عبد الرحمان البصري – كود //

من بعد عام ونص على وقوع جريمة مروّعة، قضت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمراكش، مؤخرا، بتأييد الحكم الابتدائي القاضي بـ 15 سنة سجنا نافذا في حق كل من امرأة وزوجها، على خلفية اتهامهما بتعذيب طفلة تبلغ 5 سنوات وضرْبها بطريقة وحشية وكيّها في فرجها وبمناطق أخرى حساسة من جسدها.

الأبحاث الأمنية والقضائية اللي دارت فهاد الضوصي أكدات بأن الاعتداءات الجسدية اللي كان الكوبل المعتقل كيمارسها بشكل اعتيادي وبسادية سالات، الإثنين 14 شتنبر 2020، بمصرع الضحية التي لم تكن سوى ابنة أخت المتهمة، التي عاشت معها لفترة قاربت السنة في منزلها وتكفلت بها بعدما لم تعد والدتها البيولوجية قادرة على تحمّل مصاريف تربيتها.

فْهداك النهار فالعشية، تلقى جدارمية جماعة “سْعادة”، ضواحي مراكش، اتصالا هاتفيا من باشا قيادة “سْعادة” للتبليغ عن وفاة طفلة، تسمى فاطمة الزهراء، بمنزل خالتها بـ”الدوار الجديد” بالجماعة المذكورة.

جاوْ الجدارمية ولقاو القايد والبونبية وخالة الطفلة وراجلهل في انتظارهم، ودارو المعاينات الأولية. الدار كانت على قد الحال. فيها 3 ديال المحلات: كوري وجوج بيوت. فواحد فيهم لقاو الطفلة ناعسة جثة هامدة على ظهرها فوق بونجة ومفرشين ليها فوطة، وكانت يدها ليمنيّة مشدودة لعنقها بزيف، والرغوة خارجة ليها من نيفها.

جثة البنيّة كانت مكرفصة بزاف. كانت محروقة فعضوها التناسلي وعنقها ومجروحة من ظهرها ورجليها ليسرية، وتتبان عليها آثار حروق وجروح تشفات منها وأخرى تَتْبرا منها.

الوكيل العام آمر بإجراء تشريح لتحديد أسباب الوفاة. ومن بعد 5 أيام خرج تقرير التشريح لّي داروه 3 أطباء. وكانت الصدمة. الضحية كانت مصابة بنزيف داخلي فالمخ، و مهرسة من ضلعها ليسر وذراعها ليمني.

وزاد التقرير أكد بأن “هناك آثار للرفس على المستوى الداخلي لجسدها”، ووضّح بأنها كانت مدكَدكَة ومطحونة من الداخل، كلشي مشا: القولون، الطحان، الكلاوي…

تفْتحات أونكيت. وتصنتو الجدارمية لخالتها وراجلها لّي بداو كيدخلو ويخرجو فالهضرة. الخالة قالت ليهم بأن بنت ختها كانت مريضة بالصرع وكانت كتطيح، واعترفات بأنها كانت كتكويها في العضو التناسلي ديالها باش متبقاش تبول فالفراش.

وحتى راجلها، اللي عندو 3 سوابق قضائية في الاتجار في المخدرات، اعتارف بأنه ضرب الضحية، 5 أيام قبل ماتموت، بتيّو باش ماتبقاش تبول ليهم فالفراش.

جدّات الضحية وأمها البيولوجية نفاو هاد الهضرة ديال الصرع. قالو بأن الدريّة كانت صحة سلام. جدّاها قالت بأن البنيّة كانت معاها فدارها فحي “الملاح” وسلماتها لبنتها باش تونسها، وولات تتميك عليها منين كتطلب منها تشوف الحفيدة ديالها.

الأم صرْحات بأنها بعدما اكتشفت بأنها حامل مرة أخرى من علاقة غير شرعية، خوات دارهم ف”الملاح” ومشات عند الراجل اللي كان مواعدها بالزواج وخلات بنتها عند أمها، ولم تعترض على رغبة أختها غير الشقيقة في أن تصطحب معها فاطمة الزهراء للعيش معها، إذ رافقت الطفلة خالتها، في أكتوبر من 2019، إلى منزلها الأول بدوار “الحفرة” بمنطقة “المحاميد” قبل الانتقال إلى “الدوار الجديد” بجماعة “سْعادة”.

الجدارمية تصنتو للجيران اللي أكدوا بأن فاطمة الزهراء كان ديما مسدود عليها في الدار، وماكانتش كتفوت العتبة دالباب، وقالو بأنهم طلبو من خالتها وراجلها يخليوها تلعب مع الدراري فالزنقة، ولكنهم رفضو وقالو عليها ضاسرة.

وزادو الجيران قالو بأنه سبق ليهم شافو الضحية دايرة زيف على يدها مشدود من عنقها بحالا المهرسة. وواحد منهم أكد بأنه شاف حروق على مستوى فخديها.

الجيران شهدو بأنها كانت ديما مضروبة ومانعين عليها تلعب مع الدراري فالزنقة.

بعد إجراء مسطرة التقديم للمشتبه فيهما أمام النيابة العامة، أحيلا على قاضي التحقيق، التهامي خرباش، اللي خلص بعد الانتهاء من التحقيق الإعدادي، بأن الأبحاث القضائية التي أجراها أنتجت أدلة كافية على أن جناية “الضرب والجرح العمديين في حق قاصرة يقل عمرها عن 18 سنة نتج عنه الموت وكان نتيجة أعمال معتادة” ثابتة في حق المتهمين، محيلا إياهما على المحاكمة أمام غرفة الجنايات الابتدائية التي حكمت على كل واحد منهما بـ15 سنة سجنا نافذا، وهو الحكم الذي أيّدته غرفة الجنايات الاستئنافية، برئاسة القاضي عبد الرحمان المعطاوي، الثلاثاء 22 مارس المنصرم.