عمر أوشن كود ///

بول بوكوس ..هذا المبدع الفنان مات .

فارق الحياة التي عاشها طولا و عرضا و نجاحا و شهرة عن سن 91 سنة.

قيمة الرجل الكبيرة جعلت مقابلة بين أومبيك ليون و باري سان جيرمان تقف تحية تصفيقات للساحر الذي جعل من المطبخ التقليدي الفرنسي ماركة عالمية مطلوبة في اليابان و أمريكا و غيرها من البلدان..

مات في المنزل الذي ولد به شمال ليون و إشتهر كزاوية عالمية و معبدا لكل باحث عن أسرار المطبخ ..

ليون عاصمة الكوزينة عالميا بفضل بول بوكوس وأكلاته ومطبخه وأسرته وأبناءه ونساءه و أمواله الطائلة التي تركها خلفه..بني و عل و مشي و خلي يقول المغاربة…

إنه الإسم الشهير الذي نال ألقابا فخرية عالية في عالم المطبخ و المطاعم أكثر من غيره.

هذا الساحر الفرنسي الذي ولد في قرية ضاحية ليون الفرنسية سينال كل الالقاب التي يحلم بها أي مبدع في مجال تخصصه: إله لاكاسترونومي و شيخ الكوزينة و سمي أيضا البابا ليس بابا الفاتيكان إنما البابا صانع متع المعدة و الروح و الذوق و الصحون و النبيذ و الوجبات الفاتنة للحواس ..

كان باختصار قطبا مرجعيا و عميدا و سلطانا في مجال طالما إعتبره عامة الناس حاجة و غريزة بيولوجية للأكل فقط؟..

البطن و المعدة ليست ماكينة طحين فقط..الرجل الذي نال وسام الجمهورية من فاليري جيسكار ديستان سيجعل هدفه هو تغيير النظرة و تهذيب الذوق و ربح الأموال من خلال المطاعم التي فتحها في فرنسا و اليابان و الولايات المتحدة.

بول بوكوس سينخرط في جيش المقاومة في شبابه و يصاب في الألزاس و تسعفه قوات أمريكية ليكتب له حياة أخرى.خلال هذه العملية سيرسم له الأمريكيون وشما على ذراعه: ديك فروج.

الأكل ليس علفا و سرطا و تحميلا للمعدة..

الأكل طقس عضوي بيولوجي وهو فعل ثقافي وجمالي فني وديني و أنتروبولوجي..

المطبخ يحتاج للحب.

عبد الرحيم بركاش رحمه الله حاول أن يفهمنا هذه الطقوس لكنه لم يجد آذانا وسط تجييش العامة بمفاهيم القطيع.

لقد حاربناه سامحنا الله حينما كنا نكتب ما سمي نقدا تلفزيونيا في الصحافة .

كان بركاش الفنان و الصحافي يسبقنا جميعا. كنا نعتقد أننا نحارب البرجوازية المتعفنة حينما هاجمناه..

هذا بول بوكوس البابا . الأب الروحي لجيل من أقطاب الفن المطبخي ..

ساحر ضاحك ساخر مشاكس قائد جيش فقدته فرنسا.