الرئيسية > آراء >  هذه ليست موسكو! وحيدا في كوخ خشبي معلق أنظر إلى قوم الكازاخ يصلون ويشوون اللحم
18/06/2018 11:25 آراء

 هذه ليست موسكو! وحيدا في كوخ خشبي معلق أنظر إلى قوم الكازاخ يصلون ويشوون اللحم

 هذه ليست موسكو! وحيدا في كوخ خشبي معلق أنظر إلى قوم الكازاخ يصلون ويشوون اللحم

حميد زيد من موسكو//

النجدة.
أنقذوني أيها المشجعون المغاربة.
مدوني بهاتف القنصل المغربي. تدخلي يا سفارتي.
هذا نداء عاجل مني إلى جميع من يعرفني. وإلى أهلي. وإلى أصحاب القلوب الرحيمة. وإلى وكالة غوث اللاجئين.
فقد سجلت هدفا في مرماي.
ورغم أني أملك بادج الفان أي دي. ورغم أني وصلت إلى موسكو. بعد أن نمت في القطار المنطلق من سان بترسبورغ في اتجاه العاصمة الروسية. في رحلة استمرت عشر ساعات. دون سجائر.
فإني الآن في إقليم روسي غير الذي كنت أقصده.
وبعيد.
بعيد جدا عن الساحة الحمراء. وعن جو المونديال.  وعن العاصمة.
وببنما أنتم تسهرون. وتشربون. وتتجولون في شوارع موسكو. وتتملون في الوجوه الجميلة. وتنتظرون ماتش البرتغال. أقضي أنا أيامي وحيدا. بعد أن خدعني صديقي الذي عولت عليه كي يحجز لنا في الفندق.
وقد أخبرني أننا سنكون في مكان جميل. بعيدا عن ضجيج العاصمة. وأن الثمن مناسب. والمواصلات متوفرة.
ولسذاجتي صدقته.
وبمجرد أن نزلنا من التاكسي الذي أخذنا من محطة قطار موسكو، وجدت نفسي في منطقة نائية تسمى سترويسكي. أو سترويسك.
ولا ريزو. ولا ويفي. ولا مطاعم. ولا بشر. ولا شقراوات.
أما الغرفة فهي عبارة عن كوخ من الخشب.  معلق في السماء. وتصعد إليه بسلم. ويشبه كوخ صديق توم سوير.
فماذا أحكي لكم أيها القراء. وماذا أصف. وأنا لم أر موسكو.
ولم أر الساحة الحمراء. ولم أتذكر الأيام الخوالي. ولم أقف أمام تمثال قائدي المفدى جوزيف ستالين.
وحتى الروس غير موجودين هنا.
ولا شيء إلا بحيرة. يجتمع على ضفافها شعب الكازاخ المسلم. وأنا معهم في كوخ خشبي معلق.
وقد كان قوم الكازاخ يشوون اللحم. ويصلون. ويصلون ويشوون اللحم. كما لو أني دخلت إلى عوالم رواية “الأشباح” للكاتب السوفياتي أندريه بلاتونوف.
ويوجد جمال طبيعة هنا. لكني لم أقطع كل هذه المسافة من أجل جمال الطبيعة. ولا من أجل البحث عن الهدوء.
ولا من أجل التأمل. ولا من أجل كتابة شعر رومانسي.
ولا من أجل اكتشاف الشعوب المسلمة في روسيا.
بل من أجل الصخب. والضجيج. والسهر. وحماس الكرة.
وأحاول أن أن أتأكد أنهم كازاخ.لكنه يعبدون الله بلغتهم الخاصة. ولا وسيلة للتواصل.
وأنظر إليهم أنا وأصحابي. كي يشفقوا لحالنا. ويمنحونا سيخ لحم حلال. لكنهم منهمكون. ولم يخطر ببالهم أبدا أن يكون بشر جائعون في ضواحي موسكو.
ولا أفهم سر تواجدهم في هذه المنطقة. وهل هذه البحيرة مقدسة بالنسبة إليهم. وهل مدفون فيها ولي كازاخي. أم أنها مجرد منتجع سياحي يقصدونه يوم الأحد.
لكن الشواء كان مستفزا.
ومن أجله كنت مستعدا أن أشهر إسلامي أمامهم. وأن أحضنهم.
وأن أصرخ الله. الله. مسلمون في روسيا. وفي حماية المبجل بوتين.
وكل هذا من أجل سفود واحد.
وفكرت أن أطلب من صديقي الذي يتكلم الإنجليزية أن يخيرهم بين أن يطعمونا أو سنضطر لأكل لحم الخنزير.
وأني سأكفر لو لم يستضيفونا.
لكن الكازاخ كانوا منشغلين بزوجاتهم المحجبات وبأطفالهم. ولا يفكرون في مسلم جائع بين ظهرانيهم.
وفي الأخير عثرنا على سوبر ماركت صغير. واشترينا منه لحما. نجهل ما إذا كان لخنزير أو لبقرة.
ثم أشعلنا نارا وشويناه بدورنا تحت الكوخ. تقليدا منا لأشقائنا الكازاخ.
كما تميزنا عليهم بشي ثلاث باذنجانات.
وبعد ساعات عدنا إلى بحيرة تروتسكي. فوجدنا قوم الكازاخ مازالوا منهمكين في حفل الشواء الذي ينتهي.
ونصفهم يشوي. ويلتهم اللحم. والنصف الآخر يصلي.
أما موسكو فهي بعيدة.
وقد نذهب إليها في الغد. لكن المشكل يكمن في كيفية العودة إلى هذا الكوخ.
وما يخجلني.
أن كل زملائي الصحفيين يتحدثون عن الساحة الحمراء.
وعن البنايات. وعن الحضارة الروسية. ويحكون عن زيارتهم.  وعن انبهارهم.
بينما أنا لم أر بعد شيئا.
وبدل أن أصل إلى موسكو. وجدتني معلقا في كوخ. وحولي الكازاخ.

موضوعات أخرى

20/04/2024 01:00

نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات

19/04/2024 22:30

مغربي غير حط رجليه فمطار روتردام بعد عطلة العيد.. لقى البوليس كيتسناوه باش يدوز حكم ديال 5 سنين ونص فالحبس

19/04/2024 21:59

الروينة وسط “علي مومن” بعدما طيحو الجدارمية بسطات ريزو كيبيع المخدرات فالحبس كيتزعمو موظف