حميد زيد-كود//
أي مستقبل ينتظرنا.
وأي دروس سيلقنها لنا هؤلاء الأساتذة الذين يقلدون جمهور الكرة. ويغنون “فبلادي ظلموني”.
وأي رسالة يبعثونها إلينا.
وكما لو أنهم في مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس.
وكما لو أنهم أساتذة إلتراس.
ومثل المشجعين يشعلون أضواء هواتفهم. ولايفرقون بين حجرة الدرس. وبين الملاعب.
وما أفزعنا أكثر هي تلك الفيديوهات التي يبثونها. وتلك الأغاني التي يختارونها.
كأنهم مطرودون من سوريا. كما لو أنهم خارجون من حرب طائفية.
أما حين يتحدثون فنحن نشد بأيدينا على قلوبنا.
ونشعر بالخوف.
ونشك أنهم أساتذة.
ونشك أنهم متنكرون في زي رجال تعليم.
ولسنا ضد نشيد جمهور نادي الرجاء البيضاوي العظيم. فنحن أيضا تأثرنا به. وبكلماته. وفي أحيان كثيرة نردده. بينما نحن مجرد تلاميذ. وعرضة لكل التأثيرات.
لكن الأستاذ يبقى أستاذا. وله مكانته.
ويجب أن يكون احتجاجه منسجما مع وظيفته. ومع الدور الذي يلعبه.
ويجب أن يقنعنا أنه أستاذ بالفعل.
ويجب أن يعطي المثال. ويجب أن يحترم مهنته. وأن يبدو متعلما. وأن يحافظ على المظهر.
وقد ترضخ الحكومة لضغط الأساتذة المتعاقدين. وقد تستجيب لكل مطالبهم.
وقد يساندهم الجميع.
لكن ماذا عنا نحن التلاميذ.
ومن يفكر فينا.
وهل من المقبول أن تسلمونا إلى هؤلاء الأساتذة. وهل تكفي عودتهم كي نقول إننا ندرس.
وصراحة. فإننا لم نكن نعلم أن أساتذتنا بهذا المستوى.
وبهذه الدرجة من الوعي.
حتى فضحتهم احتجاجاتهم. وشعاراتهم. وما يكتبونه في الفيسبوك.
ولذلك فنحن نحمل الدولة كل المسؤولية.
وماداموا يريدون الإدماج الفوري في الوظيفة العمومية. فمن حقنا نحن أيضا أن نطالب الدولة بأن لا تمنح أموال دافعي الضرائب لمن لا يستحقها.