أنس العمري ـ كود//
بدأ اللقاح المضاد لفيروس (كورونا) يعطي مفعولا عكسيا بالمغرب، حيث تسود حاليا حالة من الحيرة والقلق وصلت حد الخوف مما يخبئه القادم من الأيام في مواجهة الوباء نتيجة تأخر عملية التطعيم، التي كنا سباقين في الإعلان عنها، قبل أن تتجاوزنا دول عديدة.
وتحول الأمل في قرب انزياح غمة (كوفيد ـ19) إلى ألم نفسي كبير، خاصة لدى الفئات المعرضة أكثر لمواجهة خطر الموت في حالة الإصابة بالفيروس، وفي مقدمتهم من يعانون من أمراض مزمنة، إذ لم لم تعد لديهم طاقة لتعمل ضغط الانتظار، والذي يزيد يقينهم يوما عقب آخر في أن زمنه قد يطول، في ظل المشهد الضبابي الذي ترسم الخرجات الرسمية حول موعد انطلاق العملية، والتي كان أشدها وقعا عليهم تلك التي كان مصدرها، أخيرا، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بإطلاق، في مجلس النواب، عبارته المضحكة المبكية، التي تقول كل شيء عن واقع طريقة تدبير أزمة الجائحة، والمتمثلة في تأكيده بأن التطعيم سينطلق بمجرد التوصل باللقاحات، ليشرع بذلك الباب أمام المزيد من الجدل وموجات التشكيك بشأن هذه المحطة المهمة في تاريخ المملكة.
وقد بات انعكاس هذا الثقل لسوء تدبير هذا الملف والغموض التام الذي يتصل بوقت تسلم اللقاحات من الشركات المتعاقد معها يبرز أثره السلبي بشكل واضح على مختلف مظاهر الحياة بالمملكة، حيث أضحت تسيطر على المزاج العام مقدمات حالة «اكتئاب» لم يعد فيها طعم لأي شكل من أشكال المعيش اليومي، بينما يأسر الخوف المشاعر، مقيدا كل نشاط، سواء كان اجتماعيا أو تجاريا أو غيره.
فإلى جانب كونه تحول إلى الموضوع الأهم في الأحاديث اليومية بين الأسر وفي جلسات المقاهي، ذهبت الفئة لي وصل دق الوباء لجيبها إلى استحضار أسوأ السيناريوهات التي قد يجدون أنفسهم يعيشون تحت وطأتها في حالة ما إذا امتد أمد هذه الأزمة الصحية العالمية.
وفي ظل هذا الوضع، لم يعد أمام المغاربة سوى ربط مصيرهم بما تحمله النشرة اليومية ل (كوفيد ـ19) من أخبار يتمنون كل يوم أن تأتي بتواصل تراجع حصيلة الإصابات والوفيات على أمل أن ينحسر الفيروس وينعتقون من بعض آثاره المدمرة في القريب.