الوالي الزاز – گود – العيون //
[email protected]

تتوجس جبهة البوليساريو من ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريس لمواطنه وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، لويس أمادو، خليفة للمبعوث الشخصي لنزاع الصحراء المستقيل هورست كولر.

ويعود توجس جبهة البوليساريو من ترشيح وزير الخارجية البرتغالي الاسبق، لويس أمادو، مبعوثا شخصيا لنزاع الصحراء، لعدة أسباب أولها يتعلق أساسا بعدم ثقتها في الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريس، وهو الشيء التي عبرت عنه غيرما مرة في أعقاب كل قرار لمجلس الأمن حول الملف، إذ تعتبره محابيا للمغرب في عدة محطات تراها حاسمة في الملف، خاصة تلك المتعلقة بتوترات منطقة الگرگرات سنتي 2016 و2020 التي شهدت تدخل المملكة المغربية لتحرير المعبر العام الماضي، حيث فشلت الجبهة في إنتزاع موقف أممي يدين المغرب، بل وتلقت ضربة قاسية عندما شدد أنطونيو گوتيريس على ضرورة عدم عرقلة الأنشطة التجارية والمدنية بالمعبر، وهو ما أثار حفيظتها.

ويرجع السبب الثاني لتوجس جبهة البوليساريو من ترشيح وزير الخارجية البرتغالي الأسبق، لويس أمادو، وإن كان إشتراكيا لعدم ثقتها أيضا في الإقتراحات الأوروبية، التي ترى فيها شبحا يخيم على مصالحها وأهدافها من النزاع وتهديدا لـوهم “الإستفتاء” الذي تروج له، حيث كانت تجربتها مع المبعوث الاوروبيين بمثابة مخاض عسير تجرعت خلاله علقم الواقع والحقيقة، خاصة فترة المبعوث الخاص بيتر فان والسوم، حيث تسعى دون أدنى شك لإلباس المبعوث الشخصي الجنسية الأمريكية حفاظا على مصالحها وبناء على تجربتها السابقة مع المبعوثين الأمريكيين من قبيل كريستوفر روس وجيمس بيكر، تزامنا وما تعتبره ظرفا حاسما في النزاع يتعلق بـ “حرب الصحراء الثانية” وجب إستغلاله.

سبب آخر يجعل البوليساريو ترفض ترشيح البرتغالي، لويس أمادو، يتعلق بفترته كوزير للخارجية البرتغالية مابين سنتي 2006 و2011 وتصوره آنذاك لنزاع الصحراء القاضي بضرورة إيجاد تسوية له وتشجيع كل المبادرات لحله نتيجة لإرتباطه بأمن وإستقرار المنطقة، وكذا إشادته بمبادرة الحكم الذاتي المغربية الذي وصفه بكونه حلا مواتيا يخدم الأمن والإستقرار في أعقاب لقاء جمعه بنظيره المغربي آنذاك، محمد بن عيسى، بالرباط في أبريل من سنة 2007.

رفض جبهة البوليساريو لترشيح لويس أمادو لمنصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، يحكمه السعي الدؤوب لجبهة البوليساريو لإدانة وتوريط الأمين العام للأمم المتحدة وتوجسها من قبول أي مبعوث خلال الفترة الحالية التي تراها غير مناسبة بناء على الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل صحرائه وعدم مراجعة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن لموقف إدارة دونالد ترامب الذي تعتبره دون تأثير وعلى النقيض من ذلك تعمل جاهدا رفقة اللوبي الجزائري لتغييره.