حميد زيد – كود//
صعب أن يكون اسمك محمد العطواني.
وأصعب منه أن تكون لك مثل سمعته في مدينة المحمدية.
ومثل صيته.
ومثل تاريخه وإنجازاته.
وبسبب اسمه وسمعته وصيته وتاريخه هذا لم يهتم أحد بما تعرض له.
ورغم أننا جميعا سمعناه يصرخ: لقد كسروا أضلعي.
واعتدوا علي.
ورغم أنه أغمي عليه قبل انتخاب مجلس المحمدية.
ورغم أن سيارة إسعاف حملته وهو فاقد للوعي.
ورغم الشهادة الطبية التي حصل عليها. ورغم 32 يوما من العجز.
فلا خبر في الصحافة. ولا متابعة لحالته الصحية.
ولا وقفة. ولا مسيرة. ولا كلنا محمد العطواني.
وحتى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه محمد العطواني لم يكلف نفسه كتابة بيان تضامن.
وهي فرصة لا تتاح كل مرة لهذا الحزب.
وليس كل مرة يعتدى فيها على مناضل وقيادي بقيمة العطواني.
فلم يستغلوا هذه الفرصة النادرة.
والتي لن تتكرر أبدا.
كي يشعروا بحلاوة النضال. وبالظلم. وكي يشتكوا. كما تفعل الأحزاب التي تزايد عليهم.
والأدهى أنهم لم يطمئنوا عليه.
ولم يزره أحد.
مع أن ما حدث له ليس بالأمر الهين.
وخطير. خطير جدا. ويذكرنا بسنوات الجمر.
ولو كانت أضلع شخص من العدالة والتنمية هي التي كسرت لقامت القيامة.
وتدخل الريسوني. وتدخل بنكيران. ولاحتج أفتاتي. ولتساءل الإعلام عن الجهة التي تريد إغلاق قوس الربيع.
ولو كسر ضلع لاتحادي. ضلع واحد فقط. لاعتبروا صاحبه شهيدا. وزغردوا. وعاد إليهم الوهج. ولتظاهروا.
لكن الأضلع ليست هي الأضلع في هذا البلد.
وليست متساوية. وعلى مرتبة واحدة.
وهناك أضلع ذهبية. وأضلع غالية. وأضلع رخيصة لا تستحق الاهتمام.
وهناك طبقية ضلعية في المغرب.
ولا أحد. لا أحد بالمطلق فكر في أضلع محمد العطواني.
ولم تنفعه الخدمات التي قدمها للمحمدية. ولا سنوات النضال. ولا البناء.
وبعد أن كانت فضالة خاوية وجرداء. هو الذي عمرها.
وبعد أن كانت أراضيها مجرد حقول. ومساحات شاسعة ينبت فيها الشوك. وتختبىء فيها العقارب والأفاعي. جاء وحولها إلى مدينة جميلة.
كما لو أنه ليس له أضلع.
كما لو أنه رخو. ولا عظام فيه. ولا يمكن تصديق الاعتداء الذي تعرض له
والمؤسف أن خصومه يشككون في روايته.
والمحزن أنهم يروجون أن من كسر أضلعه هم مسخرون تابعون له.
لكنك لست وحدك يا محمد.
أنا معك.
وأتضامن. وأندد.
أنا ومعي مهدي مزواري.
ولن نقبل.
ولن نسكت.