حميد زيد كود/////

الوطنية الصادقة تستدعي مني أن أقدم يد العون لوزير الداخلية، وللأحزاب التي اتهمت”حراك الريف” بالانفصال، وبتلقي دعم من الخارج.

وربما ليس لعبد الوافي الفتيت التجربة الكافية ليرد على هذه الأشكال الاحتجاجية الجديدة.

وربما لم تخطر على باله بعد فكرة جهنمية لاتهام الأواني، وتخونيها، باعتبار أنه جديد في الخدمة، وباعتبار انفتاح المتظاهرين على ما حدث ويحدث في العالم من حولهم.

وربما فاجأه المحتجون بهذا الأسلوب، الذي ظهر أول مرة في الأرجنتين، بداية الألفية الثالثة.

ولا يجب أن أقف مكتوف اليدين.

بينما الأحزاب إياها في حيرة من أمرها ولا تجد تهمة توجهها إلى قرع الأواني.

ولا تجد شيئا تقوله.

وأي شخص يحب المغرب، من واجبه أن يساعد السلطات والحكومة، وأن يشك في الأواني.

وأنا في الخدمة.

ولا شك أن قرع الأواني يفزع المواطنين المسالمين بعد تناول الحريرة.

ولا شك أنه يحرم الكبار في السن من النوم، ويوقظ الرضع.

ولا شك أنه يسبب صداعا في الرأس، ويشوش على النساء وهن يشاهدن المسلسلات المصرية، ويؤثر على تركيزهن.

ومن حق السلطة أن تتدخل، وتوقف من يقرع تلك الأواني، وتعتقله في الحين، وتسفره إلى الدار البيضاء.

وما على وزير الداخلية إلا أن يستدعي قادة الأحزاب، ويثبت الكاميرا.

وما على خالد الناصري إلا أن يأتي بسرعة.

فأنا في الخدمة.

وعندي الحل لكل شيء.

ثم من يضمن لنا أن تلك الأواني مغربية أصيلة.

من يضمن لنا أن الطنجرة ليست من صنع فرنسي.

من يضمن لنا حياد المغرفة.

من هو متأكد أن الشوكة ليست سلاحا أبيض.

من يجزم أن أسنانها لا تعض، وليست مخالب، ولا تجرح المواطنين الأبرياء والسكان المطمئنين.

من يضمن لنا أن الملعقة تحترم القانون، وليست مدفوعة من جهة أجنبية، ومصنوعة في دولة تناصبنا العداء.

وما ذنب المقلاة التي تتعرض لكل هذا العنف

وهذا الضرب المبرح.

وما ذنب البرمة المسكينة التي دورها أن تهيء الكسكس في هذه الليلة المباركة.

وهل طبيعي أن يستعملوا مقلاة تيفال

وطنجرة سيب

وهل هذه الأسماء الأجنبية بريئة

ولماذا طنجرة ضغط وليس أي طنجرة أخرى، إلا إذا كانوا يخططون لتفجير الوضع، ويهيئون لحريق مهول في المطبخ المغربي.

ولكي لا ينخدع وزير الداخلية

ولكي لا تصيب اللقوة الأحزاب، وتعجز عن الإتيان بمبرر تدين به قرع الأواني

ولكي يتحدث خالد الناصري بطلاقة

ولكي لا يتلعثم أحد أمام الكاميرا

أسأل سؤالا بريئا:

من أين لهم بالسلالم التي صعدوا بها إلى الأسطح

ومن الجهة التي وفرتها لهم

ومن دربهم على القرع، وعلى الصعود

حتى أننا صرنا نعاني في الرباط والدار البيضاء من صداعهم وطنينهم الذي لا يتوقف

ويحرموننا من النوم

ويثقبون طبلات آذاننا

وعلى السلطة أن تحمينا

وتسهر على راحتنا

وتغطينا

وتتدخل وتمنع المقلاة والطنجرة والمغرفة من إزعاجنا

ومن يدري

فقد تنفلت شوكة وتطير

فتصيب مواطنا لا ذنب له في خريبكة أو مراكش أو وجدة

وقد يستغل مثيرو الشغب هذه الأحداث ويغرفون بالمغفرة سحور أسرة آمنة

وقد يغرفون ممتلكات الدولة.

كما أنك هناك نشازا في القرع

والذوق الموسيقي السليم يفرض على السلطة أن تتدخل

وأي وطني غيور، يتوفر على اقتراح آخر، فليسرع، ويقدمه للجهات الوصية

ويخبر به قادة الأحزاب

ومن له أي فكرة

ومن يشك في أي آنية من الأواني

فليبلغ عنها

ليتم اعتقالها، وليتبنى قضيتها الأحرار في كل مكان.