حميد زيد – كود//

الكل شارك في هذا الفوز التاريخي على أولاد مغاربة صغار.

الكل ساهم في هذا التألق الجزائري غير المسبوق.

الكل لعب دورا في التتويج باللقب . ولا أستثني أحدا.

ولولا النظام الجزائري. ولولا الحكومة. ولولا الجيش الجزائري. ولولا رجال الأمن. ولولا لجنة التنظيم. ولولا الجمهور المشحون. والضحية.

لما تمت محاصرة الفتيان المغاربة. والإيقاع بهم. والانتقام منهم.

ولما وقع المنتخب المغربي في الكمين.

ولما تم الاعتداء على اللاعبين المغاربة ممن مفروض فيه أن يوفر لهم الحماية. وأن يحسن استقبالهم.

وقد كانت الدولة الجزائرية في المستوى وهي تسمح بالاعتداء على أولاد صغار لمجرد أنهم مغاربة.

كانت الدولة الجزائرية ما قبل الدولة.

كانت مفلسة.

كانت مسيئة إلى نفسها وإلى شعبها وهي تسمح بأن يحدث ما حدث في ملعبها.

وفي بطولة من تنظيمها.

كانت مهزومة ولا حل لها إلا التعويض بمحاصرة فريق مغربي من الأولاد الصغار. ونصب كمين لهم في الملعب. والاعتداء عليهم.

بينما كان النظام الجزائري يتفرج في هذا النصر.

والجنرالات كانوا منتشين.

والرئيس الجزائري في منتهى السعادة لأنه هزم أولادا صغارا.

وحاصرهم. وانتقم من المغرب. بالاعتداء عليهم. مستغلا تواجدهم في ملعبه.

محولا مجرد مقابلة في كرة القدم إلى حرب.

ومستغلا وجود هؤلاء الأولاد المغاربة بعيدا عن أهلهم.

ووطنهم.

ومن يحميهم.

كي يقوم بعزلهم في رقعة ملعب والانتقام منهم.

فلا قانون في الجزائر. ولا أخلاق رياضية.

وقد بلغ الإفلاس بالنظام الجزائر أنه استغل مسابقة عربية لا تعترف بها الفيفا.

كي يفوز.

وكي يوهم شعبه أن الجزائر قوية.

وحين نصب الكمين لأولاد صغار. فهو بذكائه الخارق. كان يعرف أن الفيفا لن تعاقبه.

وأن ما يجري هو بين العرب.

والعرب لا شيء. ولا يعاقبون أحدا.

وغالبا أنهم سيغضون الطرف. وسينتقلون إلى تنظيم كأس أخرى بين الأشقاء.

كما لو أن ما وقع لم يقع.

وكما لو أنه مقبول.

وهي مناسبة لتفعل الجزائر ما تشاء. وتنتصر. وتعوض نفسيا كل خساراتها. وتسمح لجمهورها هو الآخر بالنزول إلى الملعب.

كي يتفوق هو الآخر.

ويا له من نصر حققته الجزائر.

ولنتخيل الرئيس. والجنرالات. والحكومة. يحتفلون. بما تحقق أمس.

ولنتخيلهم سعداء بالبطولة. وبالكأس.

ويا لها من بطولة. يا له من مجد. ياله من تألق.

ويا له من عار.

ويا لها من فضيحة. لنظام غير قادر حتى على تنظيم مباراة في كرة القدم.

وعلى توفير الحماية للاعبين.

و يا له من فشل

ويا له من إفلاس أخلاقي وسياسي ورياضي.

يا له من بؤس.

يا له من نظام صار يشكل خطرا على الجزائريين قبل أي أحد آخر.وقد تأكد ذلك بالملموس يوم أمس في الملعب.

وحتى في العصور البدائية لم يكن ليحدث ما حدث في الجزائر ليلة أمس.

وحتى قبل ظهور الدول لم يكن يحدث هذا

وحتى في الحروب

وحتى في المعارك

وبين القبائل. وبين العشائر. لم يكن أحد يقبل بأن يعتدي على أولاد عزل. لمجرد أنهم متواجدون في أرضك. وفي ملعبك.

وحتى اللصوص لا يرتكبون ذلك.

وحتى قطاع الطرق لهم ضمير أخلاقي. ولهم قيم.

ولا يمكنهم أبدا الاعتداء على أولاد صغار.

والحال أن النظام الجزائري يشجع على ذلك

ويصفق له

وليس هذا فحسب

بل هو سعيد بالنصر الذي تحقق

وفرحان

ولن يتوقف عن الاحتفال

ولن يتوقف عن انسحابه من العالم

وعن خداع شعبه. ومحاولة تنويمه.

لكن

إلى متى.

ولن يتوقف عن شحن الجمهور الجزائري

وعن توهم القوة

بينما هو نظام غير قادر حتى على توفير الأمن في الملعب.

وغير قادر حتى على بناء ملعب معشوشب يشرف الجزائريين في شاشات العالم.

وبالمقابل هو بارع في التحريض

وفي نصب الكمائن للقاصرين

ومحاصرتهم

لمجرد أنهم مغاربة.