شرع اليد فدولة مزال خدامة بقانون ليوطي “الرجعي”.. اعتداء على “مفطر رمضان” مقطوع رجع النقاش للتخلف القانوني فبلادنا
حميد زيد – كود//
أزور شفشاون مرة أو مرتين في السنة.
وكلما عدت إليها أجدها مدينة أخرى. وليس هي الشاون التي أعرفها.
وفي كل مرة “تتصين” شفشاون أكثر.
وفي كل مرة يتزايد فيها عدد الصينيين. وعدد اللافتات الصينية.
وفي كل مرة تبرز لغتهم أكثر. وفي الجدران. وفي السوق. وفي الأحياء العتيقة.
وفي الشارع. وفي الفنادق. وفي السياح.
وفي كل مرة تتصين العادات.
وتصبح الوجوه صينية.
وبعد سنة أو سنتين أو عقد على الأكثر قد تصير ساحة وطاء الحمام صينية بالكامل.
وسيصير الهواء صينيا. والجبل صينيا. والذوق صينيا. والروائح صينية.
والأزرق السماوي. والماء. والجلابة. واللكنة. والصغار. والكبار.
وسيصير البيصر صينيا.
ولا أعرف هل من حسن حظ هذه المدينة أم من سوء حظها أن يكتشفها الصينيون.
وأن يستقروا فيها.
وأن يفتحوا فيها مطاعم صينية.
وفنادق تستقبل الصينيين الوافدين عليها.
ولأنها صغيرة. فإن وجود الصينيين فيها بارز. ولا يمكنك ألا تنتبه إليه.
وقد يبتلعونها.
ولأنها جميلة فقد يغيرون طابعها.
وقد يصبح جمالها صينيا. وروعتها صينية. وهدوؤها صينيا.
ولأنها ساحرة فقد يبطل الصينيون سحرها.
وقد جاء الإسبان قبلهم.
وجاء شبابهم بالخصوص. وكانت شفشاون وجهة لهم.
وكانت وجهة رخيصة يتحششون فيها ويحلمون.
وجاءت أقوام أخرى. وجاء الألمان. وجاء ويجيء اليابانيون.
وجئنا نحن المغاربة.
لكن الفرق يكمن في أن الصينيين يمكثون. ويستقرون. ويبنون حياتهم في شفشاون.
ويحتفلون اليوم في الشاون بأعيادهم.
وبسنتهم الجديدة.
وفي كل مرة أزور فيها الشاون. أجد محلا جديدا. وفندقا صينيا جديدا. ومطعما.
ولوحة جديدة معلقة وكتوبة بالحروف الصينية.
وقد تذوب كل الأجناس في المدن الكبيرة.
وهناك صينيون في الدار البيضاء. وفي بنجدية. وفي درب عمر. ولا أحد يتحدث عنهم.
ويساهمون في اقتصاد المدينة. ويشتغل معهم المغاربة.
لكن الشاون صغيرة.
ومرسومة بعناية. ورقيقة. ولن تعود مع الوقت قادرة على تحمل كل هذا الولع الصيني بها.
وكل هذا الحب الصيني.
وكل هذا التركيز على الاستقرار فيها.
وأي شيء يمكن أن يخدشها.
وقد تصبح الشاون في السنوات القادمة وجهة لمن يحب المطبخ الصيني.
ولمن يحب أن يعقد الصفقات.
ولمن يريد أن يسافر إلى الصين دون أن يبرح المغرب.
ولمن يريد أن يكتشف هذا الشعب العظيم.
وهذه الحضارة العريقة.
لكن من المحتمل جدا أن تختفي الشاون التي نعرفها.
ومن المحتمل أن يتغير اسمها.
ووارد أن تصبح شان شاون.
أو شاينا شاون.
وقد تفكر في الذهاب إليها فتجد مدينة أخرى غير تلك التي تعرف.
وتجد شفشاون صينية.
أو مغربية صينية.
لكنها ليست هي.
ليست هي الشاون التي كنا نعرفها.