لماذا لم تعجبكم 16 هذه. أليست خبرا سارا. يا جهلة لا تفقهون في الحساب. وتسخرون من بنكيران. ومن الخلفي. كل مغربي اليوم عنده 16 نقطة. وتنكرون. قبل مدة لم يكن لديكم أي شيء. كنتم مفلسين وجيوبكم فارغة. وبفضل بنكيران حصلتم على هذا الرقم.
ليس ذنب الحكومة أن المغاربة صفر في الرياضيات، ولا يحسبون جيدا. ولتفهموا الحكومة اشتروا آلة حاسبة وعدوا معها. لقد دوخكم الخلفي بالأرقام. كل شيء في هذه الحكومة مضبوط وعلمي وبالرياضيات. هذا الخلفي ليس ناطقا رسميا ولا وزير اتصال. إنه إنشتاين زمانه. يحسبها طائرة. ويفحمكم بالأرقام. حتى تحول المغرب إلى معادلة رياضية. لا أحد بمقدوره حلها.

 
وإذا لم تفهموا فلنقصٍ فيكم أيها المغاربة. تعلموا الحساب أولا قبل أن تنتقدوا بنكيران وتسخروا منه ومن خبره السار، فالمغرب لم يعد كما كان في الماضي مع الحكومات السابقة. لقد أصبح لغزا معقدا. وعليك أن تكون عالما حتى تستوعب هذه البشرى السارة. تعلموا أيها الأغبياء. تعلموا الحساب لتشكروا الخلفي وبنكيران.
لقد وعد الرجل وأوفى. شكرا لك. شكرا يا رئيس الحكومة. اتركهم يسخرون. ومن لم يرغب في التمتع بهذه الـ 16 نقطة فذلك شأنه. اتركهم. اتركهم. مكفهرون دائما. ويشكون. ولو منحتهم الذهب سيظلون يجأرون بالشكوى. قدرك أن تكون رئيس حكومة شعب بكاء ولا يعجبه العجب العجاب. 16 بالكامل ولم تعجبهم. وينكتون في الفيسبوك. يحبون الفقر والبؤس ولا يقدرون ماذا يعني هذا الرقم.

 
من جهتي أنا ممتن لك. وأشكرك على هذه الهدية. كنت في أمس الحاجة إلى 16 هذه. إلى غاية يوم أمس لم أكن أملك شيئا. وها أنا عندي 16 كاملة.
قطعتها إلى أربعة أطراف. وضعت أربعة في الكونجيلارتور لوقت الشدة، وأقرضت جاري أربعة لأنه يعاني من ضائقة ويرغب في عشرين، وأربعة ثالثة خزنتها في البنك، وأربعة الباقية منذ الصباح وأنا أتمتع بها، وأنفق وأتسوق وأشتري ما يحلو لي، وبها تغديت اليوم، وشربت قهوة ودعوت الأصدقاء على حسابي، وأظهرت كرما فاجأ الجميع.
والفضل في كل ذلك للحكومة، وللخلفي الذي أسعدنا بالخبر، ومتعنا بهذا الخير العميم الذي لم يكن أحد يتوقعه. لكنكم تنكرون الجميل. ولا تعترفون. وتستفيدوم من 16 نقطة، كأنها نزلت عليكم من السماء. وكأن لا فضل لبنكيران في حصولكم عليها.

 
ليس هينا أن نتقدم 16 نقطة في مؤشر مناخ الأعمال. وكلما التقيت بشخص أخبره أني أملك 16، يرد علي أنه له مثلها. الرخاء ومجتمع الرفاه. الوفرة في القرى والمدن والجبال والصحراء. في كل مكان المغاربة سعداء. كل واحد عنده 16 خاصة به.
الشحاذون والنشالون والفقراء والأغنياء. كل المغاربة متساوون اليوم. وهناك من لا يعرف ماذا يمكنه أن يفعل بهذه الـ16. صغيرتي أخذتها معها إلى المدرسة في الصباح، ولما عادت قالت أن صديقاتها ظللن يلعبن بها في الاستراحة، وأن واحدة منهن سقطت ستة عشرتها في البالوعة، وتبعتها، وظل المدير والمعلمون يبحثون عنها ولم يعثروا عليها.
لقد أغنانا بنكيران، لكننا لم نتعود بعد على الثروة، والخوف كل الخوف أن يبددها السكيرون في البارات، وأن ينفقها الشباب على البنات في الكباريهات والعلب الليلة، وأن تشتري بها النساء ما لا يحتجنه من الماكياج والمجوهرات، فاليوم عندنا بنكيران والخلفي، لكن قد يذهبان غدا، ولن نجد من يأتينا بـ16 أخرى.

 
كفوا عن الضحك. كفوا عن السخرية من بنكيران. فليس متاحا لكم كل مرة أن تحصلوا على هذا الرقم. استثمروه. وفروه. حافظوا عليه. اضمنوا مستقبلكم. فكم من بلد حصل على 16 هذه ولم يحسن التصرف فيها، وضاعت، ولن تلوموا إلا أنفسكم، وبنكيران قد يتقاعد. وقد ينهزم في الانتخابات. ولن تجدوا من يزف لكم مثل هذه البشرى السارة.
شكرا لك رئيس الحكومة. لقد أسعدتني وأفرحتني. وأنا الآن أعوم في الـ16، والمستثمرون الأجانب يطرقون بابي، وأتمنع عليهم. يستجدونني وأرفض، وأقول لهم يا طماعين، ما بالكم لم تفكروا في استثماري حين لم أكن أملك هذا الرقم، لقد أهداه لي بنكيران، ولن أمنحه لكم.
ممتن لك يا ينكيران. وأخجل من كل ما قلته في حقك، وأعتذر لك. أعتذر من قلبي، بعد أن انتشلتني من الغرق، لكن ماذا تفعل مع شعب جاحد، تتعب من أجله وترسل الخلفي ليبشره بالخبر، وبدل أن يشكرك يسخر منك.

 
منذ أن ظهر المغرب، لم يزف رئيس حكومة خبرا يسعد المغاربة، إلى أن جئتم، وكانت المعجزة.
المغاربة في كل مكان يرقصون
المغاربة يموتون من الفرح
المغاربة سعداء بحكومتهم الذهنية، حكومة الأرقام والرياضيات والبشائر والإنجازات
كل شيء صار مضبوطا في المغرب
كل شيء صار علما في علم وحسابا في حساب
شكرا لمصطفى الخلفي على دقته
شكرا على لغة الأرقام
الأرقام لذيذة وكثيرة ولا تنفد، وبمقدورنا أن نظل نحسب إلى ما لانهاية
لقد أفرحتنا يا بنكيران

 
حتى أني رأيت الناس في الشارع يضحكون بلا سبب، فيظنهم من لا يعرف السبب مجانين
والحال أن 16 هي التي فعلت فعلتها العجيبة
شكرا لك
ألف شكر
يا لسعادتنا بهذا الرقم
وأنا أتفق معك
لم يعد الإضراب مبررا
لقد أفحمت الجميع، وصار كل من يعارضك أضحوكة
كيف يحتجون عليك
ونحن نعيش في بحبوحة وفي مجتمع الرفاه
كيف يحتجون
والخلفي يرميهم الأرقام كما لو أنهم يرميهم بالورود
ما هذه السعادة
ما هذه النشوة التي أشعر بها
من يوقف فرحتي
من يوقف ضحكي
سأنفجر.