمة، وأن دوره انتهى، ولذك ظل يقضي في السنوات الأخيرة سحابة يومه وهو يلعب الكرة الحديدية في تيفلت وفي سطاد ماروكان بالرباط، في ما يشبه تقاعدا مريحا، بعد أن وجد ضالته في هذه اللعبة التي يقبل عليها الشيوخ بكثرة، والتي لا تتطلب مجهودا كبيرا وليست حكرا على فئة عمرية دون غيرها.

حتى الحزب الذي يملكه لم يعد يهتم به، وقد سلمه للأولاد، كمن يسلم دكانا، أو إرثا، وانشغل بهذه الهواية التي أخذت كل وقته.

وفجأة، وهو يلعب، ويجمع النقاط ويضرب كرات الخصوم، عنت له فكرة جهنمية، وحقق معجزة أخرى من معجزاته، وقام بلم شمل ثلاثة تيارات سياسية دينية، وكساحر يخرج من قبعته الحمام والأرانب والمناديل والورود، أخرج عرشان من حزبه ما لا يخطر على بال أحد، والأكثر إدهاشا، أنه أخرج حزبه الميت إلى الحياة، وأعاد عرشان المتقاعد والمنسحب إلى العمل السياسي، كأن شيئا لم يتغير، وكأن المغرب يراوح مكانه، وكأننا مازلنا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

هكذا، إذن، وبمحض الصدفة، جاء السلفيون إلى عرشان، وجاءت الشبيبة الإسلامية، وجاء الشيعة، وجاء البوذيون، وسوف يجيء الشيوعيون، وقالوا للكوميسير السابق احضنا، وضمنا إليك، وامنحنا مكانا في حزبك، في إطار الثوابت.

وهو يلعب، وهو في خريف العمر، رحب بهم عرشان وحضنهم، ليلعبوا معه السياسة.

تماما كما حدث مع الراحل عبد الكريم الخطيب ودخول إخوان بنكيران إلى حزبه.

وتماما كما فعلوا مع النهضة والفضيلة، الذي اكتراه السلفيون، بعد أن تحالف هذا الحزب في وقت سابق مع الأصالة والمعاصرة والأحرار ضدا على إخوان الأمس.

أحزاب فارغة، وفجأة، تمتلىء، بأطياف من التيارات والمذاهب والإيديولوجيات، فيحصل الانسجام والحب والوئام، في أعجوبة من أعجوبات المغرب الكثيرة.

ويحدث هذا غالبا في تلك الأحزاب الخارجة من رحم الحركة الشعبية الأم، فبعد الخطيب، ها هو عرشان، وبقدرة قادر، ستصبح عنده زحمة في حزبه، وبعد أن كان لا يعرف إلا الأعيان، وبعد أن تقاعد، سيصبح مسؤولا عن حزب يجمع كل التناقضات التي لا يمكن لأي عقل أن يتخيلها.

ولو في الجنة، لا يمكن أن يجتمع السنة والشيعة، مع شخص تشير إليه الأصبع بإنه كان مسؤولا ومورطا في زمن التعذيب والقمع.

والحال أن كل شيء ممكن في المغرب.

ومن كان يصفه ضحايا سنوات الرصاص بالجلاد، صار في إطار الاستثناء المغربي، مستعدا للطبطبة على ضحاياه، وضمهم إليه، والحدب عليهم.

وقد يلتحق بحزبه من كانوا يتهمونه.

وقد ينضم إليه اليساري أيضا.

فكل شيء ممكن في هذا البلد، ولا مستحيل عندنا، وها هو عرشان، وهو في غمرة انشغاله باللعب وممارسة هواية الكرة الحديدية، ينجح في تذويب المذاهب والطوائف في بعضها البعض، لتصبح جسدا واحدا.

آه لو كان قرين لمحمود عرشان في لبنان.

وكم كان سيكون العراقيون محظوظين لو توفروا على رجل سياسة يشبه الكوميسير السابق.

إنه مفخرة أخرى من مفاخر المغرب.

وعشرة من أمثال محمود عرشان، وها هو الاستقرار يعود إلى العالم العربي، وهاهي لبنان تعود سويسرا العرب، والعراق يتوحد وينبذ طائفيته، واليمن تعود إليه سعادته، وهاهم الضحايا يرتمون في أحضان من كانوا يعتقدون أنهم جلادوهم ومعذبوهم.

لكننا وحدنا نتوفر على محمود عرشان

وعلى حزبه

ولن نمنحه لأحد بالمجان

وحدنا من صنعناه

ووحدنا من يحق لنا الاستفادة منه

فليس لنا نفط

ولا أي شيء

وعرشان هو ثروتنا

ورأسمالنا اللامادي

وهو يلعب، وهو يرمي الكرة الحديدية، وهو متقاعد، يحيي الميت، ويفتح باب حزبه، فتدخله كل المذاهب، وكل الملل والنحل.

تكبير!

تكبير!

موضوعات أخرى

07/05/2024 21:00

على مايبدو فإن المغرب غادي يتحول للوجهة المفضلة للمثليين مادام انه كيحارب الغيرية الجنسية لأنه واضع قانون كيجرم تواجد كوپل مغاير الجنس في نفس الغرفة، بينما ممكن يتواجد گوبل من نفس الجنس في نفس الغرفة ويبانو الليل كامل كيلعبو بوه شقلابوه

07/05/2024 19:13

الكابرانات دارو الضحك فريوسهم وقزمو فريق عريق ورئيس اتحاد العاصمة كيعلنها: بغيناهم يرجعو لينا غير فلوس الطيارة باش مشينا لبركان

07/05/2024 19:00

عجبني الحال فاش دخلت نتريني فواحد لاصال فالمغرب ولقيت البنات تبارك الله كايترينيو لابسين السوتيامات د الرياضة! غير هذا راه تقدّم كبير للمرأة المغربية أولا أنها تتهلى فالجسم ديالها وثانيا تزاحم الرجال فصالات الرياضة وثالتا أنها تمارس الرياضة بالحوايج باش كاتمارس فالعالم كامل! عوض أنها تبقى عاطياها للحسة والمرقة ووصفات تكبير الارداف!

07/05/2024 18:50

بعد عزل بودريقة.. عمالة الفداء بدات المسطرة ديال انتخاب رئيس مقاطعة مرس السلطان فكازا

07/05/2024 18:38

هو اللي عرف فرانسا على جوج كتاب كبار مغاربة محمد خير الدين ومحمد شكري.. وفاة الإعلامي ابمعروف برنار بيفو

07/05/2024 18:30

بنموسى: وقفنا الأساتذة بسباب سلوكات مست بحق التلاميذ فالقرايا وبحرمة المدرسة وماشي بسباب الإضراب ومنهم لي رجع دبا للعمل وتخلص ومنهم لي عندهم مجالس تأديبية