هشام اعناجي ـ كود //
من غرائب المشهد السياسي المغربي، حزب يساري عريق كيتحول لخادم “الاسلام السياسي” ويتخبا مور المحافظين من أجل كسب بعض المقاعد البرلمانية.
هنا الكلام للي مقصود به هو حزب التقدم والاشتراكية، للي فقد هويتو مع الزعيم الخالد نبيل بنعبد الله، للي جلس على رأس الحزب كثر من 20 سنة، غير هادي تعطيك فكرة على الحزب التقدمي والحداثي كيف كيشوفوه رفاق نبيل.
حتى الأصوات التقدمية وللي وفية لمبائدها ولا تزيح عن مواقفها التقدمية، بحال سعيد السعدي وزير التنمية الاجتماعية والتضامن في حكومة التناوب، لي وقف ضد تغول الاسلاميين ف اصلاحات مدونة الأسرة هادشي كثر من 20 سنين. ونفس الشيء بالنسبة لنزهة الصقلي، المرأة الحديدية واللي واضحا ومشروعها واضح ومكتخباش ومعندهاش علاش تخبا. وفية لأفكارها، كتواجه الفكر الاخواني، وكتصرح بدون “أجندة انتخابية”.
الصقلي غير مؤخرا قالت بلي نزهة الصقلي: العلاقات الرضائية خارج إطار الزواج لا تضر المجتمع، والقانون الجنائي المغربي غير مبني على قيم الإسلام. ودعات لتغيير حداثي للمدونة وللقانون الجنائي.
فهادشي بنعبد الله مخبي، سكوتي، حتى انه ف الحملة الانتخابية ديال 2021 فاش سولاتو كود على الحريات الفردية واصلاحات القانون الجنائي، مبغاش يهضر لأنه “المجتمع محافظ” ومخصش يخسر الرأي والصوت ديالو. والحقيقة تحفظ بنعبد الله أو “تقليدانياته” منفعاتوش، بحيث انه خسر الانتخابات البرلمانية فدائرة المحيط كيف خسرها سعد الدين العثماني.
فقضية مدونة الأسرة، دارو الاسلاميين حرب بئيسة ضد اي توجه حداثي تقدمي لإصلاح المدونة وتغييرها نحو الافضل. وطبعا كانوا المبادرات القوية والتصريحات جايا من وزير العدل عبد اللطيف وهبي، لي تعرض لأسوأ حملات ف السوشل ميديا بسبب تصريحاتو ومواقفه وبسباب خيار الحداثة لي كيدافع عليه. وطبعا ملقاش المساند من القوى التقدمية سوى من الاتحاديين وعلى رأسهم ادريس لشكر.
فهادشي المدونة والقانون الجنائي كاينا خلاصة واحدة : حداثة وهبي ولشكر مقابل تقليدانية الحاج نبيل بنعبد الله لي عماتو “اديولوجية” التحالف مع بنكيران في أفق العودة إلى السلطة التنفيذية، لي كيبقا حلم بعيد بالنظر إلى أن “الخلطة” السحرية ديال زواج اليسار مع الاسلاميين لي سياقها سالا مع 20 فبراير وتبعاتها بعد تشكيل حكومة الاسلاميين الأولى مع بنكيران. اما دبا السياق مختلف. حتى مشروع القانون الجنائي مؤخرا صرح وزير العدل بلي يلا مكانش مشروع قانون جنائي كيحمل رؤية الوزير وتصوره بلا ما يخرج، مشيرا بلي كاين تيار محافظ قوي كيضغط داخل الادارة. فهادشي وهبي ملقاش مساندة من الرفيق نبيل.
بنعبد الله، أو “ميسي” التصريحات والمقابلات الاعلامية، بحيث مخصش يبان حتى قيادي اخر قدامو، شوفو غير فاش خرج رشيد حموني رئيس الفريق بمجلس النواب، ويهضر وبان بلي تصريحاتو قوية، وكيعارض الحكومة ك سياسات “ماشي كأشخاص”، ومدخلش لداك البوليميك ديال تصفية حسابات مع شخص رئيس الحكومة. فاش خرج حمومي ناض نبيل حتى هو داير حملة ف الاعلامة وكيخرج بتصريحات. اذ لا يعقل مثلا يخرج حموني ف حوار وعطا فيه مواقف وتقييم للسياسات العمومية، ويجي موراه بساعات نبيل بنعبد الله ف حوار اخر منافس له.
دبا الرفاق حائرون ف شخصية الحاج نبيل بنعبد الله، ما هو يميني ما هو يساري ما هو اسلامي، حتى ف القضية الفلسطينية السيد مخبي مور الاسلاميين، معندوش موقف واضح مثلا من استهداف المستشار الملكي اندري ازولاي بشعارات “كلها معاداة للسامية” وشعارات كلها ضد الدستور، من طرف مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين لي فيها البي جي دي والبي بي اس ديما مشارك معهم فالمسيرات.
من غير قضية فلسطين، اللي خدا فيها البي بي اس مواقف بحال ديال الاسلاميين، فكذلك ف قضية المرأة، مثلا كنشوفو غياب تام للصوت النسائي داخل التقدم والاشتراكية، حتى محاولات شرفات افيلال الوزيرة السابقة والقيادية ف المكتب السياسي، باش تحرك ملف النساء والمساواة ، فظلت شبه غائبة ف نقاش المدونة. عكس مثلا النساء الاتحاديات لي دارو ندوات فالمغرب كامل ومحركين.
تخيلو بلي حتى الانشطة لي كادير شرفات افيلال، ومنها ندوة وطنية ف أكادير، فرض عليها نبيل بنعبد الله يدير كلمة فيها، وتحولت الندوة من منصة فكرية وحقوقية إلى ندوة الأمين العامة لتصريف مواقفه السياسية.
أما الخصم الأكبر للحاج نبيل، فهم الشباب، الغائب الاكبر ف التقدم والاشتراكية. غبرهم . فبالمقارنة غير مع البي جي دي لي حليفو الاستراتيجي ف مواجهة الأحرار (الاحرار فقط وماشي باقي مكونات الحكومة) ف شبيبة البي بي اس شبه نائمة وبدون مبادرات.
اخير ابداعات الحاج نبيل، هي كيفاش نستعملو الذكاء الاصطناعي فالمشهد السياسي.. ونسا بلي هاد الذكاء الاصطناعي مجرد “داتا” تعيد القديم وتركب المعطيات المتوفرة اصلا.