محمود الركيبي -كود- العيون //

علنات جبهة البوليساريو عن سلسلة من التعيينات الجديدة في عدد من مناصبها القيادية، شملت وزارة الخارجية وبعض الوزارات والتمثيليات الدبلوماسية، في محاولة على ما يبدو لإعادة ترتيب صفوفها وسط تراجع كبير في دعم أطروحتها.

وفهاد  الإطار أعلنت البوليساريو عن تعيين محمد يسلم بيسط وزيرا جديدا لخارجيتها، والذي يعد من القيادات الشابة المعروفة في صفوف الجبهة، وقد شغل سابقا عدة مناصب في سلكها الدبلوماسي، كما يُعرف بعلاقاته القوية مع بعض الجهات الأجنبية الداعمة للجبهة خاصة جنوب إفريقيا التي عمل سفيرا بها، والتي تعد أحد أبرز داعمي أطروحة البوليساريو في القارة الإفريقية.

بيسط جا فبلاصة محمد سيداتي الذي تم تحويله إلى منصب ممثل للبوليساريو بالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، والذي يعتبر من الوجوه القديمة في الجبهة، وقد تولى حقيبة الخارجية منذ فبراير 2023 دون أن يحقق اختراقا دبلوماسيا يذكر.

وشملات التعيينات أيضا منصب السفير بالجزائر، حيث تم تعيين خطري أدوه في هذا المنصب خلفا لعبد القادر الطالب عمر، في تغيير يعكس رغبة البوليساريو في ضخ دماء جديدة في العلاقة مع حليفها وداعمها الرئيسي، وتعزيز التنسيق مع النظام الجزائري في ظل تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، ويعرف خطري أدوه بولائه الشديد للخط الرسمي للجبهة، وينظر إليه كأحد رموز القيادة القديمة، وسبق أن تولى بشكل مؤقت قيادة البوليساريو بعد زعيمها الراحل محمد عبد العزيز سنة 2016.

هاد التعديلات في وقت تعاني فيه البوليساريو من تراجع كبير في الدعم الدولي وتقلص نفوذها داخل القارة الإفريقية، خاصة بعد توالي سحب الاعترافات بها، وسط انحسار دبلوماسي متزايد لأطروحتها، وازدياد التذمر الشعبي من سوء الأوضاع المعيشية، وغياب الأفق السياسي، واستمرار قيادة البوليساريو في نهج الجمود والتشبث بخطاب تقليدي بات متجازوا في ظل تحولات اقليمية ودولية كبرى بات يعرفها النزاع الإقليمي حول الصحراء.