هشام نوستيك – كود//

للسنة الثالثة على التوالي، امتحانات البكالوريا، مادة التربية الإسلامية، تايتحطو فيها أسئلة متعلقة بالإلحاد. طبعا ما يمكنش نشقو على صدر واضعة الأسئلة ونعرفو النوايا ديالها. كل الاحتمالات ممكنة. تقدر تكون ختنا براسها ملحدة وباغية تدير إشهار غير مباشر لموجة الإلحاد التسونامية فالمغرب وفدول إسلامية أخرى. أو تقدر تكون مؤمنة مجاهدة باغية تنبه وتحذر وتدير مكافحة الإلحاد بحال جنود “أونتي-إلحاد” فمواقع التزاحم الاجتماعي.

الخلاصة هي أن هادشي كامل نقاش زائف. ما عمر المشكل كان، أو غا يكون، إيمان ضد إلحاد. للي تاتروج لهاد الحرب الوهمية هي المؤمنة، ماشي الملحدة. الإلحاد ليس إلا موقف، موقف من وجود آلهة. فقط! الملحدة لاتؤمن بوجود آلهة. الإلحاد ما عندو معبد ما عندو كتاب مقدس.

حيت المؤمنة ما تاتلقا مين تشد الملحدة، تاتضطر أنها تخرج الإلحاد من كونه مجرد موقف وتاتردو عقيدة عندها الوصايا العشر ديالها وعندها الرموز الدينية (الإلحادية) بحال داكشي دالأنبياء والتلاميذ ديالهم.

المشكل الحقيقي هو مع الدين، ماشي مع الإيمان بوجود كائنات ميتافيزيقية. راه يلا ضربتي غير دويرة مزروبة فصفحات الملاحدة، غا تلقى جل كلامهم نقد للأديان، خاصة الإسلام والمسيحية. التركيز على نقاش الإلحاد هو مجرد محاولة بائسة باش تغطي الشمش بالغربال. الشمش فهاد الحالة هي للي تاتبين الكوارث الموجودة فالنصوص الدينية، والغربال هو تحويل النقاش لصراع إيماني الحادي.

بإمكان الأخت الملحدة بكل سهولة تقلب الطاولة على المؤمنة وتآمن بأي سبب للكون، تولي ربوبية مثلا. هنا غانمشيو مباشرة للنقاش الحقيقي والأسئلة الجوهرية: واش هاد الأديان كاين أدلة على صحتها؟ واش هادالأديان صالحة لبناء أفضل المجتمعات؟

الأخت المؤمنة ما تايعجبهاش هاد النقاش لأنها تاتحس براسها فموقف دفاعي مستمر. موضوع الإيمان والإلحاد مريح بالنسبة ليها لجوج أسباب: أولا غا نبعدو تماما من الإسلام، ما تجبد ليا لا عبودية لا حدود لاويل كحل! وثانيا تاتحول المؤمنة بقدرة قادر إلى ربوبية، تاتلبس لعباية ديال جميع من يؤمن بإله ما.

تانتذكر واحد المرة، كنت تاندير ترتيب مناظرة مع دونكيشوت من دونكيشوتات مكافحة طواحين الهواءالإلحادية. قلت ليه تفضل اقترح موضوع. قال ليا تفضل أنت، قلت ليه للي بغيتي أي موضوع إسلامي أنا معاك: المرأة فالإسلام، الحدود، الجهاد.. قال ليا الجهاد مزيان، قلت ليه أوكي قال ليا لا حبس! خصني تا أناشي حاجة نهاجمك بيها! قلت ليه أنا ما عنديش دين، شنو باغي تهاجم؟ فنهاية المطاف خرجنا بموضوع سريالي تلبية لرغبته: “الجهاد واللاأدرية” ؟! أغلب كلامو أثناء المناظرة كان على الملاحدة الأشرار للي قتلو الناس، ومازالين تايقتلوهم لدرجة أن حسب زعمه، واحد الملحد سويدي فجر نفسو ف 18 لا أدري؟! والله مانكتة!

نرجعو لامتحانات البكالوريا والأسئلة العجيبة للي فيها. كنت تانتمنى لو كنت أنا التلميذ للي غا يجاوب. كلشي تايدور، بطريقة أو بأخرى، على مقاصد الشريعة وشعاراتها الرنانة. باغيين يفهمونا أن المقاصد (حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل وحفظ المال) هي للي غا تضمن لينا الحريات والحقوق والتعايش. ما كاينش شي ذر للرماد فالأعين، بل ضحك على الذقون أكثر من هذا. كيفاش غا نعتقو المرتد من القتل بهاد المقاصد؟ حفظ النفس؟ لا! حيت خاصو يتقتل بنص الأحاديث الصحيحة. بالعكس المقاصد تاتثبت لينا أنه خاصو يتقتل لأن القتل ديالو داخل فحفظ الدين. كذلك رجم الزاني المحصن.

تا المقاصد الأخرى فيها الألغام من كل جانب. كيفاش غا تدير حفظ النسل ونتا عندك “الولد للفراش”؟ كيفاش غا تدير حفظ المال ونتا عندك “ليس على خائن ولا منتهب ولا مختلس قطع”؟

كل ما تعمقتي فالتفاصيل كل ما لقيتي لخواض والتدليس، الهدف هو تزيين أمور قبيحة (لعكر على الخنونة) وإيهام نفسك أنك ربحتي معركة وهمية ضد بعبع الإلحاد.