الرئيسية > آراء > بنكيران: زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة! لم يحدث أن استمعنا إلى روبريز لهذه الأغنية بكل هذا الحزن، وبكل هذا الشجن، كما حدث حين استمعنا إليها بصوت بنكيران
17/04/2018 15:14 آراء

بنكيران: زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة! لم يحدث أن استمعنا إلى روبريز لهذه الأغنية بكل هذا الحزن، وبكل هذا الشجن، كما حدث حين استمعنا إليها بصوت بنكيران

بنكيران: زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة!  لم يحدث أن استمعنا إلى روبريز لهذه الأغنية بكل هذا الحزن، وبكل هذا الشجن، كما حدث حين استمعنا إليها بصوت بنكيران

حميد زيد كود ///

لا أعرف بأي صوت يحب عبد الإله بنكيران هذه الأغنية.

وهل بصوت صاحبها سيد درويش رغم التسجيل النادر والسيء.

وهل بصوت فيروز.

وهل بصوت صباح فخري

والأكيد أنه غناها للصديق جمال بدومة. ونقلها إلينا الأخير بصوت بنكيران. في روبريز جديد.
ولم يحدث أن استمعنا إلى “كوفر” لهذه الأغنية بكل هذا الحزن. كما استمعنا إليها بأداء رئيس الحكومة السابق.

فقد أضفى عليها مسحة أسى. ولوعة. ومنح كلماتها معنى لم تكن تتوفر عليه من قبل. رغم الأصوات الجميلة التي سبق لها أن أدتها.

وبعد أن كنا نعرف كل تفاصيل صالونه.

ونعرف الديكورات. ونوع ثوب الطلامط. ولونها. ونرى وجوها كثيرة تلتقط الصور في بيته.

بعد كل ذلك.

يغني لنا بنكيران حرام تنسوني بالمرة.

وباستثناء مصطفى الخلفي. وباستثناء بعض زيارات يتيم.

فلم يعد يزوره أحد. وخاصة سعد الدين العثماني.
وتشعر بغصة في قلب بنكيران وهو يؤديها. ثم وهو يذكره بالاسم. وتشعر أن صبره نفد. ولم يعد قادرا على التحمل أكثر. رغم حس السخرية العالي الذي يتوفر عليه.

وتشعر بأنه حول الأغنية إلى مرثية لحزب العدالة والتنمية.

ولا شك أن بنكيران سمِّيع من الطراز الرفيع. وقد رأيناه وسمعناه يدندن أغنية لأم كلثوم.

وخلال ولايته كان دائما يدهشنا بإيقاعه. وبأدائه السياسي الموزون. وبغنائيته الطافحة.

وقد كان طربيا. وآسرا. ولا أخطر من وقع الطرب على النفوس.

وبعد أن كانوا يتسابقون لالتقاط الصور معه في بيته.

وبعد أن كان يملك سلطة ومنصبا. صار اليوم وحيدا. ومعظم الذين كانوا يحيطون به. انفضوا من حوله.
وكل الذين كانوا يضحكون ويصفقون له صاروا اليوم منشغلين.

ولا وقت لديهم لزيارته.

وهذا طبيعي. طبيعي جدا. ومن يزور شخصا معفى. ومن يزور رئيس حكومة سابق تم الانقلاب عليه.

ومن يرغب في تذكر الماضي. وما وقع.

ولذلك بدا بنكيران كما لو أنه يغني زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة.

ولا أفضل من الغناء للتعبير عن الخذلان وعن الصداقة وعن العلاقات الإنسانية وعن الزيارات.
بينما لا وجود في السياسة لمثل هذه الأمور.
وكما هي السياسة في الشعار فن الممكن. فهي أيضا فن القسوة. وفن النسيان.

والخاسر فيها. والمنهزم. والمتعرض للخيانة. هو من يلجأ إلى الماضي. وإلى الغناء. وإلى القلب.
آه يا بنكيران

“من كنت أنتظر أن يزورني أكثر هو العثماني لكنه لم يفعل ذلك إلا مرتين”

آه يا العثماني

هل سمعت بنكيران يغني عن الصدود وعن البيت الذي صار فارغا

وهل سمعت الكورس يردد الأغنية خلفه

ويا لها من أغنية حزينة

ويا له من روبريز

وفيروز مقارنة معه هي لا شيء. وصباح فخري. ورغم صوته. لم يستطع أن يمنحها كل هذا الحزن. وكل هذا الصدق.

زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة

لكنها السياسة يا بنكيران

لكنها السلطة

وكلاهما لا يؤمن بقيم الوفاء

ولا بالحب

ولا بالمشاعر

ولا بالغناء

وحين اخترت أن تغني بإيقاع موزون له جمهور كبير
كان الإخوان يدوزنون آلاتهم على إيقاع مختلف. ونشاز. ويتدربون على معزوفتهم الصامتة.

آه

آه

يا لشجن هذه الأغنية

ويا لنبرة الحزن في زروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة

بصوت بنكيران.

وليس مستبعدا أن تبكي بعض المستمعين إليها
وليس مستبعدا أن تسكر بعضهم

وليس مستبعدا أن تشعر البعض الآخر بالحرج
وأن يمنعوا بثها

كما كانت تمنع الأغاني السياسية في زمن مضى.

موضوعات أخرى

25/04/2024 23:45

أخنوش يكشف عدد الأسر لي كتستفد من الدعم الاجتماعي المباشر: 3.5 مليون أسرة كضم 12 مليون مواطن

25/04/2024 23:30

أخنوش على الحوار الاجتماعي: نمتنى فبداية الأسبوع الجاي نلقاو حل مع النقابات لي بغيناها تناقش إصلاح التقاعد حينت إلى بقينا هوكا غنكونو قدام المشاكل فـ2028

25/04/2024 23:14

عطا أخنوش إشارات على أن تعديل حكومي يقدر يكون فالمستقبل القريب: ملي تكون أحزاب الأغلبية مستعدة غنجلسو ونتافقو

25/04/2024 23:00

أخنوش على حصيلة الحكومة فـ 30 شهر: جد مشرفة ومرتاحين للمردودية والنتائج المحققة