عمر أوشن – كود//

البلاك فريداي ليس جوطيات وأسواقا مشرعة والمول الزجاجي الفخم الخبيث البناء..

البلاك فريداي ليس مرجان..

و لا أسواق السلام ..كما أنه  ليس شوكولاطة بلجيكا  ولا بيرة كورونا ولا قهوة بستين درهما في عاصمة الانوار..

أغلى قهوة في العالم على وزن أغلى بيرة في العالم وهي المغربية مولات البصمة..

البلاك فريداي ليس تخفيضات و إزدحاما على  منتوج  أشعل أضواءه بوزالتسويق والترويج ..

بلاك فريداي ليس لونا ..

قطعا ليس الاسود كما تحكي القصة التاريخية عن الأيام المفتوحة لبيع السود في أمريكا أيام العبودية..

العبودية هي هي لازالت قائمة ..

فقط تغير يد المنجل الذي يقطع رؤوسنا ونحن فرحين ببلاك فريداي كأننا داخلون الى جنة..

البلاك  فريداي ونهاية ثاكس كيفينغ وغيرها من المناسبات تجارة وبيع وشراء في العاطفة والحرمان و المظاهر و ديبريسيون الجماعة  والوهم  قبل أي شيء آخر..

هناك من يحرص على جعل اللون الأسود عنصرية ما بعدها عنصرية على الرغم من أن المضطهدين و المسحوقين في العالم ليسوا كلهم سودا طبعا..

الصفر والزرق والقمحيون  والبيض والزعر والزعفرانيون وكل الأجناس ..

السود ظلواحاضرين  بسبب تاريخ  حملهم مثل بعير و دواب من بوابة بحر في اليسنغال الى حقول الزراعة في الولايات المتحدة..

بلاك فريداي ليس بلاك..

لو كان الأسود هو المشكلة ما كان الويسكي القاسح الممتاز يسمي نفسه بلاك لابل..

و “الجوني والكر” أو”يوحنا المشاء ” كما سماه زعيمنا فريموس عمر حسن العلوي  فيه البلاك الأسود و فيه ريد لابل و الأزرق و ألوان  أخرى لمن اراد أن يتفقه أكثر في علوم المشروبات الروحية..

البلاك  فريداي ليس أسود أيها المستهلك الكريم..

إنك رقم في الطاحونة التجارية فقط..إستهلك كي تعيش..

إشتر أخي ..أشتري أختي ..أستهلك كي تكون موجودا ..

البلاك فريداي من بقايا تاريخ بيع السود ..لكن العبيد اليوم هم نحن جميعا..

كل من باعت له شركات الرأسمالية بضاعة وهمية وجعلته مدمنا عليها ..مدينا بالديون الى آخر حياته..

البوبينة هي أكبر بلاك فريداي..

يدخلها الإنسان ليبقى حمار طاحونة يدور ويدور ثم يدور إلى أن يوضع في حفرته..

وتستمر الحياة..الأرض للأحياء..

بلاك فريداي ليس الأسود..

جاموعة مباركة هي أيضا جزء من البضاعة ..هي بلاك فريداي أخرى..

كل جمعة يبيعون لنا وهما بأن الجمعة تختلف عن باقي ايام الله..

والبيع في الجمعة رواج  في أبواب المساجد  كما في مساء الحانات وبائعات الهوى..

من مكة عادت زوجتي مرة تحمل هدايا للأقرباء والأسرة كانت سعيدة بالعمرة..

قلت لها إنني لا أثق في تلك المنطقة من الأرض ..

لم يخب ظني ..كانت صدمة لها حين فتحت مشتريات ووجدتها فارغة : قناني عطور فارغة..ساعة مدرحة مخدومة لا تشتغل ..إلخ ..هذا هو البلاك فريداي المفتوح طيلة السنة: الحج والعمرة..

بلاك فريداي هي بضائع تركيا التي غزت المغرب..

بلاك فريداي هي منتجات الصين التي ترفض في أسواق العالم و تنزل لنا بجوارب خمسة دراهم تسبب سرطان الجلد..

بلاك فريداي ليس ذكرى بيع السود  في ريباخا و بروموسيون..

بلاك فريداي أزرق وأصفر ورمادي وأبيض وأخضر ومتعدد الألوان..

في السينما هناك بلاك فريداي وفي التلفزيون والكرة والفن والسياسة  صارت كلها بلاك فريداي..

الديون التي تشنق البشر إلى آخر نفس هي أكبر بلاك فريداي..

كلنا عبيد والحمد لله..

عبيد والسناطح.

عبيد وسط الزحام.

فيلة في متجر بورسلين..

عبيد وأجرك على الله..

عبيد مشرطين لحناك أو بقصور فاخرة يسوط الريح فيها ..

نحن أقنان القرن 21 . هل مازالت هناك حياة ممكنة بعد الذي وصلنا ؟.

عبيد ..وبخييير..