الرئيسية > آراء > حْنا وسيدنا رمضان (الحلقة 3). التشديد في الصيام بدا أكثر مع الموحدين اللي كانو أول ما دارو “محاكم التفتيش”
01/04/2023 09:00 آراء

حْنا وسيدنا رمضان (الحلقة 3). التشديد في الصيام بدا أكثر مع الموحدين اللي كانو أول ما دارو “محاكم التفتيش”

حْنا وسيدنا رمضان (الحلقة 3). التشديد في الصيام بدا أكثر مع الموحدين اللي كانو أول ما دارو “محاكم التفتيش”

هناء أبو علي – كود//

تفيد أغلب المراجع التاريخية، التي تتبعت انتشار دين الإسلام في المغرب، أن العرب، الذين توالوا في الوصول إلى البلاد، وجدوا صعوبات جمة في دفع الأمازيغ إلى الالتزام الكلي بما فرضته الشريعة، استنادا إلى كتاب الله وإلى سنن نبيه. إذ بقيت الكثير من المناطق، في سوس والأطلس المتوسط والجنوب الشرقي والريف وزمور وتامسنا، تعتمد على أعرافها القبلية التي توارثتها عن الأجداد في تدبير شؤونها اليومية والجماعية.

وقد استمر الأمر، كذلك، إلى حين تمكن الدولة المرابطية، التي أبدت تسامحا مع معتنقي الديانتين اليهودية والمسيحية. فقد تبنى المرابطون المذهب المالكي، الذي يتميز بالوسطية والاعتدال، وأيضا، بعدم تشدده في التشبث بنصوص الشريعة، التي تنتهي إلى أن “لا اجتهاد مع وجود النص”.

لكن بعدما تمكن الموحدون من حل محل سابقيهم، المرابطين، وبسط نفوذهم على مجالات واسعة بعد القضاء على أصحاب “الملل والنحل التي ما أنزل الله بها من سلطان”، أبدوا تشددا كبيرا في ممارسة أركان الإسلام.

وتذكر المصادر التاريخية أن الموحدين نظموا، في سنة 1149 الميلادية، ما عرف بعملية “الاعتراف”، التي انتهت بقتل الآلاف ممن اعتبروا من العصاة والخارجين عن الملة والدين، أو “أهل التخليط” كما سمتهم العقيدة، التي صاغها الحكام الموحدون.

وجاء في كتاب “كرونولوجيا تاريخ المغرب”، الذي أشرف عليه وقدم له المؤرخ المغربي المعروف محمد القبلي، أن عملية “الاعتراف”، سميت في عهد المهدي ابن تومرت الأب الروحي للدولة الموحدية، بعملية “التمييز”. وتتلخص هذه العملية، وفق ما جاء في “كرونولوجيا تاريخ المغرب”: “في حضور المكلفين بالتنفيذ إلى عين المكان لدى القبائل المعنية، والمناداة بالاسم على المناوئين، أو مجرد المترددين في اعتناق العقيدة الموحدية ممن عرفوا بأهل التخليط، وذلك بالاعتماد على قوائم مضبوطة عرفت باسم الجرائد، التي وضعت بعناية من قبل المكلفين بما يمكن ينعت باسم التفتيش”، ثم تقطع رأس كل ما نودي عليه أمام أنظار أفراد قبيلته.

وقد كان تشدد الموحدين ليس فقط في التقيد الكامل بما جاء في الشريعة، بل أضافوا من عندهم كل ما يمكن أن يجعل “المسلم” يؤدي الصلوات الخمس في وقتها. هكذا، كانوا هم من أضاف في آذان الصبح “أصبح ولله الحمد. الصلاة خير من النوم، وقوموا لا تناموا…”، وهذا ما يعرفه المغاربة بـ”التَّهْلال”. كما أن الموحدين هم من أمروا بقراءة حزبين من القرآن جماعة في اليوم: واحد بعد صلاة الصبح والثاني بعد صلاة المغرب. وفي شهر رمضان، احتفظوا بقراءة حزب بعد صلاة الصبح، لكن جعلوا قراءة الحزب الثاني بعد صلاة العصر، حتى يتمكن المسلمون من تناول وجبة الإفطار، مباشرة بعد صلاة المغرب.

منذئذ وإلى الآن، بدأ تشدد أغلب المغاربة في شهر رمضان، إذ في الوقت الذي يتساهلون مع تارك الصلاة، بما في ذلك وقفة يوم “الجمعة”، لا يبدون أي تسامح مع “وكال رمضان”.

موضوعات أخرى

26/04/2024 14:30

التحقيقات على بيگاسوس فاسبانيا رجعات للواجهة.. القاضي كالاما تسلم من فرنسا تقرير فيه معطيات جديدة

26/04/2024 14:20

القضاء الإداري ففاس عزل عضوين فجماعة “مولاي بوشتى” كينتميو للتراكتور والبي جي دي

26/04/2024 13:40

الحبس ديال “سات فيلاج” تشد بصفة نهائية ومندوبية السجون وزعات المحابسية اللي كانوا فيه على حبسات أخرى

26/04/2024 13:20

تسوية وضعية البنايات اللي ماشي قانونية.. الوكالات الحضرية بدات فتنزيل دورية الوزيرة المنصوري

26/04/2024 13:00

الزوات على قضية بركان والكابرانات: لا خوف على الفريق المغربي راه الطاس والفيفا ما كيعترفوش بقانون الغابة