كود : محمد سقراط/////
لبارح قررت نخرج من العدمية والسوداوية السياسية والإجتماعية لي غارق فيها، قررت حتى أنا نشارك ونخرج للتيران ونتناطح مع السلطة والمخزن، ونواجه الظلامية، قررت نخرج فالوقفة لي تنضمات لمؤازرة فتاتي حادثة إنزكان، وكانت الشروط الموضوعية للإحتجاج كلها متوفرة، طوموبيل تدوز عندي حتى لباب الدار توصلني للوقفة وترجعني، مع رفقة جيدة وموسيقى تليق بمناضل عتيق( لحسن لعروسي في رائعتيه مولاي الطاهر والشهبة)، كما أن الجو كان ملائم للإحتجاج، الشميشة صافية مع شوية ديال البريد ناعم.
القضية لي تبنيت يومها كانت حقا قضية انسانية وكتهمني كإنسان قبل متهمني كناشط سياسي وحقوقي وكاتيب (وبزينيز سابق)، لأننا كنا أمام خرق سافر وتضييق على الحريات الفردية ومصادرة القطيع لحقوق الفرد فأنه ياخد راحتو فهاد البلاد بدون مراعات التقسيم الجغرافي للإديولوجيات والطبائع والسلوكات فيها، وفنفس الوقت كنا أمام مواجهة رجعة دينية نحو التقهقر، حيث هادشي كما أصبح يسوقه لنا الإعلام راه وللى كيخلع.
قبل الوقفة كنا ناقشنا هاد الحادثة مع بنات ومع عدة شرائح أخرى من المجتمع لي كتلاقيك بيهم الحياة، وكان ديما السؤال كيتطرح فالبداية هو على مدى قصر ملابس الفتاتين، وحتى ملي كتكون الإجابة بأن داكشي مكانش قصير حسب معايير كورنيش أكادير، فكيكون الرد راه انزكان هاداك، يعني أن الناس فالغالب مسلمين بفكرة أنه يمكن تلبسي الميني فتالبرجت وماتلبسيهش فتاراست، ويمكن تتعراي كي بغيتي فأكادير ولكن إنزكان بالجلابة وشوف تشوف، وكذلك بالنسبة لمدن المغرب كاملة وكاين الفرق حتى بين مدينة و أخرى فاللباس لي يمكن تلبسيه فمراكش ماشي هو لي يمكن تلبسيه فطنجة وأيضا كاين اجماع على أن مراكش أكثر المدن انفتاحا وتسامحا بشأن اللباس، المغاربة متافقين بشأن هاد الفكرة، أنه بعد على بوحزوق وعيش كيبغيتي، ولكن وسط بوحزوق لي محنسرين فعدة حاجات وعندهم لومونك(تعلمتها فأكادير) ديال النيك أو الحنان أو الإنسانية، فهادو خاص تخضع لقوانينهم وماتستفزهمش ومتمارسش عليهم العنف الرمزي، وملي سولت على القصة الحقيقية للحادثة، فكانت نتيجة لهاد الأسباب نيت، خونا شاف الزين وبغا يفرح لقريد، طلب النميرة، مابغاتش البنت،( من حقها)، ناض جمع عليها أمة لا إله إلا الله حي على الفلاح، وتما هاجت الجماهير وقامت بتصرفات عدوانية اتجاه الفتاتين غير مبررة، وهذا مكيعنيش أنهم داعشيين أو اسلاميين رادكاليين وانما راه من طبيعة الجموع التأثر والهيجان بسلوكات تقدر تكون مستهجنة عندهم كأفراد أخلاقيا وسلوكيا، كيتحول المحيط بحال لشي هايد بارك وكيفقد الفرد السيطرة على راسو وسط الجماهير، وهادشي نقدرو نلاحظوه فعدة تجمعات بشرية بحال التصفيق كاين لي ماعارفش علاش صفق أو لاش ولكن حيت بدا اللول تبعو لاخر كولشي صفق حتى هو ( مكيخرج من الجماعة غي الشيطان)، بحال نزول الجمهور للتيران خاص غي يبدى اللول يتبعو التاني حتى ينزل كولشي…… الخ.( كنبان عميق بهاد .. الخ).
الإنسان كيتكيف وعندو ذكاء اجتماعي كيخليه يخرج من مواقف معقدة بأقل الخسائر أو بدونها، جيجي قالت أن ملي كان وقف عليهم داك خونا يعطيوه النمرة يصرفوه ومن بعد ملي تتحرك من تما تبلوكي نمرتو، حقا فالأمر نوع من الخضوع لأمر الواقع وتحمل شخص محاملوش لعدة دقائق ، ولكن النتيجة أنك كتشري السلم، والسلم ماشي شي حاجة رخيصة، فلسطين راه هبطو السروال على ودو ووالو.
ملي وصلنا للوقفة لي كانت قبالة ولاية الأمن، وكما تعرفون لما لهذه المنشئة من قيمة رمزية عند المغاربة، وهاد الوقفة جات من بعد الإفنتاح والحريات لي عرفها المغرب والقطيعة مع العهد السابق، كانت الجماهير الشعبية المؤلفة من العشارات من المناضلين واقفين قبالة الكوميسارية من الجانب الآخر من الشانطي، وقبالتهم كان المخزن بشتى تلاوينه وبعض المصورين والصحفيين، أنا بحكم المدة السجنية لي قضيت تعلمت أن جيهة المخزن ديما رابحة و آمنة ومظللة ومافيهاش ريحة الصنان، ومافيهاش الغوت والهدرة بزاف، وممتاجش تتفقد الجيوب ديالك فكل مرة، هذا مكيعنيش أن جيهة المخزن مافيهاش لي يديليك ديالك ولكن هوما أكثر لباقة وذكاء من أنهم يديوهليك من جيبك مباشرة، كان القايد جابد الآيفون وكيصور وأنا حداه، ( لي دار القايد فجنبو مايخاف والو)، وكان فين مكيصور شي واحد كيوريه لواحد صاحبو فجنبو، ولاخر كيقول: هذا كنعرفوا، كان فعشرين فبراير فمكناس، أييه هادي كنعرفها ديال الطليعة هانية هانية ديما دايرة هاكة الله يعفو عليها، آه بلاتي بلاتي نشوف، واش هاد مول الزرق راجل أو مرأة، صعيب نحدد هاد الكائن النوع ديالو أسي القايد مابقى غي توجهو السياسي ونشاطه.
أنا جيت لابس الشورط من باب التضامن الرمزي وجيت باش نلقى الفتيات الجميلات التواقات للإنعتاق كيحتجوا من أجل حقهم فأنهم يلبسوا ما بغاو، ولكن الصدمة كانت قوية حيث لقيت التجمع عبارة عن اليائسات التواقات للفت الإنتباه ليهم كإنسانات متبنيات قضايا انسانية كبيرة تقدر تنقص من بشاعة بعضهن أو سمنة البعض الآخر، لقيت هادوك لي واقفين ديما العام كامل من أجل كل القضايا الإنسانية الحداثية التقدمية، واقفين باش يعرضوا المخزن للإحراج ويواجهوه بحقيقته البشعة فنظرهم، حقا النيابة العامة قررات متابعة الفتاتين بتهمة الإخلال بالحياء العام(ربما)، وهاد الأمر حقا أنا أرفضه و أستهجنه وأدينه وهو يعيدنا لقرون نحو الوراء( واخا اللور زين وبنين)، وهادشي حقا تراجع خطير للحريات الفردية فالمغرب، فمقابل قودسة البلاد والإنصياع ومدارات سكان لقوادس، وهادا ماشي أول قرار استثنائي كيتاخد مجارات لرأي سكان لقوادس، هادشي راه تراكم من التنزلات للسلطة ارضاء لهم، وأكثرها بشاعة تسيير الإسلاميين للحكومة، هادي نتيجة طبيعية للإنصياع للمطالب الشعبية كما كان ينادي بهذا الماضلين عبر ربوع المملكة، هادوك لي كانوا واقفين كيتضامنوا مع فتاتي إنزكان كانوا قبل ذلك كيحتاجوا وكيطالبو بدستور شعبي وحكومة شعبية ديمقراطية وبحكم الشعب أو شعيبة، وهاهوما ليوم كيوقفوا ضد ارادة الشعب لي ناض حتج وكجكج على ود لباس الفتاتين وتبعهم حتى للكوميسارية وحتج فالباب ديالها وطالب بالقصاص وطالب الدولة تدير خدمتها وتستخدم جميع الفصول لي كاينة فالقانون ولي كيتغاضى الطرف عليها ديما، السكيزوفرينيا النضال حتى هي جزء من سكيزوفرينيا المجتمع.
هاد البلاد ماشي للذكور فقط هادي بلاد لينا كلنا ، وراه التمدن هو الفردانية و أن الواحد يدخل سوق راسو، والدولة هي لي تطبق القانون ماشي الفرد ياخد حقو براسو وفق تصوروا الذاتي، المغرب كيمشي نحو هاوية خطيرة ، حيث يتم ترييف المدن والمجتمع والسياسة كردة على المدنية لي ماقدروش يندمجوا فيها أو يكونوا جزء منها، لذا الى غادي نضغطوا كمجتمع مدني على الدولة فماشي من أجل محاربة التطرف والإرهاب وإنما لمحاربة أشكال الترييف فالمدن، وتقوم بدورها عبر الوسائل الكثيرة لي عندها من أنها تجعل من المدن ديالنا مدن متمدنة وماشي مجرد قرى اسمنتية كبيرة المساحة.
