واش هيرفي رونار كيضغط على الركراكي باش ياخد بلاصتو؟ الفرنسي جاهم من اللخر: باغي نلعب مونديال 2026
حميد زيد – كود//
تتذكرون حين تحدث نزار بركة عن “جريمة” الفرنسة.
وقد نطقها بالعربية الفصحى. وكان لها وقع كبير. وأثارت ضجة.
لكنها ليست جريمة حين نترجمها إلى الفرنسية. بل تصير توافقا. وتصير هي الفصل 103.
أما إذا طلب منا تقديم شرح لها. فهي تعني إسقاط حكومة العثماني.
ثم يأتي من يقول إن اللغة العربية غير قادرة على استيعاب العلوم. ويقول إنها لغة ميتة. وعاجزة عن مجاراة التطور.
وأي لغة في العالم لها هذه القدرة.
وأي لغة تعني فيها الجريمة عكسها. والموت فيها هو حياة بالفرنسية. والرفض القاطع يترجم إلى قبول. والخط الأحمر يصبح أبيض.
ولكي تفهموا جيدا قوة اللغة العربية. يكفي متابعة مواقف حزب الاستقلال منها.
إنه يتوجه بها إلى “شعيبة”.
ويعرف أن شعيبة يحب هذه المبالغات. ويحب الجرائم. والموت ولا المذلة. وهيهات هيهات.
بادئء ذي بدء.
أما حين يختلي نزار بركة بنفسه.
أما حين يتطلب منه الأمر موقفا. أما حين يتفاوض. فإنهم يخاطبونه بالفرنسية. ويتحدث إليهم بالفرنسية.
ويتوصلون إلى حل بالفرنسية.
ومثل معجزة تصبح الجريمة هي الفصل 103.
وترجمتها الحرفية هي التوافق. وهي التصويت على مشروع القانون الإطار.
وهو انقلاب في الموقف تعجز أي لغة حية عن القيام به بهذه السلاسة. بينما العربية تسمح بذلك.
لأنها لغة هوائية.
ولأنها لغة لا سلطة لها والكلمات فيها لا تعني ما تعنيه.
لغة لا حساب فيها. ومطلوقة على عواهنها. ورسائلها غير موجهة إلى من يهمهم الأمر. بل إلى السيد شعيبة.
لغة لا تعني شيئا. ولا يعتد بها. ولا أثر لها في الواقع الملموس. ولا أحد يتعامل بها في السلطة. أو في الاقتصاد. أو في المعاملات.
لغة متروكة. ومتخلى عنها.
لغة مشردة.
وفي وقت سابق. قال المشتغلون مع نزار بركة دفاعا عنه. إنه لم يكن يعني بالجريمة الجريمة. وإن الصحافة اجتزأت كلامه.
وهذا صحيح. والدليل هو موقف حزب الاستقلال اليوم.
لأنه من غير المعقول أخذ العربية على محمل الجد. واعتبارها خطابا. وموقفا.
كما أن الجريمة ليست جريمة.
بل الموقف يكون بالفرنسية. ويكون في الكواليس.
وهو ما يفعله أيضا حزب العدالة والتنمية. ولأنه جديد في قسم السلطة. فهو يتعلم. وبالتدريج يكتشف الواقع. ويكتشف الحقيقة.
و يطلق العربية الفصحى في الهواء. وفي الشارع. وفي التجمعات. ويدافع عنها. لكن هذا الدفاع ينتهي بقبول الواقع.
ولحفظ ماء الوجه يستمر في إنكار الواقع.
لكن الفرنسية فضاحة. وواضحة. وقوية. وتمتلك السلطة. وتمتلك المال. والاقتصاد. وهي التي بحوزتها سلم الصعود والترقي والنجاح.
وهي التي تكشف الاستقلاليين.
وهي التي تفضح قياديي العدالة والتنمية.
وهي التي ستخبرنا أن لا أحد تقريبا منهم يدرس أبناءه العربية الفصحى. وأنهم كلهم يهربون من المدرسة العمومية. إلى المدارس الخاصة والبعثات.
فتبقى العربية كشعار.
تبقى فقيرة. ولا تملك قوت يومها.
وتبقى فقط في رأس المقرىء أبو زيد. يصنع بها المؤامرات. وبفضلها سيعرف أن حزبه التحق هو الآخر بالمتآمرين. وباع العربية.
فيتنرفز بالفصحى. ويغضب بها. ويهرول. وينطق بالحماقات التي لا تقبلها منه أي لغة تحترم نفسها.
ويجننها من الداخل. ويفقدها ما تبقى لها من عقل.
ويكفي أن ترجعوا إلى فيديو نزار بركة. كي تتأكدوا من قوة العربية.
وأنها لا تشبه أي لغة أخرى
وأنها غير مسؤولة
وساحرة
والجريمة فيها لا تعني الجريمة. وبعد أن نترجمها تصبح تصويتا وتوافقا.
كما أن نزار بركة حين يتحدث بالعربية
ليس هو نزار بركة الحقيقي
الذي يرى مصلحته بالفرنسية
ويرى مستقبله بالفرنسية ويرى أبناءه بالفرنسية
ويبيض الجريمة.
ويترجمها.
فتصير شيئا آخر. وتصير هي العكس تماما. وكأنها لم تكن. وكأنه لم ينطق بها.
ومثل معجزة
يُترجم موقف حزب الاستقلال فيصير له معنى آخر. مختلف تماما.
كما يُترجم حزب العدالة والتنمية نفسه وينقلب إلى ضده
كي تظل العربية طائرة في الهواء
وتستعمل بغرض الكذب
ولنفي الواقع
ولجني الأصوات فحسب.