عمر أوشن كود ///

زليخة ..الصحافية المصورة التي لا تملك سوى أن تحبها ثم تحبها.

قد تعاتبك وتخاصمك لكن تعود المياه الى مجراها بعد مدة قصيرة. زليخة لا تحقد و لو غضبت.. ثم تشتاق لها و تركب رقمها و تنتظر ضحكتها وبوحها وانفعالاتها وصراحتها.

موجها الهادر وسماءها الزرقاء الصافية..

تتويج منظمة أمنستي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان رفقة الطبيبة سهام بنشقرون والبرلمانية رشيدة الطاهري شهادة مستحقة في مسار حقوقي ومهني غني طويل..

و ننتظر منك صديقتي مزيدا من التألق يضاف الى كرم روحك.

التكريم شمل أيضا زينب فاسيكي رسامة ومهندسة ونول بنعيسى المعتقلة والناشطة الحقوقية الوجه النسائي في الحسيمة.

من عايش وخالط أجواء الصحافة في العاصمة لا بد أن يعرف ويلتقي مع هذه المرأة المناضلة..الحاضرة بدون إدعاء و لا هيلالة ..

زليخة أسبدون كانت المصورة المرافقة الحاضرة دوما في تحركات وأنشطة الوزير الاول عبد الرحمان كما كانت موجودة في أنشطة حزب الإتحاد الإشتراكي و هو ما جعلها اليوم تجمع مكتبة خاصة شاملة لتاريخ يفوق 25 سنة ..

خزانتها تجد فيها الحزب وإتحاد كتاب المغرب وألبوم فريد للكاتب محمد شكري منحت بعضا من صوره الى مؤسسة شكري في طنجة وأنشطة البرلمان والحكومة والمنظمات الحقوقية والحركات الاحتجاجية والحراك وزيارات للمغرب العميق وانتفاضات السكان والنساء السلاليات والفنانين التشكيليين وأنشطة المسرح والسينما وندوات الكليات و بورتريهات لمهمشين ومفارقات الحياة اليومية ولحظات الحزن والفرح على وجوه مغربية.

زليخة التي لم تختر مسلك المحاماة بعد أن تخرجت من كلية الحقوق صارت لاحقا محامية الأغلبية الصامتة بكاميراتها..الترافع بالصورة له وقعه المؤثر قبل الكلمة أحيانا..

و قد جربت كيف يمكن لقائد أو باشا رجل سلطة أن يهجم على صحافية وينزع منها الكاميرا بكل ما يملك من عنف وخوف وتسلط. كما عرفت وخبرت نفاق السياسيين وأصناف الأحرار و الأصيلين وأنواع المزورين والمهجنين والمدرحين والمتملقين ومن يعول عليهم و من لا يعول عليهم.

و كم سيكون مهما و مفيدا جدا لو جمعت هذه السيدة صورها و نشرت جزء منها في كتاب ذاكرة للسياسة والصحافة والشخصيات التي عشنا معها خلال العقود الأخيرة المعاصرة بمن قضوا نحبهم و رحلوا و بمن لا زالوا معنا في قطار الحياة ..

زليخة القوية المقاتلة يمكن في لحظة أن تتحول الى إمرأة هشة تسبقها دموعها في لحظات مؤثرة..تصور اللقطة وهي تخفي دموعها ..

ما قامت به زليخة في مجال الصورة الصحفية يشبه الى حد بعيد ما قامت به نساء السينما و المسرح في البدايات ..التمثيل كان محتكرا للرجال ثم تكسر الممنوع بأدوار نسائية فيها نساء قلن للمغاربة: ها نحن هنا..قادرات ومتألقات في المسرح والكتابة والفنون..و في الصحافة وحقوق الإنسان.