الممثل المغربي محمد الشوبي ///
هناك ملاحظة عامة عن المهرجانات السينمائية بالمغرب ، أظن أن كثرتها شيء صحي من ناحية ومسيء للجو العام من جهة ، أشرح ، هناك مهرجانات سميت كذلك وهي لا تعدوا على أن تكون مجرد ملتقيات جميلة حميمية تتطلب لوجيستيكا بسيطا ، وإمكانيات متواضعة ومفروض فيها أن تقرب السينما لساكنة تلك المناطق التي تقام بها ، وتنشر الثقافة السينمائية في محيطها ، ولا تتجشم عناء توزيع الجوائز على الأفلام مثلا والتي غالبا ما تكون رمزية فقط أو هزيلة ، كما لا تتحمل عناء تكريم وجوه وطنية وتكتفي بالفنان المحلي الذي هو في حاجة لهذا الإعتراف ، فنحن غالبا ما نسمع في الأخير عن اللجن المنظمة كونها تشتكي من تخلي الجهات الداعمة عن ما وعدت به تجاه هذا ” المهرجان ” الملتقى في كنهه .
وهناك مهرجانات كبرى عليها أن تبقى كذلك وتمنح الجوائز للأفلام والتكريمات للوجوه الوطنية والدولية ، وتكون بذلك قاطرة للصناعة السينمائية لأن لها من الإمكانيات واللوجيستيك والموارد البشرية ما يؤهلها لتكون مشرفة للمغرب في المحافل السينمائية الدولية ، أما الملتقيات فعليها أن تبقى محافظة على الثقافة السينمائية المنعدمة في مجموعة من المدن والقرى والمداشر ، ليكون هناك تكامل بين الفعلين السينمائيين ولا ينقص أحد من أهمية الآخر .
فكم بدأت أتقزز من عملية تحويل ملتقى جميل وحميمي إلى مهرجان بقيمة لوجيستيكية وبشرية ضعيفة لا تفي في بعض الأحيان حتى بالقيام بواجب الضيوف ونقلهم وغير ذلك من ظروف الإقامة والقيام بالأنشطة ، كم هو مضحك أن يحرز فيلم أجنبي أو وطني جائزة في مهرجان ضعيف بدون قيمة مادية ، هل سيكتبها هذا المخرج المنتج في مساره الفني عدا إذا كان هو أيضا ضعيفا وصغيرا وفي حاجة لمن يمنحه جائزة بدون قيمة ، الرجاء من استراتيجية دعم مثل هذه ” المهرجانات ” أن تقف عند هذه المعطيات وأن لا تجعل من المغرب أضحوكة بهذه الجوائز الفارغة من المحتوى
