الرئيسية > جورنالات بلادي > الجابري: واش حنا غاديين لنهاية أسطورة “جنة أوروبا”؟
18/03/2021 18:00 جورنالات بلادي

الجابري: واش حنا غاديين لنهاية أسطورة “جنة أوروبا”؟

الجابري: واش حنا غاديين  لنهاية أسطورة “جنة أوروبا”؟

عادل الزعري الجابري – و.م.ع//

السبيطارات عامرة، طواقم طبية منهكة وعثرات لا متناهية كتشوب سلسلة التزويد باللقاحات. هذا مشهد محزن كتقدمو اليوم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، اللي كانت دتباهى فوقت ماشي بعيد بأنها من بين أكثر الدول تطبيبا في العالم.

وحتى قبل بداية جائحة فيروس كورونا المستجد في مارس 2020، كانت المنظومة الصحية الأوروبية تظهر بالفعل مؤشرات تحيل على نفاذ طاقتها، لكن الخصاص في الكمامات الواقية، والمحلول الهيدرو-كحولي وأجهزة التنفس الاصطناعي، كشف عن هشاشة ومحدودية نموذج اقتصادي اختار وضع مصيره بين يدي دول أخرى بعيدة مثل الصين والهند، على حساب صحة وطمأنينة المواطنين.

وتزاد على هذه الأزمة نقص التنسيق وتمظهرات العاطفة وكراهية الأجانب التي تمتثل لشعار “كل واحد لحسابه الخاص”، والتي دقات مسمارا آخر في نعش “أوروبا الموحدة”، وفتحات الباب على مصراعيه للارتجال وأنصاف الإجراءات. ولعل الجميع يتذكر القيام في مدرجات المطارات بمصادرة الكمامات الواقية الموجهة لبلدان أجنبية، وحظر تصدير الأدوية أو المنتجات شبه الطبية التي أضحت نادرة، ناهيك عن الخلافات حول القيود الصحية المشتركة، لاسيما إغلاق الحدود الداخلية.

وفاش جا عصر اللقاحات، بدات معركة جديدة تمزق أوصال البلدان الأوروبية، واللي زادت حدتها بسبب مناخ عدم الثقة والارتياب السائد، أكثر فأكثر، بين مواطني القارة العجوز.

ومع هذشي، كان الهدف من وراء السياسة المشتركة لاقتناء اللقاحات هو قطع الطريق على المنافسة غير العادلة، وعلى نهج مقاربة “كل واحد لحسابه الخاص” وهيمنة المختبرات وقومية اللقاحات، لكن وعلى الخصوص، تجنب تكرار أزمة الكمامات الواقية، الاختبارات وأجهزة التنفس الاصطناعي.

لكن ردوظ الفعل السيئة رجعات دغيا. نتيجة للمماطلة، ورغبة المبالغة في التقنين والتفاوض والإفراط في النزعة الفردانية، كيشوفو الأوروبيون أنفسهم اليوم فالصف الأخير للدول اللي كتقدم في عملية مكافحة فيروس “كورونا”، من حيث اختيار اللقاحات وحجم الطلبات أو القدرة على التلقيح السريع للساكنة.

فبتفضيله التفاوض حول سعر اللقاحات على مدى توفرها، واحترام المساطر على الاستعجال، يخاطر الاتحاد الأوروبي بتغذية التشكيك في أوروبا. ونتيجة لذلك، بدأت بعض الدول مثل هنغاريا في التفاوض لمفردها وأحيانا سرا حول عقود مع مختبرات روسية وصينية، وذلك في إطار مقاربة أحادية الجانب غايتها إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وازداد هذا الوضع سوءا في ضوء التطورات الأخيرة بشأن سلامة لقاح “أسترازينيكا”، الذي علقت عشر دول استعماله بسبب آثاره الجانبية التي لم يتم إثباتها بصفة نهائية.

وإلى جانب كلفة الأرواح البشرية، عطلت الجائحة النمو الاقتصادي الأوروبي، مع سلسلة من الإفلاسات، والإغلاق الذي تم تمديده مرارا وتكرارا للكثير من القطاعات التي تسمى بـ “غير الأساسية”. فقد تكاثرت إعلانات إلغاء الوظائف خلال الشهور الأخيرة على الرغم من مخططات الدعم غير المسبوقة من أجل إسناد الاقتصاد الأوروبي. ففي يناير 2021، أضحى 15,7 مليون رجل وامرأة عاطلين عن العمل في الاتحاد الأوروبي، منهم 13,3 مليونا في منطقة اليورو.

وفي إسبانيا، هناك نحو أربعة من كل عشرة شبان دون سن الخامسة والعشرين لا يعملون، وواحد من كل أربعة في السويد والبرتغال، وحوالي واحد من كل خمسة في فرنسا.

بدوره، فإن القطاع السياحي الذي يعد محركا حقيقيا للاقتصاد الأوروبي، بـ 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي، و27 مليون منصب شغل و2,4 مليون شركة، تأثر بشدة لدى الدول الأعضاء التي سجلت خسائر فادحة تصل إلى عدة مليارات من اليوروهات.

أما قطاع السيارات، الذي كان من بين أكثر القطاعات ازدهارا في أوروبا، فيسجل خسارة في الإنتاج تجاوزت 4 ملايين مركبة، أي 122 مليار يورو.

هكذا، يكتشف الاتحاد الأوروبي محدودية عمله ويدفع فاتورة إجراءاته المرهقة واختلال سياسته الجماعية. وإلى جانب أوجه القصور الظرفية، فإنه يراكم مظاهر ضعف الأداء: الافتقار إلى الرؤية الاستراتيجية في مجال الصحة، نمو اقتصادي يعيش فترة ركود، عملة معتلة في السوق العالمية، تخلف تكنولوجي صارخ في مواجهة العمالقة الأمريكيين والآسيويين، والافتقار الجوهري لتنسيق السياسات الجماعية.

لقد أضحت وعود التكتل بـ “أوروبا الرخاء”، الذي خصص له منصب مفوض مكلف بـ “تطوير نمط العيش الأوروبي” مجرد أمنيات لا غير. وهذا الوضع بالتحديد هو الذي يغذي الرغبة في “المغادرة” لدى بعض الدول الأعضاء، كما هو الحال بالنسبة للمشاعر المشككة في أوروبا لدى المواطنين. وفي المقابل، فإن اليمين المتطرف الذي يعيش أزهى أيامه في أوروبا يجد في ذلك التربة الخصبة.

موضوعات أخرى

26/04/2024 11:43

واحد من صناع حكام الجزائر.. الجنرال توفيق مدين فـ”فيديو نادر” ف1975: خاص نضعفو المغرب سياسيا واقتصاديا وندمرو الاستقرار ديالو وأو حاجة نديرو نطردو 40 ألف مغربي

26/04/2024 11:30

فضايح جديدة فالبرنامج الاجتماعي “أوراش” وصلات للنيابة العامة ففاس: تلاعبات وتزوير وصنع وثيقة تتضمن وقائع غير صحيحة

26/04/2024 11:25

واش غايسمعو ليه؟.. بركة خايف يتفركع المؤتمر وصيفط رسالة للمؤتمرين: استحضروا التوافقات البناءة وقيم حب الوطن – فيديو

26/04/2024 11:00

واش يقدرو يديروها؟ ها العقوبة اللي كتسنا الجزائريين إذا ما لعبوش اتحاد العاصمة ماتش الروتور مع بركان وتقدر توصل حتى للمنتخب الجزائري

26/04/2024 10:30

درنا الرقمنة بكري.. الوزيرة مزور فتحات كونكور مدير التحول الرقمي ومن الشروط تجيب خمس نسخ ورقية من الضوسي باش دفع للمنصب

26/04/2024 10:00

الإبراهيمي كيرد على أبواق الكابرانات: ما يمكنش الكاف يخلي الأندية الجزائرية تدير خريطة وهمية فالتونيات حيث هو أصلا معترف بمغربية الصحرا

26/04/2024 09:44

جنايات فاس فرقات 30 عام ديال السجن فجلسة وحدة على متهمين بـ”السرقات الموصوفة”