حميد زيد كود /////

ما أسعد ادريس لشكر. يا لحظه، و يا للاهتمام الذي يحظى به.

المئات يكتبون عنه، ولو جمع المقالات والتغريدات والستاتوهات التي تذكره بالاسم، والشتائم التي يتعرض لها، والدعوات التي تطالبه بالرحيل، لحصل على أطول كتاب في التاريخ.

وحدها مقالات محمد بوبكري، ولو فكر في جمعها في كتاب، لحصلنا على “أغاني” ادريس لشكر، وعلى مجلدات تشبه ملحمة تركز على بطل واحد قهر كل خصومه، وعلى قائد لا يهزم، إلا أن بوبكري للأسف، لا يفكر في ذلك، وهو الذي ضيع سنوات من عمره متخصصا في أدب ادريس لشكر، مهملا انشغالاته السابقة، وكتاباته عن السياسة والفكر والفلسفة والعلوم الإنسانية.

الكل يكتب عن ادريس لشكر، وقد أغرى مؤخرا الشعراء، وها هو صحفي اتحادي يلتحق بالفيسبوك، ويكتب القصائد المليئة بالرموز والإشارات والإيحاءات، والتي يفهم منها أنها تتعلق بإدريس لشكر، بينما هناك من ينفي ذلك، في ما يشبه شعرا ملغرا وغامضا.

كم هو مغر ادريس لشكر.

فقد صار اسمه موضوعا مثيرا لكل المجالات المعرفية، ولكل التخصصات، ولكل الأشكال الأدبية، ولكل الأجناس الصحفية، ولكل الفنون، وهو لا يدري.

وهو لا يعرف قيمته، ولا يقدر نفسه حق قدرها.

ويهلكه التواضع، وبناء الحزب، وتوحيد اليسار، ويهلكه الإيثار وخدمة الجماهير الشعبية.

ولا يفكر في إنشاء مؤسسة وظيفتها هي جمع تراثه وما يكتب عنه.

مقالات كثيرة وتغريدات تضيع في دوامة اليومي، ولا أحد يفكر في توثيقها وأرشفتها، ليقرأها ادريس لشكر في المستقبل، ولتتعلم منها الأجيال الصاعدة.

أي اتحادي له حكاية مع ادريس لشكر.

وحتى الذين في صفه سيأتي يوم يكتبون فيه عنه.

والأفكار تضيع مع الوقت، و إن لم يُسَجل ما على اللسان وما يخبئه القلب فقد يصيبه التلف ويتعرض لآفة النسيان.

إنه ظاهرة.

ولا أحد يمتلك شجاعة مدحه.

ولا يكتبون عنه إلا سلبا، ووحده ولد العروسية امتلك الجرأة، وقال في حقه كلاما جميلا.

الذين يحيطون به ويستفيدون منه يخجلون ويترددون في شكر زعيمهم.

الجبناء، ولا كلمة، ولا مقال، ولا ستاتو، ويتركونه عرضة للقصف.

بينما ادريس لشكر صامد، والهجاء يقويه، والنقد يسمنه، ويزيده تشبثا بمبادئه وبخطه النضالي.

ويتقولون عليه، ويقفون أمام باب حزبه، ويصرخون، وهو باق وقوي ويرد عليهم ويفحمهم.

بطل.

نعم. ادريس لشكر. بطل. في زمن قل فيه الأبطال والزعماء.

بل أكثر من ذلك هو ملحمة، وأوديسة جديدة.

والدليل هو هذا الكم الهائل من الحكايات والمقالات والكتابات التي لا تتوقف.

الملايين كتبوا عنه.

الملايين يحاربونه.

هذا الرجل الفرد، كأنه آخر اتحادي، وآخر زعيم.

وحتى الذين طردهم، وحتى الذين هربوا منه، وأسسوا أحزابا أخرى، مازال يسكنهم ادريس لشكر، ومازال يملأ الدنيا ويشغل الناس.

والمؤسف أن تراثه يضيع.

والمثير للاستغراب أن لا أحد يهتم.

لا دولة. ولا وزارة ثقافة. ولت مطبوعات الاتحاد الاشتراكي. ولا اتحاد كتاب المغرب.

ملايين المقالات القيمة، وملايين الاحتجاجات سيوطويهاالنسيان.

وقد آن الأوان لجمعها وأرشفتها وتبويبها حسب المجالات والتخصصات والمواضيع والأغراض.

إنه ملحمة حية تعيش بين ظهرانينا.

فرد واحد تحاربه شعوب وقبائل ولا تقضي عليه.

فيلم بحتاج إلى مخرج كبير.

رواية تحتاج إلى كاتب.

أسطورة تمشي على قدمين ونراها بالعين المجردة،

وإذا كنتم لا تقدرونه، وإذا كنتم تؤكدون أن لا كرامة لنبي في حزبه.

فأنا لا أشبهكم.

وسأؤسس نادي المعجبين به

و سأجمع كل ما يكتب عنه

وسأبدأ بمقالات بوبكري الكثيرة

حتى أجمع الأعمال الكاملة لادريس لشكر

ومن له عمل نقدي

ومن له قصيدة

ومن هجاه، ومن مدحه، ومن أبكاه ادريس لشكر، ومن أفقده عقله

فليتصل بي

فالباب مفتوح لمشاركات الجميع

أما التقديم فهو محجوز لولد العروسية

والمشكل الوحيد هو الورق

من أين سآتي بكل الورق الذي سنطبع فيه الأعمال الكاملة

ولن تكفيني غابة المعمورة

ولا أشجار الأمازون

لكنه يستحق

وحرام أن تضيع أعماله الكاملة

خوفا على الورق

وعلى الغابة

وهي مهمة أمة ووطن وشعب وحزب

ويجب أن تساعدوني

وتدعموني

حتى أطبع أعمال ادريس لشكر الكاملة

وأعيد نشرها في نسخة مزيدة ومنقّحة

في مئات المجلدات

وفي نسخة إلكترونية

وفي طبعة الجيب

ليستفيد الجميع من هذه الملحمة

ومن تجربة زعيم نادر

كل من عارضه يطرد

وكل من استمر في الاحتجاج عليه

يصيبه الخبل.

بطل

بطل

أيها الزعيم.