كود : يونس أفطيط///

مساكين نحن من يتلبسنا الجن، نقع أحيانا في مشاكل لا يكون لنا دخل بها حتى وإن كنا نحن من فعلناها، لكننا في نفس الوقت لم نفعل شيئا، وكل ما ترون أننا فعلناه بأيدينا وهو صالح فمنا وما هو سيء فمن جننا، ولا أحد يصدقني، وقد كنت وحيدا، وليس هناك ما أضرب لهم مثلا، ويصرخ أحمد نجيم في وجهي وأبكي حين تنتهي المكالمة ولا أستطيع أن أخبره أن الجنية التي تتلبسني هي ما تفعل بي ما تفعله، ويغضب مني أصدقائي أحيانا ولا أعرف السبب والاكيد أنها الجنية اللعينة فعلت لهم شيئا وأنا لا أدري.

وبعد أن قاسيت كثيرا لوحدي، وعانيت دون أن أجد شبيها لي، أرسلت لي السماء هبة هذا اليوم، وقد سمعت صوتا الامس يهمس لي ويقول لي ستسمع خبرا يسرك غدا، وبالفعل، أن جد مسرور الآن، ولن يغضب نجيم بعد الآن، ولن يسخر مني الاصدقاء، ولن تصرخ والدتي ولن تبكي حبيبتي، لأنني ببساطة وجدت ما أقنعهم به، وليصدقوا أن كل فضائح الدنيا التي أقدم عليها ليس لي دخل فيها، وأساق إليا سوقا.

وحتى تصدقوني سأحكي لكم ما يقع لي، وكيف أن الجنية تتحكم بي وتفعل ما تشتهيه نفسها وتورطني أنا في الفضائح، فقد أكون مع حبيبتي وتمر بجانبنا فتاة رائعة الجمال وأنظر إليها بشغف، وأنا مجبر على ذلك، ولست أنا من فعلها أقسم لكم، الجنية من أرادت ذلك، أو أنني لا أسمع رنة الهاتف ويكون أحمد نجيم هو المتصل، ويرن الهاتف لساعات طوال، وأنا نائم، ولست أنا السبب ولكن أحمد نجيم لا يقدر، وهو سريع في كل شيء، ولذلك، تضحك الجنية وليس هناك من ينصفني، لكن العالم يعلم أنني لست بكاذب، وقد قالها عالم إيطالي، وصدقها أحمد نجيم ونشرها، وصدقها قراء “كود”، ونيويورك تايمز، وكل جريدة كتبت، وكل عين قرأت، والجميع سيصدقني حين أقول لهم أنني ممسوس، وأن جنيتي عفريتة، لا تستحي، وتطلب مني أشياء مخجلة، وأن أخجل في قرارة نفسي لكني مجبر ومقيد ولا أستطيع غير تنفيذ أوامرها، وكل فتاة تقرأ كلامي ها أنا أحذرك، إن فعلت شيئا سامحيني، مثل مسلسل سامحيني، ولكل شخص قد أسيء له مستقبلا صدقوني أن مجبر على الاساءة لكم.

وأود أن أشكر عالم النباتات الايطالي الذي صنع حديقته في المغرب لأن جنية ضربته، وقد أثبت لكل العالم أنني لا أكذب، ومنهذا المنبر، أود أن أدافع على شخص آخر مظلوم، ومسكين مجبر أيضا، ولا أحد يصدقه هو الآخر، ورغم أنه يقسم بأنه لم يفعل شيئا فلا أحد يصدق الامر، وهو خجلان من قول الحقيقة، لكني منذ أن نظرت إلى عينيه عرفتها، ونظرة عينيه كشفت الكثير عنه، وعن الحزن الذي يكتنزه في صدره، المسكين عبو، وزير ممسوس، ضربته الجنية هو الآخر، وصار طوع بنانها، وطلعت الجنية اللعينة مسلمة وتريد أن تعتمر، وترفض أن تعتمر معه لوحدهما لأنها خلوة محرمة، وتريد عمرة عائلية إسلامية سنية، ولهذا أمرته بشد الرحال صوب جزيرة العرب، شرط أن لا تكون القافلة بدون اسرة لأن في الامر خلوة محرمة شرعا بين عبو وجنيته، ولم يستطع الوزير أن يرفض الطلب، وهذا حالنا جميعا، لكنه سيتورط المسكين، وسيكون أحمد نجيم وزبانيته يقتفون آثار عبو، ولا يكره نجيم إلا كل من تسكنهم الجن، ولست أفهم لماذا، رغم أنه لا يشغل معه إلا كل الحمقى والذي مسهم الجن، ويترك كل الصحفيين النزهاء النشطاء الشفافون ويلهث وراءنا نحن الحمقى.

مسكين عبو، مسكين وهو وزير يود ترؤس جهة ويعتصم أمام مقر الولاية، ومسكين وهو مواطن، ثم مسكين وهو وزير مرة أخرى، ولا مرة تركه الناس في حال سبيله، وأتضامن معه من أجل هذا، وكل هذا الظلم والحقد الدفين لدى الناس، ويرونه يعتمر فيحسدونه، ويتهمونه، وهذا عيب وأنتم الآن متأكدون أنه أصيب بمس شيطاني، فلا تحاسبوه لأن الجنية تأمره بتقديم إبنته كبيرة المستشارين، وأفضل أن يكون لدينا وزير أصيب بمس شيطاني على أن يكون لدينا وزير كاذب، وعبو ليس بكاذب، وأنا أخلي ذمته من هذا، فأنا وعبو والعالم الايطالي في سلة واحدة، ولا أحد يفهمنا، وقد نفعل أشياء قد لا تخطر لكم على بال لكن لا تستغربوا ولا تحاسبونا، وقد يحدث أن أعيث فسادا في الارض فلا تحاسبوني، ولا تحاسبوا عبو، بل حاسبوا الجن والشياطين لأنهم السبب في ذلك، وإن لم تصدقوني فإعرضونا على الراقي المغربي، وقد كنت سابقا ضد الرقاة، لكني الآن معهم، لأنهم يصدقوننا ويكذبنا الجميع، ويستهزئ بنا، فلا مكان لممسوس في وطنه، وللاسف لا مكان لشيطان الوزير في هذا الوطن.