وشكلت مرحلة ما بعد 7 أكتوبر 2016، محطة مفصلية في تاريخ حزب اتهمه الكثيرون بـ”أنه تلقى دعما من السلطة” إبان الانتخابات، كما أن عدد من رجال الأعمال اشتكوا من “الضغوط” التي كان يتعرضون اليها في فترة الياس العماري.
بعد هزيمة العماري على يد بنكيران، غادر “عدو الاسلاميين” سفينة البام ليترك مكانه لصديقه حكيم بنشماش، الذي لم يعمر كثيرا بسبب “أخطائه” ودخوله في صراعات مع ما يسمى بـ”تيار المستقبل” الذي تم تشكيله قبل أشهر قليلة من محطة المؤتمر الوطني للرابع للحزب.
بالنسبة لقادة البام، فإن الحزب قطع مع مرحلة “الصدام” مع العدالة والتنمية، وفتح آفاقا جديدة للتحالف مع الاسلاميين، حيث برزت هذه القطيع في تشكيل التحالف مع البي جي دي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، بعد الاستقالة الغريبة لـ”الياس العماري”.
وفي هذا الصدد قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، إن “علاقاتنا في السابق مع باقي الأحزاب الوطنية اتسمت بالكثير من التوتر والتشنج، وليس لنا أي عقدة في تشخيص طبيعة تلك العلاقات، وإعادة قراءة وقائعها، واستقراء التجربة بسلبياتها وإيجابياتها، وأخذ الخلاصات منها، بل نملك كامل الشجاعة في الاعتراف بأخطائنا (إن كانت هناك أخطاء)، وهذا خلق اجتماعي وسياسي من شيم الأقوياء، وسلوك حضاري وفضيلة لا يلتقط فلسفتها إلا الكبار، أما الأقزام ذوو النفوس الصغيرة، فسيظل الحقد والضغينة من سماتها”.
وتابع بالقول :”وفي هذا السياق خاض الحزب حربا كلامية طاحنة مع بعض الأطراف السياسية، التي استغلت حراك 20 فبراير بشكل مفضوح لترمي حزبنا بمختلف التهم، وتجعل من تسخير الشعارات والحملات المسعورة على نسائه ورجالاته مطية وبديلا عن مطالب العدالة الاجتماعية والديمقراطية التي رفعها شباب الحراك بصدقية وعفوي” في اشارة إلى حزب العدالة والتنمية الذي طالب بتنحية رموز البام من المشهد الحزبي.
سمير كودار، أحد قادة “التغيير” داخل البام، يرى بأن “البام حزب حي وهو اليوم القوة السياسية الثانية في البرلمان وقوة اقتراحية وتدبيرية في المجالس الجهوية والجماعية والإقليمية”، مضيفا :”ومن زمن التأسيس والولادة حتى اليوم كان الكثير من الأصدقاء والخصوم لايتوقعون استمرار الحزب سوى لشهور قليلة، اليوم حزب الأصالة والمعاصرة حي وباق في المعادلة السياسية على أن تكون إنشاء الله الأيام القادمة للبام والباميين كلها أعياد”.