الرئيسية > آراء > جزاك الله خيرا يا أحمد الريسوني! بدل الكورس. والأوركسترا. وترنيمة آفي ماريا. فقد كان أنسب أن تكون هناك حلبة ملاكمة بين الديانات التوحيدية الثلاث
02/04/2019 15:30 آراء

جزاك الله خيرا يا أحمد الريسوني! بدل الكورس. والأوركسترا. وترنيمة آفي ماريا. فقد كان أنسب أن تكون هناك حلبة ملاكمة بين الديانات التوحيدية الثلاث

جزاك الله خيرا يا أحمد الريسوني! بدل الكورس. والأوركسترا. وترنيمة آفي ماريا. فقد كان أنسب أن تكون هناك حلبة ملاكمة بين الديانات التوحيدية الثلاث

حميد زيد – كود//

جزاك الله خيرا يا أحمد الريسوني.
وبارك الله في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
فكل الأمة تحييكم. وتقدر ذودكم عن الإسلام. وغيرتكم على الدين. وشعائره.

ورغم أن لا أحد قال إن تلك الوصلة الفنية كانت أذانا.
ولا صلاة.
ورغم أن المكان ليس مسجدا.
ورغم أن اسم الله موجود في تراثنا الموسيقي المغربي. وفي غنائنا. وفي أعراسنا. وفي أفراحنا.
فأنتم مصدومون. ومتفاجئون.

وأنا أتفق معكم.
وأتفهم سبب غضبكم. ودوافع ذلك البيان المتجهم الذي أصدرتموه.

وقد كان من الأفضل. وبدل تلك الوصلة الفنية الرائعة. أن يخوض هؤلاء الثلاثة التي أدوها مبارزة بالسيوف.
ربما كان هذا سيعجبكم. وينال ثناءكم.

وبدل الكورس. والأوركسترا. وترنيمة آفي ماريا. فقد كان أنسب أن تكون هناك حلبة ملاكمة بين الديانات التوحيدية الثلاث.

وأن ينتصر الإسلام في النهاية بالضربة القاضية. وأن يسقط خصومه صرعى.

وبدل الكمان. والكونترباص. والنايات. فقد كان أليق أن تنصب المنجنيقات في قاعة معهد تكوين الأئمة. وأن تشتعل نار. ويثار نقع.

وأن تقذف الأديان بعضها بالحجارة. وتتفجر على بعضها. وتحقد.

وبدل الوصل.
وبدل الحب. والتعايش. والسلام بين البشر. وبين أبناء الله.
فإنكم لا تروجون إلا للفصل. وإلى الحدود. وإلى العداء. وإلى الضغينة.
فجزاكم الله خيرا.

وأنت بالخصوص يا عالمنا المقاصدي.
الذي لا يكف اتحاد علمائك عن مدح تركيا. وانتخاباتها. وقمعها. وسلطانها. وحين يتعلق الأمر ببلدك. وبنموذجه. تنشر البيانات ضده. منتصرا لدول أخرى.

ولا أنسى رابطة العلماء المسلمين ذات الهوى السلفي الخليجي. التي أبانت هي الأخرى عن يقظة كبيرة. وعن غيرة على الدين. ونددت بذلك الحفل الموسيقي.

لكننا في المغرب.
وهذا هو إسلامنا في هذه الأرض.
إسلام متسامح. وينتصر للحب. وللجمال.

قبل أن تأتوا من المشرق. وقبل أن تظهر أموال النفط. لتنشروا تزمتكم. وأحقادكم.
وتفسدوا حياة المغاربة. وأفراحهم. وتفسدوا دينهم.
داعين إلى إسلام عدائي وحاقدا. وكاره للآخر.

وكلما ظهر لكم جمال تهاجمونه.
وكلما ظهرت فرحة تنغصونها.
وكلما ظهر وصل ولقاء تزمجرون. ويخرج شرر من عيونكم. لتفرقوا الشمل.

ولتضعوا الحواجز.
محولين الحياة إلى جنازة دائمة. وإلى مناحة أبدية.

وقد كان غناء في المغرب. وكان فرح. قبل أن تأتوا.

وكانت الموسيقى.

وكان وجه رجل الدين المغربي بشوشا. وكان هندامه أنيقا. قبل أن تأتوا بإسلامكم البدوي المكشر.
فجزاكم الله خيرا.
وبارك في اتحاد علمائكم.

وما يجعلنا نشك فيكم. وفي دينكم. أننا لم نسمع منكم يوما إدانة لإرهاب.

وتسكتون عن القتل.
وتستكتون عن الدم.
وتستكتون عن الموت. وعن الكراهية. وعن الجهل. وعن الإساءة الحقيقية للدين.

وتحرضون الناس. وترسلونهم إلى سوريا.
وتعبدون أسيادكم.
وتعبدون المال الخليجي.
وتخدمون المصالح السياسية لدول أخرى موهمين الناس أنكم تخدمون الدين.

وأتفهمكم.
أتفهم الإخوان المسلمين.
وأتفهم السلفيين.

فقد كان أفضل من تلك الوصلة الفنية. وأفضل من رسالتها. أن توقع الأديان التوحيدية الثلاثة على عملية إرهابية مشتركة.

وكان هذا سيعجب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وكان سينال إعجاب رابطة العلماء المسلمين.
وكان الدم والموت سيطمئنهم.

لأن وجودهم مؤسس على الحرب. وعلى العداء. وعلى الكراهية. وعلى نفي الآخر.
وعدم الاعتراف به.

ولذلك يزعجهم الغناء الراقي.
وتزعجهم الموسيقى. ويزعجهم الحب. ويزعجهم الجمال. ويزعجهم المغرب أساسا.
ويزعجهم أن يزورنا البابا.
وتزعجهم الرسالة. ورمزيتها. ويزعجهم الاختيار.

ولو حدث ما حدث في قطر.
ولو حدث في تركيا.
لباركوه. وللاذوا إلى الصمت. وتقوقعوا. ولصلوا صلاة أردوغان. ولرقصوا رقصة الدراويش المولوية. ولغنوا مع جلال الدين الرومي. ورددوا شعره.
ولما نطقوا بكلمة.
فالهوى غلاب

وقد  يعشق القلب بلادا أخرى.
ويكره بلده.
ويكره حضارتها. وتفتحها. ويهيم تائها في الصحارى. غارقا في النفط والغاز. وفي التبعية.
وحين يخيب أمله.
وحين يستعصي عليه المغرب.

ويرفض أن يصبح إخوانيا. ويرفض التخلي عن هويته.
فلا حل
إلا اختزال زيارة البابا كلها
في ترنيمة
وفي كلمات طالما رددها المغاربة في غنائهم.

وفي لحظة فنية آسرة أدهشت كل من شاهدها واستمع إليها.
وكانت صلاة
وكانت حبا
وكانت عودة إلى الأصل
حيث الله واحد
وحيث الإنسانية واحدة.

موضوعات أخرى

28/04/2024 08:00

صحيفة “وول ستريت جورنال”: شكون ورا الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل فالجامعات المريكانية؟

28/04/2024 06:00

بينهم 5 مريكانيين.. البوليس الإسرائيلي اعتاقل 7 د ليهود حاولو يدخلو مساعدات لغزة

28/04/2024 03:00

الشينوا غادي تعطي 1400 دولار للتاس اللي غايبدلو طونوبيلاتهم القديمة بأخرى جديدة