مصطفى الشاذلي:
ستظل 2017 راسخة في الذاكرة لأنها تشهد على عدد من الإنجازات الرياضية المغربية، بعضها تحقق بعمل جماعي كان له الفضل في عودة المملكة إلى منصات التتويج وبعضها الآخر جاء بمجهود فردي أهل أصحابه ليكونوا «سفراء فوق العادة» لبلدهم.
«كود» تعيد تركيب مشاهد «الأمجاد الرياضية» العشرة التي كانت بصناعة مغربية في 2017.
حلم المونديال
لم تكن احتجاجات جرادة والحسيمة وغيرها وحدها ما أنزل المغاربة للشارع في السنة التي نودعا، بل أيضا المنتخب. فبعد 20 سنة النكسات، أخرج الأسود الآلاف من منازلها للاحتفال فرحا بحجزه بطاقة التأهل إلى مونديال روسيا 2018.
وتحقق هذا الإنجاز بعد افتراس تركيبة المدرب الفرنسي هيرفي رونار فيلة ساحل العاج وتصدرها المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة.
مجد الوداد الإفريقي
«فرحة المونديال» كانت الإنجاز الرياضي الثاني الذي يخرج المغاربة للاحتفال. فقبل ذلك بأسبوع أزاح الوداد البيضاوي «غمامة الانتكاسات الكروية» بتحقيق مجد قاري، تمثل في الظفر عصبة الأبطال الإفريقية.
وأضافت القلعة الحمراء هذا اللقب، الذي يعد الثاني في تاريخها، إلى خزينتها بعد قهر نادي القرن الأهلي المصري، في مجموعة مباراتي الذهاب والإياب، بهدفين مقابل واحد.
مهندس «ثورة» الكرة
لكل خطة عمل ناجحة مهندس وقائد. ومن اجتمعت فيه هاتين الصفتين وكان وراء «هندسة» عودة الكرة المغربية إلى سكة التألق واستعادة مكانتها في القارة السمراء هو رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع.
ف «رجال المال» الذي لا يؤمن إلا بنتائج «أرقام العمليات الحسابية» قاد «ثورة» في التسيير الجامعي باعتماد فلسفة عمل جديدة وحديثة مكنت من تصفية التركة الثقيلة لسلفه، وأنجحت، في وقت وجيز، مشروعه لتطوير الكرة الوطنية، كما كان لها الفضل في انتزاع كرسي بالمكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي يسعى من خلاله إلى الدفاع عن مصالح الكرة المغربية.
بنعطية.. العودة للتألق
ما تحقق في 2017، واكبته إنجازت فردية لعدد من النجوم المغاربة. وفي مقدمة هؤلاء مهدي بنعطية. فصمام أمام المنتخب الوطني ويوفنتوس الإيطالي لديه ذكريات خاصة مع هذه السنة. إذ خلالها تجاوز «محنة» لعنة الإصابات التي أثرت عليه خارج الملعب وداخله، ليعود إلى التألق بتقديم مستويات رائعة جعلته حديث الصحافة الإيطالية.
والدافع الأكبر في هذه «العودة المتميزة» للأسد بنعطية كان تحقيق حلم اللعب في المونديال بقميص الأسود، وهو الاختيار الذي أكدت الأيام أنه كان صائبا.
رونار.. مبطل اللعنة
اللمسة الفرنسية كانت حاضرة في بزوغ فجر الكرة الوطنية. وهذه اللمسة كانت بأنامل الساحر هيرفي رونار، التي أبطلت وصفته «لعنة الإخفاقات» التي أفقدت المغاربة الثقة في عودة منتبخم إلى الزئير.
فمنذ قدومه للمغرب وتسليمه دفة قيادة الأسود، بدأت تلوح في الأفق مؤشرات على عودة المنتخب إلى «الزمن الذهبي». وأخذت هذه القناعة في الترسخ منذ «كان» الغابون، قبل أن تترجم على أرض الواقع في التصفيات المؤهلة لكأس العالم للأندية، التي خرج منها المنتخب حاملا لإحدى البطاقات الخمسة المؤهلة للعرس العالمي.
الربيعي.. دخلة مجهدة
شكلت 2017 محطة الانطلاقة للدخول بقوة عالم الاحتراف بالنسبة محمد ربيعي. فخلال هذه السنة خاض الملاكم المغربي أبرز نزالته، والتي كان آخرها ضد الهنغاري لازلو زيلفاي، الذي هزمه بالضربة القاضية، وهو الانتصار الرابع له على التوالي، منذ أن أعلن دخوله عالم الاحتراف، في رياضة الفن النبيل.
ولم يمهل بطل العالم المغربي، خصمه الهنغاري، سوى دقيقة واحدة، من عمر الجولة الاولى، ليسقطه أرضا بضربة قاضية، أعجزته عن الوقوف لإكمال المباراة.
عموتة.. صائد الألقاب
إنجاز شخصي آخر سجل في 2017 بصناعة مغربية خالصة. والحديث هنا عن الحسين عموتة، الذي ينطبق عليه وصف «صائد الألقاب».
ففي أقل من سنة نجح الإطار الوطني في قيادة الوداد إلى الصعود لمنصة التتويج في مناستبين. الأولى كانت عند إحراز لقب اللبطولة 19 في تاريخ الفريق، والثاني عند حسمه عصبة الأبطال الإفريقية لصالحه.
ما حققه عموتة في هذه الفترة القصيرة، لم يترك «الكاف» من خيار سوى جعل جائزة أحسن مدرب في إفريقيا خلال السنة المنصرمة من نصيبه، التي نافسه عليها مدربين كبار، في مقدتهم الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي صنع أفراح مصر بعد تأهيلها لكأس العام 2018 بروسيا.
حاريث.. اكتشاف البوندسليغا
لملاعب أوروبا ذكريات استثنائية مع عدد من النجوم المغاربة في 2017. ومن بينهم الموهبة أمين حاريث، الذي كان أبرز اكتشافات «البوندسليغا».
أمين، المزداد في 18 يونيو 1997، شكل إضافة كبيرة لشالك 04، الذي رفض جميع العروض المقدمة للاعب بعدما لاحظت كيف أنه أسهم في سوق الانتقالات في ارتفاع متواصل.
ورأى حاريث النور في بلدة “بانتواز” على بعد 25 كيلومترا ومن عاصمة « الأنوار” تعلم أبجديات كرة القدم، قبل أن يتدرج على مختلف الفئات السنية لفريق “إف سي نانت”، قلعة “الكاناري” وصولا إلى الدوري الألماني الممتاز.
حكيمي.. الملكي
حتى «الليغا» لها ذكرى مع المغاربة. وأشرف حكيمي أبرز من وقع إسمه من ذهب في سجل هذه البطولة الأكثر شعبية في العالم. فهذا الشاب المتحدر من والدين من أصول مغربية كان أول لاعب عربي يحمل قميص النادي الملكي. ولم يكتف نجم المنتخب بهذا الإنجاز، بل إنه لعب عدد من المباريات مع نجوم الريال وشاركهم هز شباك الخصم في إحدى المباريات، قبل أن ينتقل معهم إلى دبي لحمل لقب كأس العالم للأندية.
وعلى الرغم من عدم مشاركته في مباراة النهائي، ضد غريميو البرازيلي، وبقائه في دكة البدلاء، فإن حكيمي، كان قد شارك طيلة التسعين دقيقة، خلال مباراة النصف النهائي، أمام الجزيرة الإماراتي، وهي المباراة التي آلت للنادي الملكي بنتيجة 2-1.
وكان هذا اللقب العالمي هو الأول في تاريخ أشرف حكيمي، ابن التاسعة عشر ربيعا، والذي ازداد بمدينة مدريد الإسبانية.
أشبال من ذهب
دون في 2017 تتويج آخر الكرة المغربية. وهذا التتويج كان وراءه أشبال الأطلس، الذين فازوا بذهبية مسابقة الألعاب الفرنكوفونية، بعد تمكنهم من هزم البلد المنظم ساحل العاج في المباراة النهائية بضربات الجزاء.
وكانت هذه هي المرة الثانية التي يحرز فيها المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة ذهبية في هذه المسابقة بعد سنة 2001.