اعدها ل”كود” الاستاذ الباحث عبد اللطيف اكنوش ///
في حلقة السبت شفنا آشنو هي الأسباب الممكنة للي خلات سواسة يْنَاديو على الشُرْفا ديال زاوية تاكمادارت ويبايعوهوم كسلاطين وكأمراء…وقلت بللي ضرورات الإدارة المحلية وضرورات “الجهاد” ضد المحتل الأوربي كانت من الأسباب الرئيسية لهاذ الاختيار…
في حلقة اليوم غادي نحاول نبْسَط النقاش للي كان حول النسب النبوي لهاذ الناس، وللي كان رهان حقيقي بين الفاعلين السياسيين من أجل الجواب على سؤال “من له أحقية الحكم”؟
وعليه فسؤالي غادي يكون هو “واش السعديين شُرفا ولاد النبي (ص) ولا غير الكذوب؟ ! وآشنو كايخبي هاذ السؤال آنذاك؟ !!
من الناحية العلمية الصرفة كايبان ليا هاذ السؤال مشروع…مشروع لأنني ماشي أنا للي كانوضعو، ولكن وضعوه الفاعلون السياسيون والمثقفون في زمن السعديين وخاصة من بعدهوم مللي وصلو العلويين للسلطة…بحيث مللي السؤال كايوضعو المجتمع، كايَصْبَحْ سؤال شرعي لابد الواحد مايحاول يلقى ليه حلول…والحلول هي نفسها للي وجدها المجتمع، ماشي الباحث للي هو عبد ربه !
العلامة “جاك بيرك” الله يرحمو كان بدون أي شك على علم بهاذ النقاش بين المثقفين والسياسيين مللي تساءل: “واش الشُرفا كانو ننيت شُرفا، ولا صَبْحو شُرفا من بعد ما تْمَكْكنو من السلطة وصَبْحُو سلاطين؟ ! “…السؤال عميق جدا لأنه كايحيل على واحد الصراع مسموم وخفي بين الدولتين السعدية والعلوية بالأساس !
التعبير الصريح على هاذ الصراع المحموم والمسموم حول الانتساب لأهل البيت، كانشوفوه من خلال المراسلات للي كانت في عهد آخر سلاطين دولة السعديين بين مولاي امحمد بن مولاي الشريف العلوي ديال سجلماسة، وبين السلطان السعدي محمد الشيخ الأصغر (1635-1653 ميلادية)، وللي غادي نرجع ليها من بعد نظرا لأهميتها التاريخية والسياسية…
وعليه، فمللي كانتْفَحْحصُو الوثائق الرسمية ديال الحقبة السعدية، بحال الظهائر والبروتوكول والتسميات والرسائل المخزنية وغيرها، ماكنوجدوش إطلاقا فيها كلمة “سعديين” أو “سعدي” أو غيرها…في المقابل، كانْوَجْدُو عبارات “الحَسني”، و”الدولة الحَسَنية”، و”الدولة العَلَوية” و”الدولة الشَريفة” !!
وعليه، فشجرة النسب للي اعْتَامْدوها جميع المؤرخين الرسميين ديال السعديين أو للي جاو من بعدهوم، هي نفسها الشجرة ديال العلويين للي كان المرحوم أحمد العلوي كاينشرها كل عام بمناسبة عيد العرش في حياة مولاي الحسن الله يرحمو، وللي غادي نَبْداها من محمد بن عبد الرحمان “القائم بأمر الله” شريف تاكمادارت:
“محمد القائم، بن عبد الرحمان، بن علي، بن مخلوف، بن زيدان، بن أحمد، بن محمد بن أبي القاسم (وهو الجد المشترك بين السعديين والعلويين للي حاكمين اليوم المغرب)، بن محمد بن الحسن بن عبد الله، بن محمد أبو عرفة، بن الحسن، بن أبي بكر، بن علي، بن الحسن، بن أحمد، بن إسماعيل، بن القاسم، بن محمد النفس الزكية (وهو أخ إدريس الأول ديال وليلي)، بن عبد الله الكامل، بن الحسن المثنى، بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء بنت الرسول عليه السلام”…
نشير هنا بللي كان هناك شبه إجماع ديال النَسًابة والمؤرخين على أن هاذ الشجرة صحيحة بالرغم من أنها غير “مُؤرًخة” بحال شجرات النًسب للي كاينة في أوربا مثلا، وللي كاتْمَكْكنَك تعرف بالضبط صاحب الاسم إيمْتَى تْزَاد، وإمتي تْزَوًوج، وشحال ولادو، وإيمتى تزادو، وإيمتى ماتو وفين ماتو، إلى آخره…الشًجرة ديال العلويين والسعديين والأدارسة “صحيحة” لأن المجتمع كايآمن بللي هي صحيحة لأنه مجتمع “الشفوي” والثقافة الشفاهية وماشي مجتمع الكتابة والتوثيق، خاصة في الأمور للي كاتهَمْ الدولة والسلطان والسياسة الكبيرة !!
صحيح أن هناك بعض القضاة والمؤرخين للي كان عندهوم الشك في بعض الأسماء، وحاولو يبحثو فيها ويْصَحُحو الشًجرة…وفي هاذ الباب، يمكن ليا نعطي التصحيح للي جا بيه النًسابة الشيخ المسناوي فيما يخص هاذ الشجرة ديال الشُرفا المغاربة، بحيث كايقول لينا أن “محمد النفس الزكية، الأخ ديال إدريس الأول، ماكانش عندو شي ولد سْمِيْيتو القاسم، ومللي قتلوه العباسيين في مدينة “كابول” الأفغانية، خلا ولد واحد سميتو محمد…وهاذ محمد مللي توفى، خلا موراه ولد سمييتو “الحسن الأعور” للي خَلًفْ أربعة أبناء منهوم “القاسم”…وعليه فهاذ التناقض، السبب ديالو هو أن ناقل الشجرة ماحَضًضرْشْ عَقْلُو، ووقع ليه سَهْو في النقل ! “…وبناء على هاذ التوضيح، الشيخ المسناوي كايصلح هاذ الشجرة ديال العلويين والسعديين على الشكل التالي: “القاسم بن الحسن الأعور بن محمد بن عبد الله بن محمد النفس الزكية”…وسددينا…وللي بغا يططالع على هاذ النقاش التقني حول نسب الأشراف في المغرب، يمكن ليه يرجع لكتاب “النُزهة” ديال محمد الصغير الوجار الإفراني…
ولكن رغم هاذ الهرج والمرج حول النسب الشريف ديال السعديين، كايبان بللي الاعتماد على الانتماء لآل البيت، ماكانتش عندو شي أهمية حاسمة في اكتساب السلاطين السعديين للشرعية السياسية…بل كانت هناك أشياء أخرى أكثر أهمية، وللي هي القوة الحربية الصحراوية، والقوة التنظيمية، والقوة التفاوضية معا القبايل المغربية المتصارعة فيما بيناتها، والإرادة ديالهوم في توحيد البلاد والقضاء على الفوضى للي كانت مستشرية في أواخر عهد الدولة المرينية والوطاسية، وبطبيعة الحال الإرادة ديالهوم في التصدي للغزاة الأجانب من إسبانيين وبرتغاليين…
وهاذا هو الجانب للي غادي نتطرق ليه في الحلقة المقبلة…
