عمر أوشن – كود//
غورباتشوف الذي قاد روسيا في أصعب اللحظات و صنع بيريسترويكا لإصلاحات كبرى لما أنهى مهامه الرآسية بحث عن طرف الخبز في مكان آخر غير جيوب دافعي الضرائب ..
من الأشياء التي “صور” فيها طرف الخبز..إشهار للبيزا ..
لم أكن أعرف ان غورباتشوف شارك في إشهار البيزا لولا حديثي مع إبنيياسين..
الشباب الصاعد مسيس أحسن منا نحن الديناصورات المنقرضة..عشناأساطير و أوهام كثيرة..
و منها الآن من لم يتخلص منها؟
منا كثيرون يحتاجون الى صدمات و صدمات ليتخلصوا من الماضي و أوهامه و أساطيره المؤسسة؟؟
العالم تغير مع سقوط جدار برلين و إنكشاف عورات أنظمة عاشت على شعارات فارغة كشفها الزمن في أمريكا اللاتينية والعالم العربي و إفريقيا..
ولا زلنا نرى من لا يحلل الأمور سوى من منظار إنها إمبريالية ؟؟..أمريكا عدوة الشعوب..إنها مؤامرة صهيونية و ما إلى ذلك من كلمات سهلة جاهزة لا تسمن و لا تغني من جوع فقراء العالم الذين جوعتهم أنظمة فاسدة باسم الشيوعية و الإشتراكية و الحركات الوطنية التي تحولت الى حركة البحث عن الهموز و صارت أعشاش للفساد..النماذج كثيرة جدا..
في الأنظمة التي تحترم نفسها حينما ينهي مسؤول سياسي مهامه و تنتهي ولايته يعيش فترة ستة أشهر أو سنة على حساب دافعي الضرائب ثم يبحث عن شغل أو يعود الى عمله..
فقط نحن في العالم المتخلف من يسعى لجعل المنصب السياسي مصدرا للرزق والثروة السريعة والتعويضات..؟؟
و في المقابل لك نصيبك من شعارات جوفاء و شعبوية تشبه أدعية الرقية الشرعية التي تسبق وضع اليد في جيوب الضحايا و مؤخراتهم..
في أمريكا عدوة الشعوب ينهي المرشح ولايته ويعود لشغله..
في إسرائيل نفس الشيء..أو قد يدخل السجن مثلما حصل..
و في الدول التي تحترم نفسها يعود الرئيس او رئيس الوزراء او نائب البرلمان إلى عمله الأصلي خبازا أو نجارا أو مزارعا أو محاميا او أستاذا في الجامعة أو طبيبا أو مسيرا لمطعم..
إلا هذا العالم البئيس الذي ننتمي إليه يرضى للشعب و النخب أن تعيش فقرها و هشاشتا و أمراضها و انتسحاقاتها بينما الوزير و الزعيم لا نقبل له أن يعود لمكانه..
التبرير الذي يبرره أمثال الوزير الأسبق و المحامي الثري محمد الخليفة هو أن الملك الراحل صادف و شاهد وزيرا يدفع سيارة توقفت به في شاعر جون كينيدي فأمر بأن تصلح السيارة وتصلح أحوال الوزير .
و هكذا إنتهت الحكاية بين سيارة معطوبة و أمة معطوبة..
و عاش تقاعد بنكيران . و عين الحسود فيها عود.