اسرافيل المغربي- كود

—
طلع علينا الفتى اللطيف ، مغني الراب ،الثائب والتائه ، شمس العلوم ،ونور الحق ،وباب الحكمة ،وضياء المعرفة، مولانا الفقيه العلامة الفهامة ، الشيخ سار ،نفعنا الله بعلمه وعمله ،بفديو قنبلة ،يتجسس فيه على مؤخرات النساء في الشارع العام (ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ).

 
بإعتبار الشيخ سار خبيرا محنكا في أمور الدنيا والدين ، ومدركا وجامعا لعلوم الشرع ونظريات علم النفس والفزياء والكمياء والبيولوجيا والقانون الدولي ومالاتعلمون ،و من أجل أن يكون كلامه مفحما ومقنعا،وحجة على العالمين ،من الإنس والجن والأشباح والكائنات الفضائية ،فقد مزج كعادته ،بين الميتوس واللوغوس ،وبين الدين وأحدث نظرياته العلمية ،التي ستغزوا عما قريب أكبر مراكز الأبحاث والجامعات الدولية .
لنبدأ في تحليل كلام الشيخ سار ، وإنه لأمر صعب وعسير لو تعلمون . الرجل إنطلق من فرضية غريبة عجيبة ، حولها إلى مُسلّمة ،أسس عليها تحليله البسيكوديني ،لنظريته البنيوية لظاهرة التحرش الجنسي.

 
الإمام سار ،قام بلي عنق أية قرأنية {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14، والتي تُستهل بزين للناس ، أي الناس كافة،رجالا ونساء ،حب الشهوات ، ولكي يتفادى القرأن الوقوع في الإطناب ،فقد ترك لنا مهمة قياس مايثير النساء من شهوات ،على مايثير الرجال منها ، وهاته عادة الخطاب القرأني ،الذي يلزم الرجل والمرأة بنفس الأحكام والنصائح ، بإستثناء الأيات التي تشرع لحُكم خاص لأحد الجنسين كما في آيات المواريث أو النكاح والطلاق أو الحيض الخ.
بعد التفسير التعسفي الذي قام به ،الإمام الشيخ سار لهاته الأية، خلع رداء رجل الدين ، وأرتدى سترة عالم النفس ، ليقذف في وجوهنا ،تحليلا بسيكولوجيا غير مسبوق، لم يدركه ،فرويد ولاغان وبياجي ومن سبقهم ،من علماء النفس!

 
البروفيسور الشيخ سار ، قال : أن للرجل شهوة محورية واحدة وهي شهوة المرأة ، أما هاته الأخيرة فلها شهوات متعددة ، وأهمها حب إستعراض مفاتنها ! وطبعا عالم النفس السيد سار ، قد قام بتجارب اكلينيكية عديدة،على عينات مختلفة من الرجال والنساء من أجل الخروج بهاته الخلاصة العلمية،والتي قال بالحرف ، أنه يتحدى أي شخص ،بأن يتجرء على ضحدها ،وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

 
بعد تقديمه للحجة الدينية والدليل البسيكولوجي ، إنتقل الأستاذ سار إلى مستوى أخر في التأسيس لنظريته ، والتي لم يسميها بالأسم ،لكن يمكن إدراجها في باب التحرش والقانون ،حيث ساوى بين فعل التحرش الذي يقوم به الرجل في حق المرأة، وبين إرتداء المرأة لنوع معين من الألبسة، بل وبسريالية تصعق العقول السوية، إعتبر أن إرتداء الملابس التي لايعتبرها هو شرعية ، هي أس البلاء والسبب الرئيس في التحرش، ناسيا أو متناسيا ، أخر الدراسات التي تم نشرها ،والتي تجمع على أن أعلى نسب التحرش والإغتصاب ، تسجل في أكثر الدول ،فرضا للحجاب والبرقع ، وتتعرش قائمة هاته الدول أفغانستان ومصر ،وتتديل القائمة ،الدنمارك وسويسرا ،وغيرها من دول الكفار والملحدين !!
إن التحرش الجنسي ،وكما تعرفه أغلب قوانين الدول المحترمة ، هو مجموع الحركات والأفعال والأقوال والكلمات، التي من شأنها ، المساس والإعتداء وإجبار شخص ما ، على ممارسة فعل جنسي ، بغير رضاه ،والمساس بحقه ،في التمتع بكرامته وسلامته الجسدية والنفسية.

 
عزيزي الشيخ سار ،أطال الله عمرك وأصلح حالك ، إن الشارع العام ،ملك للجميع ، ومن حق أي مواطن و مواطنة ، التمتع بممارسة حريته ،والتعبير عن أرائه ،وإرتدائه مايشاء ،في إطار القانون ، دون أن يتعرض للتضييق والتحرش والأذى الجسدي أو اللفظي ، واعلم يارعاك الله ، أن عدم التحكم في الغرائز ، سمة من سمات ضعاف العقول ، وأن إختزال المرأة في جسدها ومابين أرجلها ، خصلة من خصال المهووسين جنسيا ، وأن هذا الأمر يعالجا ،وبإمكان المرء اللجوء إلى عيادات الطب النفسي ، من أجل إيجاد حلول طبية لمعانته ، واعلم أني لا أسيء بك الظن ،وكلي إيمان ويقين ،أنك لست مهووسا جنسيا ، ولا تثيرك مؤخرات النساء البارزة ، بل مايدفعك لهاته الخرجات الإعلامية التي تسيء بها إلى نفسك، هو سعيك لفرض قيم ونماذج إجتماعية ،على الجميع ،وأولهم المرأة..واعلم ياسيدي الكريم ، أنه كما بإمكانك أن تضبط نفسك أمام سناك أو مطعم يعرض مأكولاته ،ولو كنت جائعا ، فإن بإمكانك ضبط نفسك أمام جيش من النساء، ولو كن عاريات..فأنت لست حيوانا هائجا يا صديقي..