الرئيسية > آراء > موت شاعر مغربي! الكتاب وأسئلة الموت المغربي
22/04/2019 15:00 آراء

موت شاعر مغربي! الكتاب وأسئلة الموت المغربي

موت شاعر مغربي! الكتاب وأسئلة الموت المغربي

حميد زيد – كود//

مات الشاعر المغربي محسن أخريف بصعقة كهربائية.

مات وهو يلقي كلمة في الدورة 19 لعيد الكتاب بتطوان.

مات في خيمة.

مات بسبب تماس كهربائي وهو يحمل الميكروفون في يده.

مات تحت شعار “الكتاب وأسئلة القراءة”.

مات في حدث ثقافي مدعوم من وزارة الثقافة. ومن عمالة إقليم تطوان. ومن جماعة تطوان.

مات موتا مدعوما من كل السلطات.

مات بسبب تسرب المطر إلى الخيمة.

مات ميتة مغربية.

وربما مات بسبب الأسلاك العارية.

وربما قتله الميكروفون.

مات ميتة غير مقبولة. ميتة فضيحة. ومات كما لم يمت شاعر من قبل.

مات ميتة لم يعد أحد يموتها.

مات بسبب الأخطاء.

مات بسبب غياب المسؤولية.

مات ميتة تجعلنا نعجز عن الكلام. وعن النعي.

مات في لحظة يحيا فيها الشعراء.

مات وهو يتحدث إلى الجمهور.

وقد حدث أن مات شعراء بطلقات نارية.  كما مات لوركا. أو في السجون. أو تحت التعذيب. أو حزنا. أو يأسا. أو ضيقا بالحياة.

لكنها أول مرة يموت فيها شاعر بطلقة ميكروفون. وهو يلقي كلمته.

مات ليتحول عيد الكتاب في تطوان إلى مأتم. والخيمة إلى سرادق عزاء.

مات ليتحول شعار الدورة من “الكتاب وأسئلة القراءة” إلى شعار آخر. أكثر جدية. وأشد هولا. هو”الكتاب وأسئلة الموت”.

مطر.

مطر.

مطر.

يا لرومنسية هذه الكلمة. ويا لجمال المطر وهو يهطل. لكنه في المغرب يقتل شاعرا.

بمساعدة الكهرباء. والأسلاك.

وكم كتب الشعراء عن الموت. وكم واجهوه.

وكم “هزمتك الأغاني يا موت”.

لكن كان قدر شاعر مغربي أن يموت موتا عبثيا. موتا مرفوضا. وموتا لا مثيل له في أي مكان.

موتا لا يستحق اسمه. موتا خطأ. وموتا يسائل المغاربة. ويسائل المسؤولين. ويبين كم نحن نستسهل الحياة. ولا نهتم بها.

وكم نتسامح مع الموت. ونستدعيه ليأخذ شاعرا منا. ولينتزغ منا كاتبا. بهذه الطريقة.

فأي قراءة يمكننا أن نتحدث عنها.

وأي عيد كتاب. وأي ثقافة. وأي إبداع. وأي شعر. بعد أن مات شاعر هذه الميتة.

وقد كان الأدباء ومازالوا يتعاملون مع موضوع الموت. مثلما يتعاملون مع الحياة. ومع الطبيعة. ومع كل الأشياء. ومع كل الكائنات. ومع الفرح. ومع الحزن. ومع الحب.

ووحدهم استطاعوا تدجينه.

ووحدهم جعلوه يتحدث. ومنحوه الحياة.

حتى أن الروائي الأسترالي ماركوس زوساك جعل منه بطل روايتة الشهيرة “سارقة الكتب”.

وكان موتا إنسانيا.

وكان  الموت في روايته شخصية لها قلب. وتحس بالألم. وبمآسي البشر.

وكان الموت متضامنا مع الحياة. ومع الضحايا. ومنددا بالحرب.

ويروي الحكايات. ويتجول في المدن. وينتقل من مكان إلى آخر. ويتفرج على الأطفال وهم يلعبون الكرة. ثم وهم يجرون. ويعايد المرضى. ويشفق للمصير الذي ينتظرهم.

بينما لم يخطر على بال الموت موت شاعر مغربي بهذه الطريقة.

وبطلقة ميكروفون.

وفي خيمة.

وهو يلقي كلمة في عيد الكتاب.

وحتى الموت

ورغم كل قسوته. ورغم أنه يأتي دائما ليأخذ الحياة

حتى الموت

لك يكن ليقبل أن يموت شاعر بهذه الطريقة.

موضوعات أخرى

24/04/2024 19:10

أخنوش لوهبي: برافو درتي خدمة كبيرة فوزارة العدل بتحديث المنظومة القانونية والقانون الجنائي قريب نصادقو عليه

24/04/2024 18:24

أخنوش فالبرلمان على أزمة الماء: وجدنا حلول مبتكرة لتنويع مصادر الموارد المائية منها استغلال مياه البحر

24/04/2024 18:22

الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فجهة فاس مكناس خدامة على تنزيل أهداف خارطة الطريق 2022-2026 وها شنو سينات

24/04/2024 18:00

رحيمي والعين لاعبين الفينال مع فريق جابوني وولد يوعري باغي يكون اول مغربي يربح شومبيونزليگ آسيا

24/04/2024 17:20

المطارات المغربية استقبلات كثر من 6 مليون مسافر وها المطارات اللي حيحات فهاد الفترة

24/04/2024 17:07

رئيس الحكومة دافع على حصيلة وزراء مكلفين بالدعم المباشر والسكن والتغطية الصحية: فخور بخدمتكم ومشروع الحماية الاجتماعية ديال سيدنا ماشي ديال البوليميك

24/04/2024 17:00

الكابرانات خسرو ماتش جديد مع المغرب: الكاف حكم بخسارة USMA مع بركان بسبب الحجز على تونيات الفريق المغربي