ملف الطبيب التازي : مرافعة الوكيل العام تقول ان جناية الاتجار بالبشر كينا
حميد زيد – كود//
الشعب المسخر.
شعب 200 درهم.
الشعب الفاسد هو الذي يتم توظيفه لطرد مرشحي العدالة والتنمية.
وهو الذي يهجم عليهم.
وهو الذي يعتدي عليهم.
في فاس. وفي الرباط. وفي كل مكان.
الشعب البئيس.
الشعب الغائب. الشعب الذي لا يعول عليه في بناء الديموقراطية.
الشعب البلطجي.
ويحاول البعض أن يوهمنا أن الشعب المغربي هو الذي يفعل ذلك.
وأن الشعب أصبح يتمتع بالوعي.
و أنه لم يعد يقبل أن يفوز الإسلاميون مرة أخرى.
ويحاولون إقناعنا بأن الشعب نضج. إلى غير ذلك من الأغاني والمعزوفات التي نسمعها هذه الأيام.
وأن الشعب لم تعد تنطلي عليه الحيلة.
وأن صبره نفد.
بينما هذا غير صحيح.
بينما الشعب غائب في المغرب.
الشعب غير موجود بالمرة.
هذا الشعب لا يمكن العثور عليه.
الشعب لمن يدفع أكثر.
الشعب ليس بالمجان.
الشعب في المغرب مخوصص.
الشعب في المغرب يشترى.
الشعب يلعب أدوارا لا تليق بشعب محترم أن يفعلها.
الشعب لم يرعو.
الشعب نصير الفاسدين ونصير المال.
الشعب لا يتحرك من تلقاء نفسه.
الشعب ليس بريئا.
الشعب مشبوه.
الشعب سمعته غير جيدة.
الشعب مع السلطة. ومع الفساد. ومع المال.
الشعب سهل توظيفه.
الشعب من السهل إطلاقه على الخصوم.
وعلينا أن نكون أغبياء. حتى نصدق خروج الشعب باللافتات والشعارات للهجوم على مرشحي العدالة والتنمية دون سواهم.
علينا أن نكون قادمين من المريخ حتى نردد مثل هذا الكلام.
علينا أن نكون بلا قيم. وبلا أخلاق.
علينا أن نكذب.
علينا أن نكون عاجزين حتى نستعمل هذا الشعب.
وبهذه الطريقة الفجة والمكشوفة.
علينا أن نكون مغرضين ولا حل لنا لمواجهة العدالة والتنمية إلا اللجوء إلى خدمات هذا الشعب.
مع تحمل نفقات ذلك.
علينا أن لا نكون من المغرب حتى نصدق خروج الشعب ليطرد سعد الدين العثماني أو غيره.
أما الشعب. أما الشعب فغير معني.
الشعب مستقيل.
الشعب ميؤوس منه.
الشعب يلبس كل الرموز.
الشعب يصهل مع الاتحاد الدستوري.
الشعب يهدل. الشعب يذرق. الشعب يرفرف.
الشعب سنبلة.
الشعب يحمل الآن غصن زيتون.
هذا الشعب لا يخطو خطوة بالمجان.
وكم عانت أحزاب اليسار الكبيرة من هذا الشعب.
لتأتي اليوم وتروج أن الشعب لم يعد راغبا في العدالة والتنمية.
وأنه ضاق ذرعا بالحكومة وبمن يقودها.
و لتستعمل للأسف نفس الأساليب.
ولتوظف نفس الشعب ضد خصمها السياسي.
ولتروج لهذا الشعب الخطير. والبلطجي. ولتساعده على البقاء.
وعلى التوالد.
الشعب الذي حارب الأحزاب التاريخية لعقود
الشعب السيء.
يتم اللجوء إليه للقضاء على خصم سياسي.
ولو كان هذا الشعب موجودا
ولو كان في المغرب شعب يحاسب المسؤولين
لما كان هذا هو حال ديمقراطيتنا. وانتخاباتنا.
وأي ديمقراطي
وأي غيور على صورة المغرب
مستعد لأن يدفع في الشعب الواعي والناضج. والذي يحاسب المسؤولين. الثمن الخيالي.
لكنه نادر. ومفقود. ومن الصعب العثور عليه.
أما هذا الموجود الآن.
أما هذا الذي يهجم على حملات حزب العدالة والتنمية
والمجهز باللافتات والشعارات
والذي يلعب الدور. ويمثل. ويحاول أن يبدو تلقائيا.
فليس هو
هذا شعب مزيف. ومسخر. ومع من أرسله ليقوم بهذا الدور القذر.
هذا شعب ليس بريئا.
ويمثل دور الشعب.