تعليمات خاصة من الكاف لمراقبة الصغيرة والكبيرة فديبلاصمون اتحاد العاصمة للمغرب تفاديا لتزوير الحقائق وكذوب الكابرانات
عمـر المزيـن – كود//
قدم الكاتب والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، موقف المتشددين سواء من العدل والإحسان أو من التيار السلفي اتجاه جائحة “كورونا”، مشيرا إلى أنه هو موقف فقهاء المسلمين بالإجماع عبر التاريخ، واعتمد مجموعة من النصوص سواء منها القرآنية أو نصوص الحديث، التي تؤكد على العموم على أربعة مبادئ عقدية اعتبرت من صميم الدين.
أول موقف، حسب عصيد هو “موقف الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، أي كل ما يقع للبشر من خير أو شر هو مقدر من الله، ولا إرادة للإنسان في اختيار مصيره، وأن هذه العقيدة نتج عنها القول إن الكوارث الطبيعية عقاب إلهي وانتقام من البشر، وكذلك الأوبئة والجفاف والمجاعات.
وأضاف عصيد أن الموقف الثالث هو “كون هذه الآفات قدر وعقاب من الله لا يجوز للإنسان الفرار منها بل عليه أن يتقبلها ويعتبرها امتحانا ورحمة للمؤمنين وغضب على الكافرين وعذاب لهم، فيما يقول موقف آخر وهو الرابع أنه “يترتب عن ذلك ضرورة التضرع إلى الله أن يخفف البلاء على المسلمين”.
وأوضح عصيد، في تصريحات لـ”كود”، أن “هذه هي العناصر العقدية التي انبنى عليها موقف الاسلاميين اليوم، والمشكل الذي يطرحه مثل هذا الموقف هو أنه لم يعد يتطابق مع عصرنا ولهذا صار يبدو موقفا متشددا وذلك لسببين”.
هاد السببين، يشرح صعيد لـكود: “تطور العلوم التي أصبحت تقدم تفسيرا دقيقا لكل تلك الظواهر والكوارث والأوبئة وتراجع التفسير الغيبي. ومن جهة أخرى، يقول عصيد، تناقض هذا الموقف مع تدابير الدولة الحديثة التي تتحمل مسؤولية حماية مواطنيها واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمحاصرة الوباء والقضاء عليه، حيث تؤدي الأفكار الغيبية المذكورة الى جعل الناس يتراخون عن القيام بالواجب العملي لمقاومة الفيروس”.
وأضاف قائلاً: “لا يمكن الجمع بين التسليم بقدر الله وعقابه وانتقامه وبين مقاومة الوباء والعمل على ايجاد علاج له، وهذا ما يفسر نداء العدل والإحسان كما يفسر العصيان السلفي بالشمال، والذي كان انتفاضة ضد الخطاب العقلاني والطبي الذي اعتمدته الدولة المغربية وخاصة بعد إغلاقها للمساجد، حيث كان المتشددون يعتقدون أنها فرصة لاستغلال خوف الناس من المرض وخلق التجمهر في أماكن العبادة لاخضاعهم لوصايتهم الإيديولوجية”.
ويرى عصيد أن التيار الإسلامي عموما يخشى من أن يخرج من هذه الأزمة خاسرا حيث تبين أن الكلمة الأولى للأطباء ومختبرات التحليل المجهري وأن الخطباء والدعاة والرقاة الشرعيين اختبأوا في انتظار اكتشاف العلاج الذي سينقذهم”.
ويعتقد عصيد أن ما يجري مهم جدا لأن من نتائجه أن الناس سيتعلمون تفسير الظواهر بأسبابها الموضوعية ويضعون ثقتهم في العلم والطب والعقلانية العلمية التي تمثل روح عصرنا وسبب تفوق الغرب علينا.
وأبرز أن “هذا يتناقض كليا مع مصالح الإسلاميين الذين يقتاتون من الخرافة والعواطف والمخاوف ومن المعجزات الخيالية”، ما يفسر لجوءهم إلى تزوير الكثير من الصور والفيديوهات التي يضعون لها ترجمات محرفة بالعربية يمررون فيها أفكارهم على لسان شخصيات غربية لا علاقة لها بذلك الخطاب.
وبخصوص موقف الدولة اتجاه هاد الأفكار، ينتهي عصيد تصريح معه “كود” بالتأكيد: ينبغي أن يكون حازما، ويتمثل في الحرص على تطبيق قراراتها بدون تهاون، ومعاقبة كل من يخرق الالتزام الوطني الذي تقتضيه الظروف الحالية طبقا القانون الذي أصدره البرلمان مؤخرا”.