زوصمان  – كود///

قبل تلاتة سنوات فقط، كنا نهتف باسم وليد الركراكي كما يُهتف باسم الأنبياء في لحظات الخلاص. جعلنا منه أسطورة حيّة، لا لأنه ابتكر كرة جديدة أو لأنه قاد ثورة فكرية رياضية، بل فقط لأنه أوصل المنتخب إلى نصف نهائي كأس العالم. لحظة عاطفية عابرة، نفخ فيها الإعلام حتى صارت أكبر من حجمها الطبيعي، وجعلت الجماهير تُؤمن أن زمن المجد قد حلّ، وأن وليد هو “المخلّص” الذي طال انتظاره.

لكن سرعان ما اصطدم هذا الحلم بالحقيقة الصادمة: فشل المنتخب فشلاً ذريعاً في كأس إفريقيا الأخيرة، وخرج خائباً من الباب الضيق، وكأن شيئاً لم يكن. حينها بدأ القناع يسقط شيئاً فشيئاً، وتبين أن وراء “السامري” لا يوجد إلّا عجل من وهم، صنعناه جميعاً ونحن نغرق في الحماس ونُطبّل لوهم الاستمرارية.

وليد الرݣراݣي لم يفشل فقط تكتيكياً، بل سقط أخلاقياً حين تحوّلت تصريحاته إلى مادة للسخرية. من خرجاته الإعلامية المتناقضة، إلى دفاعه المستميت عن اختياراته الفاقدة للمنطق، بدا وكأنه يحتمي بجدار الغطرسة بدل النقد الذاتي. عوض أن يعترف بالأخطاء ويعيد ترتيب الأوراق، انشغل بإلقاء اللوم على الصحافة و الجمهور .

وها نحن اليوم نُقبل على نسخة جديدة من كأس إفريقيا، تُقام هذه المرة في بلدنا. عوض أن نُعد العدة بهدوء وواقعية وبمدرب جديد فلكل معركة بطلها، نجد أنفسنا من جديد نعيش نفس الهوس الجماهيري، نُهلّل ونُطبل ونرسم سيناريو التتويج قبل حتى أن تبدأ المعركة. نفس السيناريو يعيد نفسه، ومعه نفس الوهم، ونفس السامري الذي يلوّح لنا بالعجل الذهبي، ويقول: “هذا منتخبكم فاعبدوه”.
لكن، إلى متى سنعبد وهماً؟

إلى متى سنربط مستقبل الكرة المغربية بمدرب عقيم التكيتك واش الخطة باش كتلعب مع فرنسا هي باش كتلعب مع البينين?
إلى متى سنعقد املنا على بركة ركراكة والنية وقانون جدب الكرة واصطياد ضربات الجزاء?
إذن، ماشي وليد بوحدو هو المشكل… المشكل فينا كاملين:
فالإعلام لي بايع، فالجامعة لي ناعسة، فالجمهور لي عاطفي، وفي منتخب بلا روح… وبمدرب، ماشي نبي، غير سامري، صدق خدام على تمثال من وهم.