الرئيسية > ميديا وثقافة > عصيد لـ”كود” تعليقا على منع “الزين لي فيك”: هذه حملة تحريض خطيرة
26/05/2015 08:47 ميديا وثقافة

عصيد لـ”كود” تعليقا على منع “الزين لي فيك”: هذه حملة تحريض خطيرة

عصيد لـ”كود” تعليقا على منع “الزين لي فيك”: هذه حملة تحريض خطيرة

حاوره – عمـر المزيـن – كـود///

تعليقا على حملة النقد الواسعة ضد فيلم “الزين لي فيك”، لمخرجه نبيل عيوش، قال الكاتب الأمازيغي والناشط الحقوقي أحمد عصيد، ” إننا أمام حملة للتحريض لا علاقة لها بالنقد السينمائي ولا بتقييم الأعمال الفنية، وهناك عوامل عديدة تكرس هذا النوع من الغوغائية التي أصبحت موضة في مجتمعات الجنوب التي تعاني من تأخر تاريخي، كما تعيش في ظل نظام اجتماعي لم يخرج بعد من إطار النسق الاستبدادي بقيمه وضوابطه”.

وأضاف عصيد في تصريح لـ”كود”، نحن أمام حملة للتحريض لا علاقة لها بالنقد السينمائي ولا بتقييم الأعمال الفنية، وهناك عوامل عديدة تكرس هذا النوع من الغوغائية التي أصبحت موضة في مجتمعات الجنوب التي تعاني من تأخر تاريخي، كما تعيش في ظل نظام اجتماعي لم يخرج بعد من إطار النسق الاستبدادي بقيمه وضوابطه.

وأورد عصيد أنه ”إذا كان من حق أي مواطن أن يبدي رأيه في الأفلام السينمائية فإن ذلك لا يعني كيل الاتهامات إلى حد الإساءة والإرهاب لأن هذا لا يؤدي إلى أية نتيجة سوى إفساد الجو العام للنقاش الوطني الذي يتناول كل القضايا بشكل صريح، وما يلاحظ كذلك هو أن الغالبية تعتمد في تهجمها على الفيلم على جزء ضئيل من الفيلم يقدم بعض المشاهد الراقصة وبعض الحوارات الجريئة التي تستعمل فيها اللغة اليومية بدون تحفظ، بينما المطلوب مشاهدة الفيلم بوصفه بناء دراميا متكاملا.

ووصف عصيد ”عمل الأشخاص الذين يتعمّدون اقتطاع بضع دقائق من أفلام أو تصريحات أو محاضرات بهدف التشهير بالأشخاص بالمنحرفين الذين يصلون درجة الإجرام، لأنهم يقومون بهذا بنية سيئة وبهدف إلحاق الأذى بالآخرين”. وعن نظرته للفيلم يقول عصيد ”إنه في حد ذاته عمل درامي ذو توجه واضح هو التوجه الواقعي الذي ينقل تفاصيل الواقع كما هي بدون رتوشات أو تحفظات أو رقابة أخلاقية، وهذا توجه فني موجود في السينما كما الأدب، والتعامل معه لا يكون من خلال المعايير الأخلاقية، لأن الفن لم يكن في يوم ما خاضعا لمعيار أخلاقي خصوصي، ويكفي أن نذكر التيار الهجائي الذي يهاجم الأعمال الفنية بهذه الطريقة الغوغائية بأن الآداب والفنون لدى كل شعوب الأرض لها نفس المواصفات، وهي كسر الطابوهات وتعرية الواقع سواء عبر النص الأدبي أو الصورة أو الرسم أو النحت أو النغمة، كما نذكر من جانب آخر بأن الأمر يتعلق بعمل سينمائي وليس تلفزي، وأنه موجه لجمهور السينما وليس للذين يكرهون السينما ولا يرتادونها.

والمثير في الأمر يضيف عصيد “أن غالبية الذين يهاجمون الأفلام أو المسرحيات إنما يقصدون ممارسة نوع من الوصاية على الفنانين وتوجيههم حسب معاييرهم من أجل ممارسة الوصاية على المجتمع ككل، وينبغي أن نقول بأن هذا غير ممكن، وجميع الذين حاولوا القيام به فشلوا، فالفنان لا يخضع أبدا للوصاية، لا وصاية السياسيين ولا العسكريين ولا رجال الدين، وأفضل طريقة لمعاقبته عندما يبدع عملا فاشلا أو غير موفق هو عدم الإقبال على عمله، ويظل الفنان حرا في عرض فكرته بالطريقة التي يراها ملائمة، وقد يتراوح ذلك بين الرمزية والتعبير الصريح والواقعي، والفن مدارس كما هو معلوم وليس لأي كان أن يفرض على الناس تصوره الخاص أو أسلوبه أو مدرسته الفنية، أقول هذا لبعض الفنانين المحافظين الذين انبروا لهجاء الفيلم أو الإساءة إلى صاحبه إلى درجة استعمال نظرية المؤامرة وهي الدرجة الصفر في تلقي الأعمال الفنية.

من جهة أخرى يرى عصيد، “أن صاحب الفيلم لم يقتحم على الناس بيوتهم لكي يعرض عليهم عمله رغم أنوفهم بل هو عمل للسينما يراه من يختار ذلك ومن لديه إمكانيات مشاهدة وقراءة وتحليل عمل سينمائي، ولذلك فمهاجمي هذا العمل من منطلق التشهير الأخلاقي المحض هم في حالة شرود، وما يقومون به عبارة عن زوبعة في فنجان، وأذكرهم كذلك وهذا ضروري لكي يتعضوا بأن الأنظمة الاستبدادية مثل إيران منعت الكثير جدا من الأفلام الإيرانية بذرائع أخلاقية تبين فيما بعد بأن الهدف هو منع السينما من تعرية الواقع الإيراني القائم على النفاق الديني والأخلاقي، واقع مقنع بالسواد من الخارج لكنه فيما وراء الأبواب والأسوار أكثر إباحية من أي بلد غربي، وقد أدى هذا القمع إلى انتشار سينما إيرانية هامة عبر العالم وفاز فيها فنانون بجوائز كثيرة في الوقت الذي ظلت فيه دولة الملالي وأصحاب العمائم تمنع الكثير من الأفلام في الداخل، هذا المنع الذي لم يغير من إبداعية الفنانين الإيرانيين شيئا”.

“أما القول إننا في مجتمع محافظ يقتضي إنتاج فن وفق وصفة جاهزة ومحددة فهو قول غير دقيق ويهدف إلى نوع من التنميط، فالمجتمع يقبل الكثير من الأعمال الفنية ويرقص في الأعراس على إيقاعات أغان جريئة في كلماتها دون أي انزعاج، ولكنه عندما يساق نحو التطرف يستجيب بدون تردّد لأنه مهيأ لذلك عبر التربية وعبر ثقافة النفاق التي تربى عليها والتي نقصد بها الهروب من مناقشة ما يعيشه الناس، مع الكلام والثرثرة حول صور مثالية لا علاقة لها بأي واقع. ولهذا فالقول إن المجتمع محافظ لا يعني الحجر على الأعمال الفنية”. يضيف عصيد.

وختم عصيد تصريحه بالقول ”إن نقد السينما بحاجة إلى معايير جمالية وليس إلى معيار الأخلاق والزجر والسلطوية، وعلينا أن ننظر إلى كل عمل فني بمعيار نسبي أي بأنه اجتهاد ورؤية فنية لمبدع ما وليس دعوة للانخراط في توجه أو تيار أو عقيدة”.

موضوعات أخرى

01/05/2024 21:30

الخطاط دار اجتماعات مكثفة مع أعضاء مجلس العموم البريطاني وناقش معهم ملف الصحرا وسلط الضو على أهمية مبادرة الحكم الذاتي

01/05/2024 21:00

مجموعة “بارسيلو” الإسبانية كتعزز الحضور ديالها فبلادنا. افتتاح أوطيل جديد كاطر إيطوال فطنجة

01/05/2024 19:30

اتفاق “30 أبريل” تحكم فتفاصيل أجواء فاتح ماي فكازا.. تضبطات الاحتفالات والحركية والترتيبات الأمنية على إيقاعو وخدا بزاف من كلمة موخاريق