الباحث نبيل ملين – عن هاف بوست المغرب//
“لماذا لا يحتفل المغرب بالذكرى ال 61 لاستقلاله؟” هكذا عنونت هاف بوست المغرب ملفا صحفيا عن ذكرى 2 مارس التي تؤرخ للإعلان الفعلي عن استقلال المغرب.
حول هذا الموضوع، أجرت هاف بوست المغرب حوارا مع الباحث نبيل مولين، دكتور مادة التاريخ بجامعة (السوربون) والعلوم السياسية (معهد إيب باريس).
في 2 مارس 1956 وقع في باريس، الإعلان الفرنسي المغربي المشترك، الذي يصادف رسميا نهاية الحماية الفرنسية وبالتالي استقلال المغرب. وفي السابع من أبريل من العام نفسه، أنهت الحكومة الإسبانية حمايتها على شمال المغرب.
– هاف بوست المغرب: اليوم، 2 مارس، يصادف الذكرى ال 61 لاستقلال المغرب. ومع ذلك، يتم تجاهل هذا التاريخ، رسميا وشعبيا. لماذا؟
– نبيل ملين: الممارسات الرمزية هي قضية سياسية كبرى لأنها تعكس عموما حالة توازن القوى داخل المجتمع في لحظة معينة. كل فاعل سياسي يحاول السيطرة على هذه الممارسات أملا في التلاعب بجزء كبير من خيال المحكومين.
وهذا هو الحال في المغرب منذ العصور الوسطى العليا، مهما كانت السلالات المتعاقبة وتوجهاتها. في التاريخ المغربي المعاصر، قدم محمد الخامس (1927-1961)، في وقت مبكر من 1940، نفسه بأنه “أب الأمة” وزعيم بلا منازع لحركة التحرير الوطني.
هذا الموقف لم يحظى بالقبول من حزب الاستقلال، المكون الرئيسي للحركة الوطنية، سعى إلى القيام بنفس الدور. بعد الاستقلال، اندلع صراع شرس بين الطرفين من أجل الهيمنة على الأمة والسيطرة على الدولة.
يعبر النظام الملكي عن هيمنته من خلال التطوير التدريجي لـ “القصص الملحمية” المصممة خصيصا لتهميش بعض الممارسات الرمزية المرهقة، بما في ذلك الاحتفال بيوم الاستقلال في 2 مارس.
التاريخ الذي يتوافق مع الإعلان الفرنسي المغربي المشترك، ويرمز إلى الاستقلال، محطة التأسيس لأمة حديثة وذات سيادة. وفي الوقت نفسه، معارضة الملكية لفكرة السيادة الشعبية.
اكتمل عقد العزلة السياسية والرمزية للمكونات المختلفة للحركة الوطنية مع عهد الحسن الثاني (1961-1999)، الذي كان يعتقد راسخا بأنه القيم الحصري على السيادة.
وكل شيء يجب أن يدور في فلكه. لم يكن الحسن الثاني يفضل الاحتفال بعيد الاستقلال في 2 مارس، حتى لا يطغى ذلك على ذكرى تنصيبه على العرش يوم 3 مارس.
كانت جائزة العزاء الوحيدة لذكرى 2 مارس، هي إقامة عطلة وطنية في 11 يناير، في إشارة إلى وثيقة المطالبة بالاستقلال.