حميد زيد – كود//
نحن في فيدرالية اليسار نرفض توقيع نبيلة منيب على بلاغ الأحزاب التسعة.
نحن ماشي بحالهم.
نحن نرفض أن نحشر مع أحزاب لا يجمعنا بها أي شيء.
نحن مستقلون ولا نساق كالقطيع.
فمن سمح لها بذلك.
من سمح للأيقونة أن تتجاوز مؤسسات الحزب.
وتتجاوز المكتب السياسي مكتفية بإخبارنا بالأمر.
من منحها الضوء الأخضر لتوقع باسمنا. دون أن تجتمع معنا. ودون أن تستشيرنا. ودون أن نصوت. ودون أن يكون لنا رأي.
نحن نرفض هذا البلاغ.
نحن لا نقبل أن يظهر اسمنا في بلاغ فيه الاتحاد الدستوري وفيه الرجعيون وفيه يسار لم يعد يسارا.
وفيه أحزاب ممخزنة.
نحن لا نقبل التوقيع مع أحزاب لا تجمعنا بها أي علاقة وأي تنسيق.
نحن نرفض أن نتحول إلى مجرد رقم.
وبدل ذلك. كان على نبيلة كنا أن تعقد اجتماعا تحضر فيه كل مكونات الفيدرالية.
ودون تسرع. كان توقيعنا سيكون له معنى. وكان سيكون منسجما مع قناعاتنا في السنة القادمة. أو في القرن القادم. وبعد نقاشات عميقة. تتخللها خلافات في وجهات النظر. وأرضيات مقترحة للنقاش. وبعد انسحاب تيار رفض البلاغ جملة وتفصيلا.
فنحن لسنا ضد التوقيع. ولسنا ضد القضية الوطنية.
ولسنا عدميين.
ولسنا ضد أن نكون خلف الملك.
لكننا نرفض الأسلوب.
ونرفض هذه اللغة. وأن نتحول إلى مجرد حزب مثل بقية الأحزاب.
وبدل ذلك
كنا نرغب في بلاغ لنا وحدنا. مع حلفائنا(لكن أين حلفاء فيدرالية اليسار. أين حلفاء الحزب الاشتراكي الموحد الذين لهم تمثيلية في البرلمان).
وهل تصنعهم الأيقونة.
وهل تبتكرهم. وهل تخلقهم من عدم.
وهل تشتريهم. وهل تستلفهم.
ومن منكم يعرف حليفا للحزب الاشتراكي الموحد فليمنحه لنبيلة.
وهل تنتظر ذلك اليوم الذي يقرر فيه حزب النهج المشاركة في الانتخابات.
وحينها تعبر فيدرالية اليسار عن موقفها من دخول ابراهيم غالي بهوية مزورة إلى إسبانيا.
بلغة يسارية حداثية ديمقراطية مستقلة.
حقا. يا لها من متعة أن تكون منتميا إلى فيدرالية اليسار.
وكما لو أنك في حلقية.
وكما لو أنك في زمن غير هذا الزمن.
وكما لو أنك في عالم مغربي مواز.
وتشعر أن الحزب الاشتراكي الموحد لا تليق به المملكة المغربية في شكلها الحالي.
وتحس أنهم في حاجة ماسة إلى ملكية برلمانية.
قبل فوات الأوان.
وإلى دولة تناسب مبادئهم.
وهي غير متوفرة في الوقت الحالي للأسف.
الآن. الآن. قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
وإن لم توفر الدولة لهم دولتهم التي توافقهم. والخالية من الرجعية والمحافظة. والتي يمكنهم أن يشتغلوا فيها ويناضلوا. فهم عرضة للانشقاق في أي لحظة.
وإن لم توفر لهم حلفاء يتقاسمون معهم نفس المبادىء. فلن يوقعوا مع أحد.
وستحرم الدولة منهم.
وقد عبر محمد حفيظ .نائب الأيقونة في الحزب.عن غضبه من توقيع نبيلة منيب مع الأحزاب الثمانية الأخرى.
كما صرح نائب فيدرالية اليسار مصطفى الشناوي أنه لا يتفق مع البلاغ شكلا ومضمونا.
والكل يلوم نبيلة منيب.
والذين يدافعون عنها يقولون إن جهة ما اخترقتها.
ومستحيل أن توقع. وأن لا تخبر الرفاق. الذين علموا بالبلاغ عن طريق وسائل الإعلام.
والرفاق غاضبون.
الرفاق يرفضون اللغة التي كتب بها البلاغ.
ويرفضون عدم استشارتهم.
والاحتجاجات منذ يوم السبت قائمة في الفيسبوك.
الرفاق يرفضون الأسلوب المخزني الذي كتب به البلاغ.
ولم يعجبهم أن يؤكد البلاغ وقوف الأحزاب المغربية الموقعة “وراء جلالة الملك نصره الله للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة التي تحظى بالإجماع الملكي…”.
ويستغربون كيف وافقت نبيلة على هذه الفقرة.
ويندمون على اليوم الذي صارت لهم تمثيلية في البرلمان.
ثم ما الذي كان ستخسره الدولة.
ما الذي كان سيخسره من اتصل بنبيلة منيب ليطلب منها أن تحضر إلى الرباط على جناح السرعة. وتوقع.
ما الذي كان سيخسره لو أعفاها. مكتفيا بالأحزاب الأخرى. وهي كثيرة.
ولا ترفض أي شيء
ولا يزعجها الأسلوب.
وماذا لو كتب ذلك البلاغ بصيغتين. وفي نسختين.
لتجنب إحراج الرفاق الذي يعانون من حساسية تجاه نوع من اللغة.
فيتم تسليم الصيغة الأولى للرفاق. وفيها معجم يساري. وملكية برلمانية. يسود فيها الملك ولا يحكم.
وهي نسخة خاصة وداخلية ولا يسمح بتداولها خارج الفيدرالية.
والثانية هي الصيغة الرسمية التي اطلع عليها الجميع.
والتي عبر القياديون في الحزب الاشتراكي الموحد عن رفضهم لها.
حقا.
حقا.
ما أصعب أن تكون يساريا في المغرب
ولك تمثيلية في البرلمان
حقا
حقا
ما أمتع أن تكون منتميا إلى فيدرالية اليسار.
وأن تشارك في هذا النقاش
وكم هم محظوظون
وكم الدولة محظوظة بحزب يناقش أسلوبها.
وتوقع الأيقونة على البلاغ
بينما الرفاق يعارضون.
