الوالي الزاز -كود- العيون///

[email protected]

تتناقل مجموعة من التقارير الإخبارية فالآونة الأخيرة ومنذ الزيارة الأخيرة ديال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، لجنوب أفريقيا، مسألة تمهيدو للإستقالة وأنه لم يعد قادرا على إستكمال مهمتو.

هاد التقارير تعود بالأساس لبروباگندا طلقاتها الجزائر مباشرة بعد الرفض المغربي لزيارة ستافان دي ميستورا لبريتوريا وعطاتها دفعة كبيرة على منصات التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية الجزائرية، وهادشي غادي يلاحظوه الناس اللي متابعة الملف ومواكبة مستجداتو، بمعنى أن صناعة خبار ديال إستقالة ستافان دي ميستورا جا فوقت باش يبان المغرب معرقل ليه خدمتو خاصة بعد الرد المغربي عليها، وهادشي طبعا ماجاش من فراغ.

فهاد الموضوع غادي نهدرو على بعض الأسباب المنطقية اللي تخلي المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا يبقى فمنصبو وما يقدمش إستقالتو على الأقل فالأشهر الجاية، واللي كتبان عقلانية وعندها معنى وبعيد على طُعم البروباگندا اللي صنعاتو الدزاير وآلتها الإعلامية.

وكسياق عام خاصنا نعرفو أن تعيين المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا فمنصبو بتاريخ 7 أكتوبر 2021، ومن بعد أشعر كثيرة ديال الفراغ اللي خلاه المبعوث الشخصي السابق، هورست كولر، اللي استقال من منصبو فوقت تمكن فيه من خلق دينامية محمودة فالنزاع.

مسألة تعيين دي ميستورا مبعوثا شخصيا لنزاع الصحرا تخللها معركة دبلوماسية كبيرة بين مختلف المتدخلين فالنزاع وأصحاب المصلحة ومن بينهم المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهادو كلهم سعاو لتعيين مقرب منهم ورفضو تعيين آخرين يعتبرونهم معادين لهم، وبالتالي فإن التعيين بوحدو كان معركة خدات بزاف ديال الوقت قبل ما يتم الموافقة عليه من طرف المعنيين بالأمر.

نرجعو لموضوعنا حول الأسباب اللي تخلي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا يبقى فمنصبو وما يستاقلش على الأقل فالامد المتوسط.

السبب الأول: الدعم الدولي اللي عندو لاسيما من مجلس الأمن الدولي

السبب الأول اللي يخلي المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا يبقى فمنصبه هو الدعم اللي عندو من طرف مجلس الأمن الدولي، وهاد الدعم بان فالجلسة المغلقة الأخيرة المخصصة لمناقشة نزاع الصحراء بتاريخ 16 أبريل.

فهاد الجلسة كل الأعضاء ديال مجلس الأمن سواء الدائمين أو غير الدائمين عبروا على دعمهم ليه فمهمتو وشجعوه على إستكمال مساعيه في سبيل إحياء العملية السياسية، وبالتالي فهذا بوحدو دافع يخليه يكمل في مهمته دون عوائق وبأريحية، وفحالة ما كانش دعم فالطبيعي هو يقدم إستقالتو حفظا لماء الوجه سواء كان هو أو غيرو.

السبب الثاني: ميريكان اللي اقتارحاتو وهي اللي معيناه فالمنصب

تعيين ستافان دي ميستورا مر ببزاف ديال المراحل، ولكن القاسم المشترك بين هاد المراحل هو أن الولايات المتحدة الأمريكية هي اللي إقتارحاتو فالمنصب وهي أيضا اللي لعبات دور كبير فتعيينو وإقناع المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو، وبالتالي فإن هاد التعيين بالبصمة الأمريكية هو صورة ليها ولإختياراتها ولطريقة تعاطيها مع النزاع، وما نساوش أنها “صاحبة القلم” بمعنى هي التي تصيغ قرارات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء رغم أنف روسيا وغيرها.

السبب اللي يخلي دي ميستورا يبقى فمنصبو مبعوث الشخصي هو الرهان الأمريكي عليه، خاصة وأنها أضافت جملة جديدة فحديثها عن النزاع اللي كتقول “وتعتقد الولايات المتحدة أنه ينبغي التوصل إلى حل سياسي عن طريق التفاوض دون مزيد من التأخير” هاد دون مزيد من التأخير كفيلة لتأكيد تمسك واشنطن بدي ميستورا وإلا كنا شفناه خارج النزاع من شحال هادي ومباشرة بعد بداية إدراجها لهاد الجملة فخطابها.

دي ميستورا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية يعد بمثابة المنقذ ليها فالنزاع ومعولة عليه على الأقل باش يتمكن من إطلاق العملية السياسية بأي شكل كانت، وغير مستعدة أنها تغيرو فهاد الظرفية بالضبط على ضوء التحديات اللي كيواجهها العالم وإنشغالاتها بالوضع فغزة والحرب الروسية الاوكرانية والتمدد الروسي فأفريقيا والتحديات الإرهابية فالقارة الأفريقية وعدم الإستقرار السياسي فيها، خاصة شمال غرب افريقيا اللي فيه الصحرا أيضا.

السبب الثالث: دي ميستورا كيشوف نقطة ضوء ساطعة فعتمة هاد النزاع

المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا مقتانع على حسب ما كيبان ومن خلال تحركاتو بأن مهمتو غادية بسلاسة عدا بعض المطبات اللي داخلة فصلب مهمتو ومطالب بتلافيها، بحيث كيتلاقى اللي بغا وزار الاقاليم الجنوبية للمملكة وزار الرباط وانواكشوط وتندوف ومدريد وواشنطن وتلاقى فنيويورك گاع الدبلوماسيين والقوى الدولية الفاعلة، وبالتالي فمادام أن عندو حرية التنقل اللي تضمن ليه التشاور مع أي دولة تقدر تقدم الإضافة -واخا تكون جنوب افريقيا- فخدمتو غادية مزيان.

بالإضافة لما سبق فالشي اللي يخلي قضية بقائو فمنصبو تزيد تعزز هو اللقاءات غير المباشرة اللي سبق ليه دار فمارس 2023 واللي تمكن من خلالها من ضمان قوافل الإمداد والتموين لعناصر بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” شرق الجدار الرملي، واخا كاينة أعمال استفزازية وواخا الوضع متوتر، وبالتالي فهاد النجاح بالنسبة ليه دافع على وجود نقطة ضوء ساطعة فعتمة هاد النزاع الممتد لخمسين سنة، وبالتالي تقريب وجهات النظر وبعث العملية السياسية من جديد كمرحلة أولى.

السبب الرابع: دي ميستورا غير مسؤول على الإستفزازات اللي كاينة شرق الجدار الرملي، ولكن معني بيها

من بين الأسباب اللي تخلي المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا ما يقدمش الإستقالة ديالو هو أنه غير مسؤول على الوضعية الميدانية الحالية ديال النزاع، أي الإستفزازات اللي كاينة شرق الجدار الرملي، فهاد الأعمال العدائية ما جاتش فوقت كان هو مبعوث شخصي لنزاع الصحراء، بل كانت قبل منو وبالتالي فالدافع اللي كان ممكن يخليه يقدم الإستقالة هو توقع أو تندلع هاد الأعمال خلال فترتو كمبعوث شخصي، علما بأنه تعين ف 7 أكتوبر 2021 وهاد التوتر وقع ف 13 نونبر 2020، بمعنى قبل منو وكجزء من مهمتو جا باش يطفيه، واخا هادشي ما قدرش عليه، ولكن ممكن يكون التعليل هو الحاجة للوقت وثانيا حتى إنحصارها ومحدوديتها عندهم فعدم التشويش على خدمتو بشكل كبير.

وبالنسبة لهاد السبب فالدافع اللي ممكن يخليه باقي فمنصبو هو الفراغ اللي ممكن يخليه فحالة الإستقالة وفهاد الوضع المتوتر بالضبط، خاصة وأن المنتظم الدولي وميريكان وروسيا والإتحاد الأوروبي غير قادرين على تحمل تكاليف هاد الفراغ اللي ممكن يدي المنطقة نحو المجهول.

السبب الخامس: الإستقالة كتجي بعد إرهاصات كتبان وقبل منها كاين الضغط على الأطراف

باش تكون الأمور أكثر وضوحا فمسألة إستقالة المبعوثين الشخصيين تسبقها مجموعة من الإرهاصات والإشارات اللي كتكون واضحة، وفغالب الأحيان كتجي هاد الإستقالة من بعد فشل يتقاسم مسؤوليتو الأطراف المعنية بالنزاع، بمعنى أن أغلب الإستقالات كتكون عندها علاقة مباشرة برفض الأطراف الإنخراط بجدية فجهود المبعوث الشخصي، أو ان هاد الأطراف عندهم ملاحظات أو مؤاخذات معقولة على المبعوثين الشخصي ستافان دي ميستورا.

هاد الإشارات أو الإرهاصات كتبان من خلال ضغط القوى الفاعلة، وخاصة للولايات المتحدة الأمريكية على الأطراف وعلى المبعوث الشخصي، باش تخليهم يرجعو لجادة الصواب ويفكرو فحل النزاع، وذلك من خلال إعتماد أسلوب التمديد لولاية بعثة الأمم المتحدة لمرحلة اولى لست شهور بدلا من عام وثلاثة أشهر بدلا من ست شهور، وهاذي كتكون أكبر إشارة لوجود استقالة فالافق.

هاد الإرهاصات ما كايناش حاليا وما بايناش فيما يخص المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، وبالتالي فالإستقالة بعيدة حاليا، وغير للتذكير للناس اللي ممكن تقول ان زيارة دي ميستورا لجنوب أفريقيا خطأ قاتل وغيرو، غادي نذكرو بتصريح ديال المتحدث الرسمي بإسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك تزامنا مع الزيارة فاش قال: “أن جزءا من ولايته يقتضي التحدث إلى من يعتقد أنه يجب أن يتحدث إليهم، أي الدول الأعضاء وغيرها من أجل دفع العملية إلى الأمام – وأنا لا أتحدث على وجه التحديد عن جنوب أفريقيا -“، بمعنى أن الزيارة ديالو عادية ومن حقو يتلاقى مع أي فاعل دولي يقدر يقدم إضافة.