وأنا أتأمل في وجه عبد الرحمان لحظة الفطور، بقيت كنقول داخل نفسي :” شنو ممكن يحول راجل من شخص متطرف في أفكاره ومعتقده ونظرته للحياة والمرأة في شبابه إلى شخص يعيش حياة مزدوجة واخا ابتعد عن انتماءه للجماعة وهو كهل؟ واش لأنه حقق نفسه أكاديميًا وخذا شواهد عليا في مجال مهم جدا ولقا خدمة مزيانة فقطاع كان تابع لوزارة الداخلية تحت هيمنة الوزير الراحل ادريس البصري أيام الحسن الثاني؟
واش لكونه خرج من دائرة الفقر والحاجة وهو اللي جا من تنغير طفل وعاش فدار خوه العامل البسيط بعدما تحولت عائلته من الغنى للفقر المدقع بسبب تضييع أخيه الأكبر لثروة العائلة في صالات القمار بباريس وكازينوهات الرهانات فلاس فيكاس وبين أفخاذ حسناوات العالم وعشاءات وسهرات باذخة رفقة شارل أزنافور وميراي ماتيو؟
واش لأنه هو نفسه خرج مدة زمنية لأوروبا مع مراتو وولادهم وفضل يرجع للمغرب باش يدير جوج خدمات إضافة لمهام نقابية وسياسية وإعلامية مؤدى عنها بينما أسرته بقات فالخارج وهو غادي جاي عندها كيركب فالطيارة بحال لاكيركب فطاكسي ابيض بين الرباط وتمارة؟
واش لأنه بحال أي خوانجي قبل مايذوق حلاوة الحياة كيكون عندو تفكير أحادي مغلق كئيب وظلامي وبمجرد ماتضحك ليه الحياة ويجري في يديه الدرهم والدولار والأورو كيقلب ستة تسعود ويولي مرن إلى منحل ومن متشدد إلى منحرف، طبعا عبد الرحمان كيبان لي في كل حالاته منحرف واخا ظريف معايا وكريم وسخي وحنون وشبعان ندم وغير مقتنع لابماضيه ولابحاضره سواء في حضني اللي كيقول عليه أنه رجع ليه إحساسه بالرجولة والفحولة اللي مراتو أم ولادو حرماتو منه ولاهو مقتنع بأفكاري المتحررة فيما يتعلق بحقوق المرأة والرجل ومعنى الحرية
المهم بقيت سارحة فأفكاري حتى فيقتني برود أصابعه الرقيقة فوق خدي بمداعبة خفيفة وهو كيقولي بالضحك: ” أسبحان الله أستاذة شكون اللي دا ليك العقل؟
جاوبتو بضحكة ساخرة :” وشكون من غيرك ياالعفريت؟”
ذيك الأيام كان يالله خرج آخر ماكاين في طويوطا، وعارفني أنني أعشق سياقة السيارات مد ليا الكونطاكت وطلب مني نطلعو للغرفة نجمعو حوايجنا باس نشدو الطريق للرباط، طلعنا وتماك شدني شدة لعما فالظلمة، درنا واحد خفيف، جمعنا حوايجنا وشدينا الطريق أنا اللي سايقة وهو مرة مرة يلوح يديه على فخاذي، يشد بزولة، يلعب فشعري ويدندن على إيقاع صوت كاظم الساهر وهو يغني :” أشهد ألا امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت…”