عمر اوشن كود /////

عندي ظروف نفسية صعبة و عندي الدخول المدرسي و عندي ديون و السيارة المعطلة و طبيب الأسنان وآلام القولون والوالدة المريضة و أشياء إضافية أخرى : كل الشروط متوفرة كي أفعل فعلة ايريك لوران و كراسي..و فضيحة الصحافة المفترسة..

جزء من الصحافة الفرنسية دخل نادي الأظرفة من زمان وليس اليوم.أسالوا عبد الله الستوكي و عبد الصمد محي الدين و حميد برادة و أحمد المديني و من يعرف باريس جيدا ليحدثونا عن المفترسين من الأقلام الفرنسية..

إنها حكاية معروفة و اليوم اكتمل المشهد بسقوط أقنعة الممثلين فوق الخشبة..

يكتب معك يمسح الكابة و يرطب و يمسد الحرير أو يكتب ضدك يهاجم و يطلق النار كيف كيف ..لا فرق ..القضية فيها أتعاب و تعويضات ..
شمال إفريقيا و دول إفريقية من مستعمرات فرنسا و غيرها كانت في الكوليماتور لتدفع و توزع الهدايا الفاخرة الباهظة ..

هناك سياسيون فرنسيون معروفون بتاريخهم في الابتزاز و التسول ..مرة قرأت مقالة شيقة مثيرة عن حكاية يبتز فيها رئيس دولة أفريقية مختلفة..

الرئيس كان ديكتاتوريا يغرق في الفساد و الثروة و الغائط و بلده يغرق في الفقر و الفوضى ولما اقتربت ساعة رحيله جاءه بيرنار تابي يسمسر و يناور و يقلقل السوق طمعا في حصة من ثرواته الضخمة..تابي لم ينجح و هو السياسي البارع في مهمته ” النضالية” لفائدة اليونيسف ..و المال الذي كان سيتبرع به لأطفال العالم أخذته جهات أخرى قبل بيرنار تابي..

في ليبيا مع نظام عقيد زنكة زنكة كان الدولار و الرشاوى و مصالح الشركات النفطية هو العملة الرائجة..

لم يكن القذافي يعرف أسلوبا آخر في السياسة الخارجية و الدبلوماسية و تقديم بلاده للعالم سوى عبر رائحة النفط والأموال و شراء الأصوات..

و في كل المغامرات الطائشة الحمقاء التي دخلها مساندا منظمات إرهابية كان مخرجه من الورطات و الفضائح بالمال فقط ..

كان مثل فلاح إقطاعي يفعل ما يشاء في البشر ثم يقول ؟؟الدية ديالك في جيبي..سير شرب البحر..

صحافيون وكتاب وشعراء و سياسيون من المغرب و فرنسا و من مناطق أخرى في العالم عاشوا على موائد الأنظمة يقتاتون.
عطيني حقي و أنفخ على المجيمر أو أفسد الحفل و أفعل حماقات ..

مجلة جون أفريك كانت من الرواد في هذا المجال من أغلفة تشم فيها رائحة فقدان المناعة الأخلاقية و المهنية و شكوك البيع و الشراء مع رؤساء أفارقة و أنظمة تابعة لفرنسا..

ها نصدق أن كل ما كتب عن بوكاسا و موبوتو كان نزيها؟ نقيا نظيفا ؟بلا رشاوى و لا ابتزاز ؟

هل نصدق ان كل ما كتب عن بلد مثل الغابون و الجزائر كان محايدا موضوعيا مستقلا شريفا نبيلا مخلصا لله و للصحافة ؟

و هل كان بريئا ما كتب عن صدام حسين و بن علي و حافظ الأسد و خادم الحرمين الشريفين ؟؟

أسلوب قل قصيدة مدح و لك الف دينار مسألة موجودة و جار بها العمل من زمان من قدم التاريخ و ليس اليوم..

المشكلة أن صدمتنا كانت قوية لان المتورطين المفضوحين المكشوفين العاريين الباكيين في الصحافة الفرنسية اليوم كانت لهما “عذرية” وطهارة متخيلة ..

لا غالب إلا المال ..هذا منطق العصر.و الأنبياء انتهى زمنهم..

لوران و كراسي في فضيحة قذرة ستشوه سمعة الصحافة الفرنسية التي كانت تعطي الدروس..فضيحة أنهت مسارهما المهني في الوحل و الدموع و المزاوكة..

أنا ينتظرني العيد الكبير في الطريق و معه الدخول المدرسي و مصاريف ولدي الاثنين و حاسوبي انتهت صلاحيته و احتاج إلى لوحة ذكية و عندي موعد ينتظرني مع أخصائي الأنف و عملية تنقذني من هذا اختناق مرهق .هي ميزانية بسيطة و ليست ضخمة او قضاء عطلة في الباهاماس او شراء دار على البحر في الشمال..

مطالبي بسيطة .لن أبتز رئيس دولة و لا رئيس حكومة و لا المدير العام لشركة أبل او كوكا كولا أو مارلبورو ..

يكفيني رئيس جماعة أمي يغرق في الفلوس لإنقاذي من الغرق..

هل افعل مثل كراسي و اريك و نادي الاظرفة مفتوح للجميع بلا شروط ؟

هل اقبل بزكاة رئيس الجماعة و عمدة المدينة ؟

أنا لا يمكن أن العب مع الكبار و اكتب كتابا عن دولة ..هذا مشروع ضخم..يكفيني زعيم حزب او رئيس نقابة فاسد ..و أضرب الطم و إذا اكتشفوا أمري سيخبرون نقابة الصحافة و سأجهش بالبكاء ..و أفول منهارا محطما انه الدخول المدرسي و الظروف الصحية و الذائقة المالية الخانقة..

ايريك الله يعفو عليك..