حميد زيد – كود//
علينا أن لا نفرح بفوز المنتخب المغربي.
حميد زيد – كود//
علينا أن لا نفرح بفوز المنتخب المغربي.
علينا أن لا نغني.
ولا نصرخ. ولا نضحك. ولا نبتسم. ولا نصيح. ولا ننتشي.
فأي ضحكة من طرفنا هي بمثابة خدمة مجانية للمخزن.
أي ابتسامة هي في صالح هذه الدولة القمعية.
لذلك علينا أن نحبسها.
علينا أن نقمعها قبل أن تظهر.
علينا أن ندفعها إلى الداخل.
علينا أن ننسحب من هذه الشعور الجماعي بالانتماء الذي يسيطر على المغاربة.
فنحن نخبة.
نحن لا نسمح بأن يتم التلاعب بنا.
فأي شعور بالسعادة هو هدية من طرفنا للنظام.
ولذلك علينا أن نضبط أحاسيسنا وعواطفنا.
علينا أن نكون حذرين. كي لا تستعملنا السلطة. وكي لا توظفنا. في جعل المغاربة ينسون همومهم الحقيقية.
وينسون غلاء المعيشة. والتعثر الديمقراطي.
علينا أن نحافظ قدر المستطاع على حزننا. وأن نكفهر. وأن نندب. وأن نذرف الدموع.
ولا تغرنكم الأهداف المسجلة.
ولا تستلموا للعب الجميل. وللمتعة.
فالابتسامة. والضحكة. والعناق. والخروج إلى الشارع للتعبير عن الفرح. هو تأجيل لمطلب الملكية البرلمانية.
وللتغيير.
وأي انتصار هو مخطط له من فوزي القجع. والهدف غير رياضي بالمرة.
وذلك كي ننسى مشاكلنا الحقيقية في المغرب.
وكي لا نطالب أحدا بالرحيل.
وكي نتوقف عن الجأر بالشكوى.
لذلك أنا من جهتي عابس. والعبوس هو مهنتي.
وعلي أن أبقى كذلك.
ولن تراوغني المراوغات. ولن يخدعني زياش. ولا غيره. لأني سأصد كل محاولاتهم.
وسأظل كئيبا.
لا يعجبني أي شيء. ولا الفوز. ولا القنطرات الصغيرة. ولا امتلاك الكرة.
أنا ذكي.
أنا لست لقمة سائغة لعاطفتي.
فخطة المخزن مفضوحة ومكشوفة وقديمة.
ولم تعد صالحة.
وأنتن أيتها المغربيات المشجعات. في قطر. وفي المقاهي. اشققن جيوبكن. والطمن خدودكن.
وانتحبن.
لأنك تقدمن بدوركن خدمة للمخزن لم يكن يتوقعها من النساء.
وبعد أن سيطر على جمهور الكرة الذكوري.
وأخضعه.
ها أنتن تقعن في الشرك. وترتدين القميص المغربي. وتبحثن عنه. وتشترينه بالثمن الخيالي.
لكن مازال هناك وقت.
مازالت أمامنا فرصة المباراة الثالثة.
ولنتشبث بالغضب.